سياسة

قصة أضخم صفقة أراضي في التاريخ


كان شراء إقليم لويزيانا واحدة من أكبر صفقات الأراضي في التاريخ التي أبرمتها الولايات المتحدة مع فرنسا النابليونية في عام 1803.

واشترت الولايات المتحدة 828 ألف ميل مربع (2,140,000 كم مربع) مقابل 15 مليون دولار، أو ما يقارب 18 دولارا للميل المربع، فيما اعتبر أعظم إنجاز للرئيس الأمريكي آنذاك توماس جيفرسون.

سيطرت مملكة فرنسا على إقليم لويزيانا من عام 1699 حتى عام 1762، وذلك حين تنازلت عنها لإسبانيا، وفي عام 1800 استعاد نابليون، القنصل الأول للجمهورية الفرنسية، ملكية لويزيانا كجزء من مشروع ذي نطاق أوسع يشمل إعادة تأسيس إمبراطورية فرنسية استعمارية في أمريكا الشمالية.

وخلال تلك الفترة كانت مساحة المستعمرة الفرنسية بالأراضي الأمريكية تقدر بأكثر من مليوني كيلومتر مربع (أراضي لويزيانا)، وفي هذه الأثناء حاولت الولايات المتحدة الأمريكية شراء منطقة نيو أورلينز التي كانت ضمن أراضي لويزيانا الفرنسية مقابل مبلغ 10 ملايين دولار من الفرنسيين، لمكانتها الاقتصادية والاستراتيجية، ولكن المطالب الأمريكية لقيت رفضا فرنسيا قاطعا.

لكن فشل فرنسا في إخماد ثورة اندلعت في سان دومينغو، إلى جانب احتمالية تجدد الحرب مع المملكة المتحدة، دفع نابليون إلى التفكير في بيع لويزيانا إلى الولايات المتحدة.

وكان الاستحواذ على لويزيانا هدفا طويل الأمد للرئيس توماس جيفرسون، الذي كان يتطلع بشكل خاص إلى السيطرة على ميناء نيو أورلينز الحيوي على نهر المسيسيبي.

كلف جيفرسون جيمس مونرو وروبرت آر. ليفينغستون بشراء نيو أورلينز. بالتفاوض مع وزير الخزانة الفرنسي فرانسوا باربي ماربوا (الذي كان يعمل باسم نابليون)، ووافق الممثلون الأمريكيون سريعا على شراء أراضي لويزيانا بأكملها بعد عرضها، وبتجاوزهما معارضة الحزب الفيدرالي أقنع جيفرسون ووزير الخارجية جيمس ماديسون الكونغرس بإقرار صفقة لويزيانا وتمويلها.

أهمية شراء لويزيانا

أسهمت صفقة لويزيانا في توسيع سيادة الولايات المتحدة عبر نهر المسيسيبي، فضاعفت تقريبًا الحجم الاسمي للبلاد، وشملت الصفقة أراضي في 15 ولاية أمريكية حالية ومقاطعتين كنديتين، بما في ذلك أركنساس وميسوري وأيوا وأوكلاهوما وكنساس ونبراسكا بأكملهم، وأجزاء كبيرة من داكوتا الشمالية وداكوتا الجنوبية؛ ومنطقة مونتانا ووايومينع وكولورادو شرق خط التقسيم القاري؛ وجزء مينيسوتا الواقع غرب نهر المسيسيبي؛ والجزء الشمالي الشرقي من نيو مكسيكو؛ والأجزاء الشمالية من ولاية تكساس؛ ونيو أورلينز والأجزاء الواقعة غرب نهر المسيسيبي من ولاية لويزيانا الحالية؛ وأجزاء صغيرة ضمن نطاق ألبرتا وساسكاتشوان.

وفي وقت إجراء الصفقة، بلغ تعداد سكان لويزيانا من غير الأصليين نحو 60,000 نسمة، نصفهم من «العبيد الأفارقة». وجرت تسوية الحدود الغربية في الصفقة لاحقًا بموجب معاهدة آدمز-أونيس مع إسبانيا عام 1819، في حين عُدلت الحدود الشمالية فيها بموجب معاهدة عام 1818 مع بريطانيا.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى