غروسي يلمّح إلى بوادر انفراجة في الملف النووي الإيراني

قال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل ماريانو غروسي، إن هناك تقدما في المحادثات مع إيران التي علّقت تعاونها مع الوكالة عقب هجمات إسرائيل والولايات المتحدة على منشآتها النووية في يونيو/حزيران الماضي وسط أمل لتخفيف حدة التوتر بين طهران والقوى الغربية رغم قرار الترويكا الأوروبية إعادة تفعيل الية العقوبات ‘سناب باك’.
لكن غروسي شدد في كلمته الافتتاحية باجتماع مجلس محافظي الوكالة الذي انعقد، الاثنين، لبحث المحادثات مع إيران بشأن ملفها النووي على أن الوقت ينفذ في المحادثات مع الإيرانيين بشأن استئناف عمليات التفتيش بشكل كامل.
وأوضح أن بحث برنامج إيران النووي، وخاصةً بعد تعرض منشآتها للهجوم في يونيو/حزيران الماضي، لا يزال محوراً رئيسياً لجهود الوكالة مشيرا إلى أن التدابير الأمنية للوكالة لا تزال تُطبق على الأراضي الايرانية، كما هو الحال في جميع الدول الأخرى التي أبرمت معها اتفاقية أمنية شاملة.
التدابير الأمنية للوكالة لا تزال تُطبق على الأراضي الايرانية
وتابع “لقد أُحرز تقدم في محادثاتنا مع طهران. وآمل أن تُختتم هذه المحادثات بنجاح في الأيام القليلة المقبلة لتسهيل استئناف عملنا الضروري مع إيران”.
وقبل يومين، أعلن المندوب الدائم لإيران لدى المنظمات الدولية في فيينا، رضا نجفي، انطلاق جولة جديدة من المباحثات بين بلاده ومسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي 26 يونيو/حزيران 2025، أقر البرلمان الإيراني قانوناً ينص على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والتي تتهمها طهران بالضلوع في أنشطة تجسسية وبتوفير ذريعة لهجمات إسرائيلية وأمريكية ضد إيران.
والقانون الذي وافق عليه مجلس صيانة الدستور أيضاً، يُجبر الحكومة على منع دخول مفتشي الوكالة إلى البلاد وتعليق كافة أنشطة التفتيش.
كما يمنع القانون حكومة طهران من التعاون مع مدير الوكالة رافائيل غروسي الذي تصفه بعض الشخصيات الإيرانية البارزة بـ”العميل” أو “الجاسوس”.
وتجري المحادثات بين الجانبين على خلفية إطلاق القوى الأوروبية الثلاث الكبرى (الترويكا) عملية مدتها 30 يوما في 28 أغسطس/آب لإعادة فرض العقوبات على إيران. ورُفعت هذه العقوبات بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى، والذي انهار بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه عام 2018.
وأعلنت دول الترويكا الأوروبية -فرنسا وبريطانيا وألمانيا- أنها ستمضي قدما في إعادة فرض العقوبات بموجب ما يُسمى بعملية “الآلية السريعة لإعادة فرض العقوبات” ما لم تُستأنف عمليات التفتيش التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إيران بالكامل، وتُحدد طهران مخزونها الكبير من اليورانيوم شبه الصالح للاستخدام في صنع الأسلحة وتستأنف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة.
وفي 13 يونيو/حزيران 2025، شنت إسرائيل بدعم أميركي هجوما على إيران استمر 12 يوما، شمل مواقع عسكرية ونووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، فيما ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 من نفس الشهر 2025، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران وشددت على أنها “أنهت” برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة “العديد” الأميركية بقطر، ثم أعلنت واشنطن بعد يومين وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران.