في غمرة صفقة الرهائن.. نتنياهو يتوعّد غزة بمواصلة الحرب


 تبادلت حركة حماس وإسرائيل الأحد ثالث دفعة من الأسرى، فيما تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب إلى حين استعادة الرهائن والقضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وضمان أنّ غزة لن تشكل تهديدًا على أمن الدولة العبرية وذلك خلال أول زيارة له إلى القطاع الفلسطيني منذ بدء التصعيد، في وقت تواجه فيه تل أبيب ضغوطا متزايدة لتمديد فترة الهدنة.

وقال نتنياهو مخاطبا جنوده “سنستمر حتى النهاية الى أن يتم تحقيق النصر”، مضيفا “نبذل كل جهد ممكن من أجل استعادة مختطفينا وفي نهاية المطاف سنعيدهم جميعا”.

وأفرجت حركة حماس اليوم الأحد عن 13 رهينة من غزة بموجب الاتفاق مع إسرائيل، إضافة إلى أربع رهائن آخرين خارج الصفقة.

وأكد الجيش الإسرائيلي وصول 13 رهينة إلى إسرائيل في انتظار وصول الرهائن الآخرين وهم ثلاثة تايلانديين ورهينة روسية تحمل أيضا الجنسية الإسرائيلية.

وأعلنت سلطة إدارة السجون الإسرائيلية الإفراج عن 39 سجينا فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة المؤقتة بين حركة حماس واسرائيل.

وبشأن الرهينة الروسية، أعلنت حماس في بيان أن الإفراج عنها جاء “استجابة لجهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتقديراً للموقف الروسي الداعم للقضية الفلسطينية”.

وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية أن الإفراج عن الرهينة “تم خارج قائمة التبادل، بترتيب مباشر بين الممثلين الروس وحماس”.

وقال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الأحد إن حركة حماس أطلقت سراح رهينة أميريكية تبلغ من العمر أربعة أعوام في غزة وأعادتها إلى إسرائيل في إطار الهدنة.

وأعرب بايدن عن أمله في تمديد هدنة الأيام الأربعة التي تنتهي الاثنين، قائلا “هدفي وهدفنا أن تستمر هذه الهدنة الى ما بعد غد بحيث نرى الإفراج عن رهائن آخرين ومزيدا من المساعدة الانسانية” يتم إيصالها إلى قطاع غزة.

وتواجه إسرائيل ضغوطًا متزايدة لتمديد فترة الهدنة المقررة لأربعة أيام فقط حتى الآن في إطار حربها على حماس، غير أن مسؤولين عسكريين يخشون أن تؤدي هدنة أطول إلى إضعاف الجهود الإسرائيلية للقضاء على الحركة الإسلامية.

وينص الاتفاق الذي تمّ بوساطة قطرية ومشاركة الولايات المتحدة ومصر، على الإفراج عن خمسين رهينة لدى حماس في مقابل إطلاق سراح 150 أسيرًا فلسطينيًا مدى الأيام الأربعة للهدنة القابلة للتمديد.

ومن شأن هذا الأمر أن يزيد عدد الرهائن التي تعيدهم حركة حماس وهناك ضغوط داخلية كبيرة في إسرائيل للقيام بذلك لكنه يمنح الحركة هامشا أكبر لإعادة جمع صفوفها والتعافي وإعادة التسلّح والعودة إلى القتال، وفق محللين.

ويزيد هذا الاتفاق أيضًا الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من جانب المجتمع الدولي الذي سيتراجع تأييده لمعاودة قصف غزة مع ما ينجم عن ذلك من أزمة انسانية.

ويقول الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن أندرياس كريغ “الوقت يعمل ضدّ إسرائيل كما هي الحال دائمًا وضدّ الجيش الإسرائيلي”، مشيرا إلى أنه كلّما طال أمد الهدنة نفد صبر المجتمع الدولي مع استمرار الحرب غير أن الدولة العبرية مصممة على تحقيق هدفها بـ”القضاء” على حركة حماس.

وفي زيارة للقوات الإسرائيلية في قطاع غزة السبت شدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على أن الجدول الزمني للهدنة “قصير”، موضحًا “لن تستغرق أسابيع، ستستغرق أيامًا إلى حد ما”. وأضاف محاطا بجنود مدجّجين بالأسلحة، “أي مفاوضات أخرى ستجري تحت النيران”.

ويقول الباحث في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وإفريقيا بجامعة تل أبيب أريك رودنيتزكي “الضغط الحقيقي لتمديد الهدنة يأتي من داخل إسرائيل من عائلات الرهائن”.

ومساء السبت، سارت في شوارع تل أبيب تظاهرة حاشدة شارك فيها عشرات الآلاف للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، هتف خلالها المحتجون الذين حملوا صور الرهائن، “حرروهم الآن”. وكُتِبت على إحدى اللافتات عبارة “أخرجوهم من الجحيم”.

ويقول مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل ملتزمة بأن يتمّ الإفراج عن أكبر عدد من الرهائن، لكنه أعرب عن قلقه من أنه كلما طالت الهدنة حصلت حماس على وقت أكبر “لإعادة بناء قدراتها ومهاجمة إسرائيل مجددًا”، مضيفا “إنها معضلة رهيبة”.

وكانت قطر الوسيط الرئيسي في مفاوضات وقف القتال. وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها ماجد الأنصاري إن هناك حاجة إلى “الحفاظ على الزخم” من أجل وقف دائم لإطلاق النار.

وأضاف “لا يمكن تحقيق ذلك إلّا عندما تتوافر الإرادة السياسية ليس فقط من جانب الإسرائيليين والفلسطينيين بل أيضًا من جانب الشركاء الآخرين الذين يعملون معنا”.

وأكّد بايدن الجمعة وجود “فرص حقيقية” لتمديد هدنة الأيام الأربعة في غزة، قائلًا إن الوقت حان للعمل على “إحياء” حلّ الدولتين لإرساء سلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

ويعتبر الأستاذ في دراسات الدفاع في جامعة كينغز كوليدج لندن أندرياس كريغ أن واشنطن غير مستعدة لعملية مكثفة “تستمر أشهرا بلا انقطاع”، خصوصًا مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية العام المقبل، موضحا “لذلك تحتاج إدارة بايدن إلى إيجاد مخرج أيضًا” ويضيف “لا حلّ عسكريا لهذا النزاع، لا يمكن الانتصار فيه”.

بدوره قال المسؤول في حماس طاهر النونو إن الحركة الإسلامية “جاهزة للبحث بشكل جدّي للتوصل إلى صفقات جديدة”.

ويقول المسؤول السابق في الاستخبارات الإسرائيلية آفي ميلاميد إن حماس “ستماطل مع الرهائن لمحاولة استنفاد هذه الورقة لأطول وقت ممكن وبأعلى ثمن قد يشكّله ذلك لإسرائيل”.

ويعتبر أن حماس كانت تأمل أن يتبدد الدعم داخل إسرائيل للتوغل في قطاع غزة وأن “تخلق، في نهاية المطاف، الضغوط الدولية والداخلية على الحكومة الإسرائيلية ظروفًا تمكنها من أن تستمر في الوجود وأن تحكم غزّة حتى بعد انتهاء هذه الحرب”.

وتدلي الباحثة المستقلة في شؤون الشرق الأوسط إيفا كولوريوتيس بالرأي نفسه، موضحة “بالنسبة لحماس، أي سيناريو لهذه الحرب لا يؤدي إلى انتهاء وجودها في قطاع غزة سيُعتبر نصرًا بغضّ النظر عن خسائرها البشرية والمادية وحجم الدمار في غزّة وحجم الخسائر في صفوف المدنيين”.

Exit mobile version