سياسة

فضائح قطرية.. إغراءات وشراء ذمم


أغلب الليبيين يعتبرون أن التدخل القطري في بلادهم ترك مخاطر جسيمة وأثراً غائراً في قلوبهم وعلى جباههم، وتحولت مواقف وأفعال تميم ومن قبله الحمدين إلى قصص مؤلمة يرويها الليبيون، فالدور القطري مَثّل بالنسبة لليبيين جريمة متعددة الأركان في حقهم. 

إن مسلحي المليشيات كانوا بعد الإطاحة بنظام القذافي، يأتمرون بأوامر القطريين، وإن ضباط الأمن والمخابرات القادمين من الدوحة استعملوا كل وسائل التعذيب ضد الليبيين والليبيات على مختلف انتماءاتهم.

وهناك عناصر إرهابية يتم تهريبها من ليبيا إلى تركيا والعكس، ويتم تدريبهم على العمليات الإرهابية، وأسلوب الاغتيالات المتبع الآن في ليبيا هو أسلوب تنظيم داعش الإرهابي وهدفه كتم الأصوات الليبية، وجميع الأدلة والمعلومات حول التخريب القطري في ليبيا تم تقديمها للجيش الوطني الليبي.

دعم قطر للإرهاب ليس جديداً، فالشواهد عديدة وفي مقدمتها احتضانها لقادة التنظيمات الإرهابية، وتشكل الساحة القطرية الملاذ الآمن للشخصيات المتطرفة، وقد موّلت المليشيات والتنظيمات المتطرفة في ليبيا منذ اندلاع ثورة 17 شباط، والمبالغ المصروفة عليها تجاوزت المليار دولار، قدمتها لجماعات إرهابية من بينها الجماعات المقاتلة وأنصار الشريعة المحظورة ومجلس شورى ثوار بنغازي ومجلس شورى مجاهدي درنة وسرايا الدفاع عن بنغازي.

وترى معظم دول العالم أن قطر تشكل بؤرة لتمويل الإرهاب، وقد أصبحت بيئة متساهلة مع تمويل الجماعات الإرهابية، والمؤشرات واضحة، وهناك أفراد في قطر يساهمون على المستوى الشخصي في تمويل التنظيمات الإرهابية، كما أن المتطرفين القطريين العائدين إلى ديارهم من العراق وسوريا يشكلون خطراً أمنياً عاليا، لذلك ينبغي اتخاذ تدابير سريعة وإجراءات شديدة لمكافحة تمويل الإرهاب، ولطالما كانت أنشطة قطر محط أنظار معظم دول العالم بالرغم من مساحتها الصغيرة، مما دفع ببعضها إلى اتهام قطر بالسماح لممولي الإرهاب بالعمل داخل حدودها، وفي الوقت نفسه توفر بيئة متسامحة ومتساهلة مع الإرهابيين.

وإلى جانب عمليات التمويل أبرزت وثائق – أبوت أباد- لأسامة بن لادن التي تمت مصادرتها خلال الهجوم على مقره بباكستان، عن أبعاد الدور القطري في إيواء العديد من أعضاء القاعدة، حيث تعد الجهة المفضلة لعناصر وقيادات التنظيم ونقطة عبور آمنة، ومقرا لإيواء عدد من قادة الإخوان والتنظيمات الإرهابية في مصر الذين يحرضون على العنف ضد الدولة المصرية.

النظام القطري يبدد ثروات البلاد من خلال تقديم رشاوى وتمويل عمليات إرهابية ومتاجرة بقضايا الشعب القطري والشعوب العربية، وفي هذا السياق اعترفت مارلين ميزي المشرفة بمطار كينيدي في نيويورك بحصولها على رشوة قطرية خلال انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتقديم تسهيلات لبعثة الدوحة بعد نحو عام من كشف الواقعة وبتلقيها إكراميات غير مشروعة، وعندها حكم عليها بأداء الخدمة وبذلك انتهكت مارلين القانون بتقديم خدمات لحكومة أجنبية مقابل رشاوى.

وهناك وثائق تدين النظام القطري بدفع رشاوى لشخصيات في تركيا لحماية الدوحة من أية تحركات ضدها، وأظهرت وثيقة مسربة من المخابرات التركية أن عضوا بارزاً في حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، تلقى رشوة بقيمة 65 مليون دولار من المخابرات القطرية، والمسؤول التركي، أحمد بيرات كونكار المقرب من أردوغان تواصل سراً مع ضابط مخابرات قطري لتلقي الأموال، قبل أسبوع من مناقشة لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان التركي، للاتفاق الذي سمح بنشر القوات التركية في قطر.

النظام القطري سجله التاريخي واضح بقضايا تمكين الإرهاب وتمويل التنظيمات المتطرفة، وبدت صورة النظام محطمة وغدت سياساته الواهية بائسة ويائسة في سوريا والعراق وليبيا وشرق المتوسط والقرن الأفريقي، بفعل الفضائح واتضاح ارتياباته، وما عاد بذخه وتبديد الأموال والإغراءات سواء ما يتعلق بشراء الذمم بدءاً من شراء كأس العالم إلى دعمه اللامحدود لقوى الإرهاب مفيدة له، ولن تخرجه من انهياراته مهما تحكّم بالظروف أو اعتمد على الدول الممولة للمتطرفين، وفي نهاية المطاف فشل بسياساته الرعناء سواء ما يتعلق بشراء الذمم والشرفاء أو بالتلاعب بعقول الحكماء في هذا العالم الكبير.

نقلا عن العين الإخبارية

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى