سياسة

غارة أمريكية في اليمن تقتل 3 من القاعدة بينهم قيادي بارز


كشفت مصادر عسكرية يمنية، اليوم السبت، عن مقتل 3 من أعضاء تنظيم “القاعدة” بينهم قيادي ميداني بارز.

وأوضحت المصادر أن أفراد التنظيم الإرهابي قُتلوا في غارة أمريكية على معاقله في محافظة أبين اليمنية.

وذكر بيان للمجلس الانتقالي أذاعه التلفزيون الرسمي، أن “ضربة أمريكية استهدفت بشكل مباشر قيادات من الصف الأول لتنظيم القاعدة أثناء اجتماع لهم في وادي النسيل بمديرية مُودية شمال شرقي أبين، جنوبي اليمن”.

ونقل البيان عن مصادر عسكرية قولها إن غارة نفذتها طائرة بدون طيار أمريكية قبل يومين قتلت قياديا ميدانيا بالقاعدة يُدعى سالم قاسم المرقشي وعضوين في التنظيم يدعى الأول محمد الوليدي والثاني أحمد لبتر.

ويعد المرقشي أحد أبرز القادة الميدانيين في تنظيم “القاعدة” ومسؤولا عن العديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت القوات الأمنية والعسكرية في أبين، طبقا للبيان.

وكان تنظيم القاعدة في اليمن خسر في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين 5 من قيادييه، منهم 4 بضربات أمريكية مباغته في شبوة وأبين، والخامس بعملية اغتيال في مأرب.

وهذه القيادات هي أبو محمد الهذلي المكي – أجنبي، أيوب اللحجي وهو ما يسمى “أمير ولاية لحج” سابقا، وأبي يوسف الحضرمي، بالإضافة لما يُسمى “أمير الحرب” في التنظيم وعضو مجلس الشورى أبي علي الديسي، وكذا القيادي عمار العولقي، المكنى “أبو صالح الديولي”.

وتثبت هذه الضربات الأمريكية المتلاحقة في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، جدية دولية أكبر في مكافحة تنظيم “القاعدة” الذي يعاني من اختراق أمني في عمق بنيته التنظيمية، والتي جعلت قياداته المختبئة في كهوف جبال شبوة وأبين عرضة لغارات المسيرات مؤخرا، بحسب خبراء في شؤون التنظيمات المتطرفة.

وبعد مرور عام على تولي سعد العولقي زعامة القاعدة في اليمن، لا يزال التنظيم يحافظ على اتفاقه مع الحوثيين ويحشد موارده جنوبًا.

ففي مثل هذا اليوم، 11 مارس/آذار، اختار تنظيم القاعدة الإرهابي اليمني سعد عاطف العتيقي العولقي زعيمًا له خلفًا لخالد باطرفي، في خطوة فسرها الكثيرون آنذاك على أنها ستؤدي إلى فضّ الشراكة بين التنظيم والحوثيين.

لكن ما حدث كان العكس، حيث استمر سعد العولقي في الحفاظ على الاتفاق مع مليشيات الحوثي للعام الثالث تواليًا، وتكثيف أنشطة التنظيم ضد القوات اليمنية المعترف بها دوليًا.

اتفاق منفعة بشهادة أممية

ووفقًا لتقرير أممي حديث، فإن “العولقي حافظ على الاتفاق العملي مع الحوثيين، الذي استمر على مدى السنوات الثلاث الماضية، والذي شمل عدم الاعتداء المتبادل، وتبادل الأسرى، ونقل الأسلحة”.

ووصف التقرير الخامس والثلاثون لفريق الدعم التحليلي ورصد الجزاءات بشأن تنظيمي “داعش” و”القاعدة”، والمقدم لمجلس الأمن مؤخرًا، اتفاق الحوثي وتنظيم القاعدة بأنه قائم “على المعاملات أو المنفعة”.

وكشف التقرير أن “سعد بن عاطف العولقي استغل منذ توليه قيادة تنظيم القاعدة في مارس/آذار 2024، الاتفاق وعزز من سيطرته على التنظيم الإرهابي من خلال الاستفادة من الروابط القبلية القوية، وأصلح العلاقات مع القبائل، لا سيما في محافظتي أبين وشبوة”.

كما أعاد التنظيم “دمج أنصار سلفه خالد باطرفي، وضم القوام التقريبي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي يتراوح بين 2000 و3000 مقاتل، خبراء في المتفجرات ومشغلي طائرات مسيرة”.

وأفاد التقرير بأن “العولقي من المحتمل أنه ظل على اتصال بسيف العدل المقيم في إيران، رغم وفاة نجله خالد زيدان في مارس/آذار 2024، وارتباط تنظيم القاعدة بالقيادة الأساسية لتنظيم القاعدة”.

كما ظل “العولقي على علاقات وثيقة مع اثنين من قدامى المحاربين في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، هما إبراهيم القوسي، المعروف باسم خبيب السوداني الجنسية، وإبراهيم البنا (مصري الجنسية)، والمرتبطين بسيف العدل، وشخصيات رئيسية في مجلس الشورى”، طبقًا لذات المصدر.

هجمات وطموحات

قال التقرير الأممي إن “عمليات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب كانت مركزة بشكل أساسي داخل اليمن، لكنه ظل يطمح إلى القيام بعمليات خارجية، بما فيها العمليات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن”.

وكشف التقرير عن وجود خطة لتنظيم القاعدة تتضمن “فرض السيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية، وإعادة تموضع التنظيم في المناطق القريبة من الساحل الجنوبي”.

كما أحصى التقرير، خلال 6 أشهر، وتحديدًا في الفترة من يونيو/حزيران وحتى ديسمبر/كانون الأول 2024، أكثر من أربعين هجومًا لتنظيم القاعدة، استهدف فيها قوات الأمن في أبين وشبوة، مستخدمًا أسلحة خفيفة، ومتفجرات، وطائرات مسيرة مجمعة محليًا، وبنادق قنص مزودة بكاميرات تصوير حراري.

وكان التفجير الانتحاري الذي وقع في أبين في 16 أغسطس/آب، واستهدف القوات الجنوبية الموالية للحكومة المعترف بها دوليًا، والذي أسفر عن مقتل 16 جنديًا وإصابة آخرين، بمثابة مؤشر محتمل على عودة العولقي إلى الهجمات الانتحارية ضد الأهداف المحصنة، وفقًا للتقرير.

وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة “واصل تطوير قدراته في مجال الطائرات المسيرة، على الرغم من مقتل حمزة المشدلي في يونيو/حزيران 2024، وهو شخصية رئيسية في تطوير هذه الطائرات، فيما قللت صعوبات الإمداد من فرص استخدامها”.

ومؤخرًا، خسر التنظيم في اليمن 5 من قياداته، منهم 4 بضربات أمريكية مباغتة في شبوة وأبين، والخامس بعملية اغتيال في مأرب.

وتشير المعلومات إلى أن تنظيم القاعدة في اليمن يعمل حاليًا على ترتيب صفوفه من أجل شنّ هجمات انتقامية ضد القوات المحلية المدعومة من التحالف العربي، وذلك ردًا على الغارات الجوية الأمريكية التي أطاحت بقياداته في شبوة وأبين.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى