صحة

قلة النوم بعد الولادة.. آثار نفسية وجسدية قد تكون مدمّرة


يُعدّ الحرمان من النوم من أكثر التحديات شيوعًا التي تواجهها الأمهات الجدد، سواءً كان ذلك احتضان الطفل ليعود إلى النوم، أو إرضاعه، أو الاستجابة لكل بكاء طوال الليل.

 إنّ رعاية مولود جديد، أو حتى طفل صغير، أمرٌ مُرهقٌ للغاية، جسديًا ونفسيًا. ومع حرص الأمهات على تلبية جميع احتياجاته، يُصبح النوم مُرهقًا.

في مقابلة مع HT Lifestyle، شارك الدكتور تونموي شارما، وهو طبيب نفسي والرئيس التنفيذي ومؤسس Merlin Health، عواقب الحرمان من النوم على الصحة العقلية للأم.

الضغط العاطفي

من المتوقع حدوث تحولات عاطفية خلال الأسابيع والأشهر التي تلي الولادة، لكن الحرمان المزمن من النوم قد يزيد من ردود الفعل الناتجة عن التوتر بشكل كبير.

يمكن أن تبدأ المهام اليومية الصغيرة، مثل التغذية، والتهدئة، وإدارة الروتين المنزلي، في الشعور بأنها غير قابلة للتغلب عليها.

وتكون الأمهات اللاتي يعانين من الحرمان من النوم أكثر عرضة للقلق والانفعال والإرهاق العاطفي.

وتشير الأدلة المتزايدة أيضًا إلى وجود ارتباط قوي بين قلة النوم وخطر الإصابة بالاكتئاب بعد الولادة.

ضعف الإدراك

إن ما يشير إليه كثيرون باسم “دماغ الأم” هو في الحقيقة في كثير من الأحيان أحد أعراض التدهور الإدراكي المرتبط بالنوم.

ويُعد فقدان الذاكرة، والتفكير الضبابي، وانخفاض القدرة على اتخاذ القرار أمورا شائعة بين الأمهات المحرومات من النوم، وليس بسبب نقص الرعاية أو الاهتمام، ولكن لأن الدماغ يعمل تحت إرهاق مستمر.

هذه الآثار المعرفية ليست عابرة. إذا تُركت دون علاج، فقد تُضعف قدرة الأم على إدارة روتينها اليومي، والحفاظ على سلامتها، والشعور بالثقة في قراراتها التربوية.

الإرهاق البدني

النوم ضروري للتعافي الجسدي، خاصةً بعد عناء الولادة. فمن دونه، يُكافح الجسم للتعافي.

الصداع، وآلام العضلات، والأمراض المتكررة هي من الأمور التي تشتكي منها الأمهات الجدد اللاتي يفتقرن إلى الراحة الكافية.

وبمرور الوقت، قد يؤدي الحرمان المزمن من النوم إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم والسمنة واضطرابات التمثيل الغذائي.

التأثير في الترابط ورعاية الرضيع

أحد أكثر العواقب التي يتم تجاهلها لقلة نوم الأم هو تأثيرها في العلاقة بين الأم والطفل.

يتطلب الترابط العاطفي حضورًا جسديًا وعاطفيًا. عندما تكون الأمهات منهكات جسديًا ونفسيًا، فإن قدرتهن على الاستجابة لأطفالهن بالدفء والاهتمام تتضاءل بشكل طبيعي.

يزيد الحرمان من النوم أيضًا من احتمال ارتكاب أخطاء في الرعاية. بدءًا من تجاهل إشارات الرضاعة ووصولًا إلى الحوادث المنزلية التي يمكن تجنبها، ويتقلص هامش الخطأ بشكل خطير عندما تشعر الأم بالتعب المستمر.

وشرح الدكتور تونموي التدابير اللازمة للتخفيف من هذا التحدي. وخلص إلى أنه حتى التدخلات البسيطة، كالقيلولة القصيرة خلال النهار، والمساعدة الليلية المنسقة من الشركاء أو الأقارب، وزيادة الوعي بأنماط نوم الرضع، يمكن أن تُحدث تغييرًا ملموسًا. 

فعندما تُدعم الأمهات في راحتهن، من خلال المسؤوليات المشتركة، والتفاهم المجتمعي، أو الرعاية المُنظّمة بعد الولادة، تتحسن النتائج لكل من الأم والطفل.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى