سياسة

غضب أميركي واسع لإنتشار الحرس الثوري في قطر


أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، عن خيبة أمل في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الوجود الإيراني وانتشار الحرس الثوري في قطر، وسط مخاوف واضحة بسبب قاعدة “العديد” الجوية الأميركية في الدوحة.

وكان المشهد صادمًا للعديد من زوار معرض الدفاع القطري، خصوصا الأميركيين، عندما رأوا بأعينهم قادة الحرس الثوري الإيراني يتجمعون في معرض الدوحة للدفاع، الذي أقيم في الفترة من 21 إلى 23 مارس.

ويجلسون خلف ملصق عملاق لقارب سريع مليء بكوماندوز الحرس الثوري الإيراني على مقربة من الولايات المتحدة ضمن أكشاك المعرض، وشرب بعضهم الشاي وأكلوا التمر بالقرب من عرض لنماذج الصواريخ الإيرانية.

انزعاج أميركي 

ووفقًا لما حدث في معرض الدوحة للدفاع، الذي أقيم في قطر، مؤخرًا، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: “نشعر بخيبة أمل وانزعاج عميقين من وجود مسؤولين عسكريين إيرانيين وضباط من الحرس الثوري الإسلامي الإيراني”.

وأثارت مشاركة الحرس الثوري الإيراني في معرض الدوحة للدفاع المقام في قطر انزعاج الأميركيين على نحو كبير، في حين يشير بعض المحللين إلى أن الغضب الأميركي كان بسبب اهتمام قطر الملحوظ بالتواجد الإيراني.

فأشار محللون إلى أن وسائل الإعلام القطرية ركزت اهتمامها على مسألة حضور الحرس الثوري الإيراني بشكل بارز في المعرض، لتأتي ممارسات الدوحة منافية لتوقعات الأميركان، الذين قللوا فيما قبل من أهمية ارتباط الدوحة بالنظام الإيراني، ليكون المشهد في الإمارة الخليجية صدمة للأميركيين.

علاقات الدوحة وطهران

وحسبما ذكرت صحيفة “عرب نيوز” في نسختها الإنجليزية، قالت مصادر: إن تقارير الولايات المتحدة السابقة قللت من أمر العلاقات الوثيقة بين الحرس الثوري المدرج في قائمة الإرهاب وقطر، التي صنفتها إدارة باين على أنها حليف من خارج الناتو.

إلا أنه بعد ثلاثة أيام من انطلاق معرض ديمدكس في الدوحة، اضطرت الإدارة الأميركية إلى الخروج من عباءة ذلك التحالف مع قطر، وكشفت عن انتقاداتها علانية فيما يخص مشاركة الحرس الثوري هناك.

الغريب أن الحضور الإيراني لم يكن مجردًا في قطر، فقد عرض الحرس الثوري بعض المعدات العسكرية الإيرانية في معرض الدفاع القطري، وقدمت إيران عرضًا كبيرًا لنماذج طائراتها وصواريخها ومعداتها العسكرية الأخرى في المعرض، والذي تضمن أيضًا زيارة السفن البحرية من مختلف البلدان وعروضًا من قِبل بعض شركات بناء السفن العسكرية الرائدة في العالم.

غضب أميركي 

ودفع هذا المشهد وزارة الخارجية الأميركية للتكشير عن أنيابها، والتحذير من عقوبات محتملة في قطر.

وفي هذا الصدد، قال برايس: “نرفض رفضا قاطعا وجودهم في المعرض، وملحقه الدفاعي البحري“. مشددًا على أن إيران هي “أكبر تهديد للاستقرار البحري في منطقة الخليج“.

وتستضيف قطر المقر الإقليمي للقيادة المركزية للبنتاغون في قاعدة العديد الجوية. وتسمح بزيارات شاطئية منتظمة لسفن البحرية الأميركية التي تقوم بدوريات في منطقة الخليج، ما جعل واشنطن تصنف الدوحة على أنها حليف وثيق من قِبل الولايات المتحدة.

وتفرض الولايات المتحدة عقوبات شديدة على التعامل مع الجيش الإيراني، وخاصة فيلق الحرس الثوري، الذي صنفته واشنطن رسميًا بأنه منظمة إرهابية دولية.

وقال برايس: “المعاملات المتعلقة بالأسلحة الإيرانية تخضع بشكل عام للعقوبات بموجب العديد من السلطات الأميركية. بما في ذلك العقوبات المتعلقة بالإرهاب وأسلحة الدمار الشامل“.

وبحسب “عرب نيوز”، يرى المحللون أن التوبيخ الأميركي النادر لقطر يتعارض مع جهود واشنطن السابقة لتعزيز صورة الدوحة كحليف يمكن الوثوق به. وقوة للسلام والاستقرار في المنطقة، خصوصا في أثناء الرفض العربي الواضح لقطر بسبب تبني الدوحة لممارسات الإرهاب ودعمها للتيارات المتطرفة.

وجاءت مشاركة كبار ضباط الحرس الثوري في معرض لدفاع القطري لتربك إدارة بايدن التي تبنت قطر كحليف في الناتو مؤخرًا، خاصة في التعامل مع إيران، من أجل تسهيل دورها كوسيط. ومن الواضح أن بايدن وإدارته الديمقراطية في واشنطن لم يتوقعوا من الدوحة الانفتاح على إيران إلى هذا الحد، واستضافة قادة الحرس الثوري.

الدوحة تتهرب بلا منطق

وفي محاولة خائبة للتنصل من ممارساتها وتجنب الغضب الأميركي، زعمت قطر يوم الخميس الماضي، أنها لم ترسل دعوة إلى الحرس الثوري الإيراني، وادعت الدوحة أن “المشاركة في الفعالية والجناح كانت من قبل وزارة الدفاع الإيرانية. ولم توجه دعوات للحرس الثوري الإيراني“.

وبدت محاولات الدوحة للهروب من فعلتها غير منطقية ولا معقولة إلى حد كبير، خصوصا بالنظر إلى نوع أعمال التنسيق والتطهير التي تترافق عادةً مع تنظيم معارض صناعة الدفاع والأمن، خاصةً عندما تقام بالقرب من القواعد العسكرية الأميركية.

قرار متسرع وحسابات خاطئة

واعتبر محللو “عرب نيوز” أن دعوة الدوحة للحرس الثوري كانت قرارًا متسرعًا، وبنت الدوحة حساباتها على أساس احتمال قيام واشنطن بإزالة المنظمة الإيرانية بسرعة من قائمة الجماعات الإرهابية المصنفة من قِبل الولايات المتحدة، كجزء من المرحلة الأخيرة من المحادثات غير المباشرة لإحياء إيران 2015 صفقة نووية، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهيه سفن الدوحة في هذه المسألة.

وعادة ما كانت العلاقات القطرية الإيرانية مثيرة للشبهات والمخاوف، فارتبطت الدوحة بالأنشطة المالية المشبوهة للحرس الثوري، وهو ما كشفت عنه تقارير أميركية في يوليو الماضي.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى