سياسة

قبل الانتخابات: أزمات وشائعات وتحرك ‘لوبيات’ إخوان تونس


لطالما كانت المؤامرات والشائعات أسلحة الإخوان للعبور نحو السلطة، فإن بلغوا مرادهم وجهوها نحو خصومهم وإن فشلوا فعلوا نفس الشيء.

تغير الزمن وظل فكر التنظيم على حاله لا يختلف بين بلد اجتاحه وآخر إلا بتفاصيل الأجندة وخصوصيتها، في مشهد يعيشه التونسيون بكامل حذافيره.

ففي هذا البلد حيث صعد الإخوان إلى الحكم لأكثر من عقد، انتهوا بـ«كارت أحمر» شعبي أعادهم للهامش، لكن أيديولوجيتهم المتطرفة لا تقبل سُنّة التداول على السلطة، فكان أن لجؤوا إلى أسلحتهم المعهودة.

أجندة مسمومة أكدها الرئيس التونسي قيس سعيد بالقول متحدثا عن إخوان البلاد قبيل موعد الانتخابات، إن “غايتهم ليست سوى الاستحواذ على السلطة”.

واعتبر سعيد، الثلاثاء، أن “ما يحدث اليوم هو حملة انتخابية في إطار عمليات إجرامية لضرب الدولة والسلم الأهلي عبر قطع الماء والكهرباء في كل مناطق البلاد”.

وفي الآونة الأخيرة، يعاني التونسيون من قطع للمياه والكهرباء لمناسبات عدة في اليوم دون مبرر لذلك.

 ويرى مراقبون أن هناك تحالفا بين لوبيات فساد وبعض الأحزاب والقيادات السياسية لإرباك الوضع العام بذريعة المصاعب الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها البلاد.

مخالب الإخوان

يقول المحلل السياسي التونسي المنجي الصرارفي إن «أطرافا سياسية، وعلى رأسها حركة النهضة الإخوانية، تخطط بالتعاون مع لوبيات مزروعة داخل مؤسسات الدولة، لإرباك الوضع العام في البلاد، قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية».

ويوضح الصرارفي أنه منذ صيف 2021، يحاول إخوان تونس وحلفاؤهم تأجيج الأوضاع من أجل زعزعة استقرار البلاد ونشر الفوضى.

وأضاف أنهم «رفعوا بالآونة الأخيرة وتيرة مخططاتهم الإجرامية، في محاولة لإفشال هذا الاستحقاق الانتخابي بهدف العودة للسلطة».

وبحسب الخبير، فإن «النهضة بالرغم من إدراكها أن الشعب لفظها ونبذها، إلا أنها تواصل أعمالها التخريبية متناسية ما ستفضي إليه صناديق الاقتراع في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل”.

وأشار إلى أن «الإخوان وجماعتهم يسعون لافتعال الأزمات عن طريق بث الشائعات عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي كل الميادين»، لافتا إلى أن ذلك يشمل «حتى فقدان المواد الغذائية الأساسية لإدخال البلبلة وإرباك المسار الإصلاحي لـ25 يوليو (تموز) 2021».

وبالتاريخ المذكور، أصدر قيس سعيد إجراءات استثنائية مهدت لحل البرلمان الذي كان يسيطر عليه الإخوان، قبل أن يعطي الشعب كلمته بإسقاط التنظيم من الحكم، لتدخل بذلك تونس مرحلة الإصلاح.

أزمات مفتعلة

وبالنسبة لـ«الصرارفي»، فإن الإخوان «تسببوا في أزمات العطش عبر قطع مياه الشرب عن المواطنين وقطع الكهرباء بالرغم من توفرها، إلى جانب تتالي أخبار حرائق الغابات والمحاصيل الزراعية، والزيادة في أسعار المواد الغذائية لخلق توتر بين الشعب والسلطة”.

وتستعد تونس لإجراء ثالث انتخابات رئاسية بعد 2011، وستفتح مراكز الاقتراع أبوابها أمام نحو 9 ملايين ناخب في 6 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وفاز قيس سعيد بولاية رئاسية مدتها 5 سنوات في انتخابات 2019 من دون أن ينتمي لأي حزب كما لم تدعمه أي جهة على خلاف بقية المرشحين في تلك الانتخابات.

ولم يكن شخصية معروفة لدى التونسيين لكنه اشتهر خلال ظهوره في برامج تلفزيونية في تحليلات سياسية تتعلق أغلبها بمسائل دستورية بحكم أنه جامعي مختص في القانون الدستوري.

واكتسب شعبية أكبر بعد قرارات 25 يوليو/تموز 2021 التي أطاح بموجبها منظومة الإخوان التي عملت على زيادة الفساد ونهب المال العام وتجويع التونسيين والإرهاب، كما حل البرلمان الذي كان يترأسه رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى