متابعات إخبارية

غالانت يناقش في واشنطن المرحلة الثالثة في غزة


يتوجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد لإجراء محادثات “حاسمة” حول الحرب الدائرة وتصاعد التوتر مع حزب الله في لبنان فيما قصفت إسرائيل عدة مناطق في القطاع الأحد. مؤكدا أنه سيناقش الانتقال إلى المرحلة الثالثة في غزة مع المسؤولين الأميركيين  نظرا لأهميته الكبيرة، وكيف يحتمل أن تتيح أشياء إضافية.

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأن الخلاف مع الولايات المتحدة بشأن التأخير في تسليم الأسلحة المتعلق بحرب غزة سيتم حله قريبا، وسط توترات متصاعدة بين الحليفين. وقال خلال اجتماع لحكومته “منذ نحو أربعة أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل. تلقينا كل أنواع التفسيرات، ولكن الوضع بحدّ ذاته لم يتغير.

وأضاف “في ضوء ما سمعته في اليوم الأخير، آمل وأعتقد أن هذه القضية سيتم حلها في المستقبل القريب”. وبحسب نتانياهو فإن كبار المسؤولين الإسرائيليين مارسوا ضغوطا على نظرائهم الأميركيين “على أعلى مستويات … وعلى جميع المستويات” من أجل تسريع تسليم الأسلحة.

وأثار نتانياهو حفيظة واشنطن الأسبوع الماضي بعدما خرج بمقطع فيديو اتهمها فيه “بحجب الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”. وقال مسؤولون أميركيون إن لا علم لديهم عما كان يتحدث رئيس الوزراء.

المرحلة الثالثة والأخيرة من الهجوم الإسرائيلي على غزة تهدف إلى تقليص القتال مع تكثيف الجهود الرامية إلى تمكين إدارة ما بعد القضاء على حماس والبدء في إعادة الإعمار في القطاع.

وتزامنت تصريحات نتانياهو الأخيرة مع زيارة وزير الدفاع يوآف غالانت إلى واشنطن. وقال وزير الدفاع إنه “سيبحث التطورات في غزة ولبنان” متعهدا “نحن مستعدون لأي إجراء قد يكون مطلوبا في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى”.

وأكد غالانت بحسب بيان صادر عن مكتبه “روابطنا مع الولايات المتحدة أكثر أهمية من أي وقت مضى. اجتماعاتنا مع المسؤولين الأميركيين حاسمة بالنسبة لهذه الحرب”.

وعلى الحدود الشمالية، يستمر القصف المتبادل بين لبنان وإسرائيل الذي ارتفعت وتيرته في الآونة الأخيرة، مع إعلان حزب الله الأحد استهداف موقع عسكري إسرائيلي “رداً على اغتيال” قيادي من الجماعة الاسلامية في شرق لبنان.

وفي غزة، يتواصل القصف بلا هوادة. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت “عشرات الأهداف الإرهابية في أنحاء قطاع غزة، بما في ذلك منشآت عسكرية وإرهابيين وبنية تحتية إرهابية” خلال الساعات الـ24 الماضية.

وقال سكان إن دبابات إسرائيلية تقدمت إلى أطراف منطقة المواصي التي تضم خيام النازحين شمال غربي مدينة رفح بجنوب قطاع غزة اليوم الأحد وتشتبك في قتال عنيف مع مقاتلين تقودهم حركة حماس.

وانتشرت صور دبابتين متمركزتين على قمة تل يطل على المنطقة الساحلية على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وذكر أحد السكان، الذي طلب عدم ذكر اسمه، عبر تطبيق للتراسل “القتال مع المقاومة مكثف، قوات الاحتلال حاليا متمركزة في منطقة تطل على منطقة المواصي وهذا سبب نزوح عائلات كانت تسكن المنطقة باتجاه خان يونس”.

وبعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على بدء حرب إسرائيل على القطاع الفلسطيني الذي تديره حماس يركز تقدم القوات على منطقتين لم تسيطر عليهما بعد، وهما رفح في الطرف الجنوبي من قطاع غزة والمنطقة المحيطة بدير البلح في الوسط.

وأفاد مراسلو فرانس برس وشهود عيان عن قصف بالدبابات في رفح ومخيم النصيرات، وغارات جوية في حي الزيتون في المدينة خلال الليل.

وأدت الحرب إلى تدمير معظم البنى التحتية في غزة وإلى نقص كبير في الغذاء والوقود وسلع أساسية أخرى. وفي مخيم جباليا، تقول أم سراج البلوي “لا يوجد خضار ولا فاكهة..  لا يوجد شيء لأكله أو شربه”.

وأضافت “هذه الحرب يجب أن تتوقف. هذه حرب تهجير. تتهجر الناس من بيت إلى بيت، الناس تهجر من خيمة إلى خيمة ومن مدرسة إلى مدرسة” مؤكدة “هذه حرب إبادة”.

والسبت، تظاهر في تل أبيب عشرات الآلاف ملوّحين بالأعلام الإسرائيلية ومردّدين شعارات مناهضة لحكومة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، ومطالبين بإجراء انتخابات مبكرة وعودة الرهائن المحتجزين في غزة.

وفي خطاب ألقاه أمام الحشد، وجّه الرئيس السابق لجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) يوفال ديسكين انتقادات لنتانياهو ووصفه بأنه “أسوأ رئيس وزراء” في تاريخ إسرائيل.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء “المصادقة على الخطط العملانية لهجوم على لبنان”، في وقت حذّر الأمين العام للحزب حسن نصرالله في اليوم التالي بأن أي مكان في إسرائيل “لن يكون بمنأى” عن صواريخ حزبه في حال اندلاع حرب.

وبثّ الحزب مرة اخرى في وقت متأخر السبت مقطعاً. جديدا حدد فيه مواقع عدة في إسرائيل مورداً إحداثياتها.من دون تسميتها ويظهر فيه مقتطف من خطاب نصرالله الأخير. وهو يقول “إذا فُرضت الحرب على لبنان، فإن المقاومة ستقاتل بلا ضوابط ولا قواعد”.

وتتبادل الجماعة المتحالفة مع إيران إطلاق النار مع إسرائيل منذ اندلاع حرب غزة قبل أكثر من ثمانية أشهر. وقالت الجماعة. إنها لن تتوقف حتى يتم وقف إطلاق النار في غزة.

وزار المبعوث الأميركي الخاص إلى لبنان آموس هوكستين كلا من إسرائيل ولبنان الأسبوع الماضي في محاولة لتهدئة التوترات. وسط تصاعد في إطلاق النار عبر الحدود وتصعيد حدة التصريحات من الجانبين.

وربط بعض المسؤولين الإسرائيليين بين تكثيف الجيش للتوغل حاليا في رفح. حيث يقول إنه يستهدف آخر كتائب لحركة حماس. بالرغبة في التركيز بعد ذلك على الحدود مع لبنان.

ومن شأن تقلص العمليات في غزة أن يتيح للقوات التفرغ لمواجهة حزب الله. إذا ما احتاجت إسرائيل لشن هجوم بري أو تكثيف القصف الجوي.

ووصف مسؤولون المرحلة الثالثة والأخيرة من الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنها تهدف إلى تقليص القتال مع تكثيف الجهود الرامية إلى تمكين إدارة ما. بعد القضاء على حماس والبدء في إعادة الإعمار في القطاع الذي دمرت الحرب معظمه.

واختلف غالانت عضو حزب ليكود مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. الذي يتزعم الحزب، في الأشهر القليلة الماضية مطالبا بخطة أكثر وضوحا لما. بعد الحرب في غزة لا تترك المسؤولية في القطاع في يد إسرائيل، وهو المطلب الذي صدر بالمثل عن البيت الأبيض.

ويسير نتنياهو على حبل مشدود وسط مساعيه للحفاظ على حكومته متماسكة من خلال الموازنة بين مطالب المؤسسة الدفاعية، بينهم جنرالات سابقون مثل غالانت. والشركاء في ائتلاف الحكومة من اليمين المتطرف الذين يقاومون أي استراتيجية لما .بعد حرب غزة يمكن أن تفتح الطريق أمام قيام دولة فلسطينية مستقبلية.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإسرائيلي، يولي إدلشتاين. لإذاعة الجيش الأحد إن قتال حزب الله سيكون معقدا سواء عاجلا أو آجلا. وقال إدلشتاين، وهو أيضا عضو في حزب ليكود، “لسنا في وضع مناسب لخوض قتال على الجبهتين الجنوبية والشمالية. سيتعين علينا الانتشار بشكل مختلف في الجنوب من أجل القتال في الشمال”.

وانتقد إدلشتاين مقطع فيديو نشره نتنياهو الأسبوع الماضي قال فيه إن الإدارة الأميركية “تمنع الأسلحة والذخائر عن إسرائيل”. وأدى الفيديو إلى خلاف مع البيت الأبيض.

وعلقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في مايو أيار شحنة قنابل لإسرائيل زنة 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه إذا استُخدمت في مناطق مكتظة بالسكان. لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات.

وقال إدلشتاين “آمل أن تحقق المناقشات خلف الأبواب المغلقة أشياء أكثر بكثير من تلك التي تتحقق عبر محاولات الضغط باستخدام مقاطع الفيديو”. في إشارة إلى زيارة غالانت لواشنطن.

وشنت إسرائيل حملة برية وجوية على غزة بعد أن نفذ مسلحون بقيادة حماس هجوما مباغتا على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول تقول إحصائيات إسرائيلية. إنه أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

وتقول سلطات الصحة في غزة إن الهجوم الإسرائيلي أسفر حتى الآن عن مقتل أكثر من 37400 شخص، وترك جميع سكان القطاع تقريبا بلا مأوى وفي حالة يرثى لها.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى