سياسة

قطريات هربن من جحيم تميم الحاكم


تختصر نساء قطر رحلة استعباد فضحت حقيقة الصورة المزيفة لهذا البلد، فمن نوف المعاضيد إلى عائشة القحطاني، إلى أخريات.

فتيات قد تجرأن على رفع أصواتهن عاليا، فقطعن الصمت وفضحن انتهاكات نظام الحمدين لحقوق الإنسان وللنساء.

نوف المعاضيد، شابة قطرية لم تجد حلا سوى سرعة طلب اللجوء في بريطانيا، من أجل نيل حريتها قبل أن تنجح بالفعل في الانتقال إلى المملكة المتحدة.

وقد نقل موقع “ميدل إيست آي” البريطاني،قبل نحو 4 أشهر، عن نوف قولها: إنها “مُهاجرة ناجية من تعنيف، وأول لايف كوتش خليجية مُختصه في التغلُب على آثار التعنيف النرجسي” في لندن

وتستخدم صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي كمنصة لتقديم المشورة بشأن طلب اللجوء والهجرة، وكذلك مناقشة حقوق المرأة في قطر.

آنذاك، عددت نوف جملة من هذه الحقوق المسلوبة في بلادها، بينها عدم السماح للقطريات بالقيادة أو السفر أو العمل إلا بموافقة ولي أمرها، بحسب فيديو متداول لها.

وفي حال لا تحتاج المرأة لتصريح سفر، كونها متزوجة أو تعدى عمرها 25 عامًا، فبإمكان ولي الأمر إصدار حكم منع سفر في النيابة العامة دون أي تهمة، كما توضح نوف.

تجربة أخرى سيئة مرت بها نوف عندما أرادت حجز غرفة بأحد الفنادق بالعاصمة القطرية، قائلة: “رفض عدد من الفنادق هناك أن يقدم لي مكانًا لأبقى فيه؛ لأنني كنت في سن 21 ولم أتزوج.. أبلغوني (قوانين قطر تملي أن تكون المرأة غير المتزوجة تبلغ من العمر 32 عامًا من أجل حجز غرفة)”.

وتروي الفتاة القطرية عن قضايا التعنيف الأسري وعدم وجود نظام حماية قانوني للطفل والمرأة في الإمارة الصغيرة، “فكل ما يوجد هو تعهد أسخف من السخيف، لا يعاقب المعنف إن خالف التعهد”.

كانت نوف نشرت في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، فيديو من داخل الطائرة عندما قررت الهروب من الدوحة، معلقة: “ثوان قبل الإقلاع إلى بلد الحرية”.

ويبدو أن المعاضيد لن تكون الأخيرة التي تهرب من قمع النظام القطري للنساء، حيث لحقت بها إلى لندن في 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي، مواطنتها عائشة القحطاني، وهي الابنة الصغرى لمسؤول عسكري بارز.

دبلوماسي بريطاني يحذر من ترويج قطر لأيديولوجيا التطرف والإرهاب
ففي مارس/آذار الماضي، كشفت صحيفة “صنداي تايمز”، عن قصة القحطاني الهاربة من عائلتها الثرية، حيث تعيش في بريطانيا في خوف دائم من الملاحقة والاختطاف، لكنها تسعى لفضح زيف “الصورة البراقة” التي يحاول نظام الدوحة أن يصنعها، بينما يواصل قمع النساء.

وبدا واضحا أن القحطاني كانت تحلم بالهروب كلما ضربتها أسرتها، أو وبختها لقراءة الروايات الغربية، أو لطخت أعمالها الفنية.

ظلت “عائشة” تعيش محاصرة في قطر داخل غرفة نوم نوافذها مغلقة بقضبان معدنية، يتم تتبعها عبر تطبيق مشاركة الموقع على هاتفها المحمول.

وفي أول مقابلة لها منذ وصولها إلى بريطانيا، قالت القحطاني إن برج “شارد”، وهي ناطحة سحاب في لندن مملوكة لقطر، تذكير بالصورة البراقة التي تحاول بلادها أن تصنعها بينما تواصل قمع النساء.

وفي نهاية حديثها، أعربت الفتاة عن أملها في أن تؤدي قصتها إلى الإصلاح، وأن تلهم الفتيات الأخريات، قائلة: “هربت لأكون حرة، ولكن في الوقت نفسه هناك هذا الخوف”. لذا فهي ليست حرية كاملة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى