بالتزامن مع دخول العالم للمرحلة الثانية من جائحة فيروس كورونا، وفي الوقت الذي ينتقل فيه الفيروس لمناطق جديدة في العالم حسب منظمة الصحة العالمية، فلابد من رصد الدول التي تعاملت مع الفيروس بالطريقة المثلى خلال الأشهر الماضية.
تضمن تقرير لمجلة تايم الأميركية، رصد الأمثلة الأفضل حول العالم، في التعامل مع الوباء، والتي بإمكانها أن تكون مثالا للدول التي بدأت حاليا بالتعامل مع الجائحة بشكل جدي وخطير.
الإمارات مثال عالمي
قامت المجلة بتحليل عدد من الدول التي تمكنت من احتواء الوباء، أو ربما أعطت مثالا للتعامل معه بشكل صحيح، وذلك على المستوى الحكومي والشعبي والاقتصادي، ومنها نجد دولة الإمارات العربية المتحدة كواحدة من الدول التي أصبحت مثالا يحتذى به في التعامل مع جائحة عالمية بحجم فيروس كوفيد-19.
وحسب إيان بريمر، وهو محرر المجلة وخبير الشؤون الدولية، فإن الإمارات قد دخلت القائمة رغم الهبوط الحاد في أسعار النفط خلال الفترة الماضية، ويعتبر هذا أحد أعمدة الاقتصاد في البلاد، وحسب قوله فالأمر مثير للإعجاب.
وفي هذا الصدد، قال بريمر: دخلت الإمارات هذه القائمة باحتضانها لعدة إجراءات اجتماعية مهمة، مثل فرض حظر التجول لساعات محددة، وإغلاق العديد من الاماكن العامة.. بالإضافة لحملات تعقيم صارمة، مما انعكس على عدد الوفيات من جراء كورونا (نحو 300 حالة فقط)، بالرغم من أن الدولة سجلت أول حالة إصابة مبكرا في 29 يناير، مضيفا: من الأمور التي ساعدت كثيرا هي أن جميع تكاليف كوفيد-19 غطتها الحكومة، بغض النظر عن التأمين الصحي للأفراد.
القائمة الذهبية
جاء أيضا في قائمة المجلة ذاتها، 10 دول أخرى تمكنت من احتواء الفيروس ألا وهي تايوان وسنغافورة وكوريا الجنوبية ونيوزيلندا وأستراليا وكندا وألمانيا وآيسلندا واليونان والأرجنتين.
وحسب المجلة، فإن تايوان صاحبة الحكم الذاتي قدمت استجابة رائعة في ظروف أقل من مثالية، إذ أنها نهجت طريق آخر عوض إغلاق اقتصادها لأسابيع متتالية في محاولة لإبطاء الفيروس، حيث أنها لم تقتصر على إغلاق حدودها بسرعة وحظر تصدير الأقنعة الجراحية، بل واستخدمت الحكومة تطبيقات لتتبع جهات الاتصال، ولتتبع الهاتف المحمول لتحديد وتأكد من التزام الجميع بالحجر الصحي.
في حين أن سنغافورة، فقد انتصرت على الفيروس لاستجابتها للوباء، وهذه سمعة مستحقة حسب مجلة تايم، على خلفية نهجها الحازم لتتبع الاتصال بين الأشخاص، وقامت الحكومة ببناء مساحات مؤقتة للأسرة بسرعات فائقة، لإيواء مرضى الفيروس، الأمر الذي حافظ على انخفاض معدل الضحايا تحت الـ0.1 بالمئة.
كما ساهم رد الفعل المبكر الحازم لكوريا الجنوبية، على الحفاظ على عدد الوفيات المنخفض، إلى جانب انخفاض العدد الإجمالي للحالات، وهو أقل من 12 ألف حالة.
نيوزيلندا وأستراليا
حسب ما ذكرت المجلة نفسها، فإن الموقع الجغرافي المعزول ساعد نيوزيلندا كثيرا، غير أن صعودها في التصنيف هو أكثر بكثير من الحظ الجغرافي الجيد، حيث جرى الكشف عن أول حالة لنيوزيلندا في 28 فبراير، ومقارنة بالحكومات الأخرى، تحركت نيوزيلندا بسرعة لإغلاق البلاد، فبعد أقل من 3 أسابيع، قامت البلاد بإغلاق حدودها للمسافرين الخارجيين، وبعد أسبوع فقط، لم تغلق فقط الأعمال الأساسية، غير أنها ذهبت إلى أبعد من ذلك من خلال تأسيس إغلاق من المستوى الرابع، ويعني ذلك بأنه لا يمكن للسكان التفاعل إلا مع الأشخاص داخل منازلهم.
أستراليا هي الأخرى أبانت عن حنكتها، حيث أسفرت الاستجابة المنسقة لمسؤولي الحكومة، عن أرقام من بين الأفضل في العالم (7276 إصابة و 102 حالة وفاة فقط في بلد يبلغ عدد سكانه 25 مليون نسمة).
وساعدت أيضا الحوافز الاقتصادية لأكثر من 10 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، نحو دعم الأجور ومضاعفة إعانات البطالة والرعاية المجانية للأطفال بشكل كبير.
كندا
من خلال ما أكده بعض الأكاديميين، فإن تجربة كندا (وبشكل أكثر تحديدا، إخفاقاتها) مع فيروس السارس منذ ما يقرب من 20 عاما، هي التي مكنتها بشكل أفضل لمواجهة الوباء الحالي، إذ أن الحكومة الفيدرالية لعبت دورا حاسما في الرعاية الصحية.
ألمانيا
في حين تبقى استجابة ألمانيا للفيروس القاتل نموذجا يحتذى به بين الدول الأوروبية، فلقد نجت البلاد من الطفرة المبكرة في الحالات التي شاهدتها الجارتان إيطاليا وإسبانيا، وتمكنت من الاحتواء السريع (من خلال الاختبارات واسعة النطاق والتواصل العام الواسع والشفافية) على دعم عام واسع النطاق.
آيسلندا
أيسلندا تعتبر المثال الأوضح في أهمية الفحوصات في الوباء، إذ بعد اكتشاف أول حالات في حلول أوائل شهر مارس، وضعت آيسلندا بسرعة نظام واسع ومجاني للفحوصات وتتبع الاتصال لتحديد وعزل المرضى.
اليونان
عانت في الأعوام الأخيرة بسبب المآسي الاقتصادية، ولم يكن على الحكومة أن تتساهل أبدا مع انتشار الفيروس، نظرا لأن نظامها الصحي لا يحتمل تفشي وباء في البلاد، مما دفع اليونان لفرض إغلاقات صارمة جدا منذ البداية، قبل أن تضخ الحكومة الموارد المحدودة التي تملكها لتوفير أسرة للعناية المركزة في المستشفيات، كانت النتيجة أقل من 200 حالة وفاة من الفيروس في البلاد.
الأرجنتين
وفق المجلة، فإن الأرجنتين أكثر الدول التي فاجأت العالم بدخولها القائمة نظرا لمشاكلها المادية الكثيرة، لكن ومع وصول الفيروس للأرجنتين في مارس، قامت الحكومة بفرض إجراءات عزل اجتماعي صارمة، والتي قوبلت بانضباط كبير من المواطنين، وكانت النتيجة أفضل دولة في أميركا الجنوبية في التعامل مع الفيروس الفتاك.