سياسة

عقبات أمام باشاغا والحكومة الليبية الجديدة


بسبب عدة عقبات وبالرغم من مرور قرابة أسبوعين على أداء حكومة ليبيا الجديدة اليمين أمام البرلمان لم تتمكن حتى اللحظة من أداء مهامه.

وتتمثل أبرز تلك العقبات، في رفض الحكومة السابقة برئاسة عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة بشكل سلس. وإصرارها على التصعيد وسط صمت دولي، فسره البعض بأنه يمثل “موقفًا داعمًا” لاستمرار الوضع الراهن.

وقال بعض المراقبين إنه “خرج” عن سياقه بعد تهنئة السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند نجلاء المنقوش لحصولها على جائزة المرأة الشجاعة الدولية لعام 2022، واصفًا إياها بوزيرة خارجية حكومة الوحدة الوطنية، متجاهلا الحكومة الجديدة التي من المفترض أن تمارس مهامها.

وقف التصعيد

ولم يقتصر الأمر على التهنئة الأمريكية، بل إن السفير نورلاند، وضع عبدالحميد الدبيبة وفتحي باشاغا في كفة واحدة، مناشدًا كلا الطرفين بالهدوء ووقف التصعيد.

رد الفعل الأمريكي والصمت الغربي، تباينت آراء المحللين الليبيين حياله؛ ففريق يرى أن المجتمع الدولي يتعامل حاليًا مع الأزمة الليبية بشكل مرن، في انتظار ما ستسفر عنه سياسة الأمر الواقع، فيما رأى آخرون أن الغرب يحاول التعامل بشكل دبلوماسي لإقناع الدبيبة بتسليم السلطة للحكومة الشرعية.

وإلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي أحمد المهدوي، إن المجتمع الدولي يتعامل مع الأزمة الليبية بشكل مرن غير محسوم، مشيرًا إلى أنه لم يبدِ دعمه للدبيبة بشكل محسوم ولم يبارك أو يرفض حكومة باشاغا بشكل محسوم أيضًا.

سياسة الأمر الواقع

وأكد المحلل الليبي على أن المجتمع الدولي يتعامل مع الأزمة الليبية بسياسة الأمر الواقع؛ فإذا استطاع باشاغا الدخول إلى العاصمة وممارسة مهامه فيها وبسط نفوذه؛ فسيتعامل المجتمع الدولي معه ويعترف به رئيسًا للحكومة.

وهو ما أكده المحلل الليبي محمد يسري مشيرًا إلى أن الغرب سيتعامل مع الدبيبة رئيسًا للحكومة، طالما لم تتم مراسم التسليم والاستلام بين الحكومتين، مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن هو أزمة سياسية تحاول الأطراف الدولية حلحلتها بشكل يرضي الطرفين.

وأوضح المحلل الليبي أن المجتمع الدولي يتعامل مع الدبيبة حتى تستطيع حكومة باشاغا وضع قدمها بقوة في العاصمة طرابلس، مشيرًا إلى أن المجتمع الدولي لا يريد المزيد من حالة الانقسام السياسي في ليبيا؛ لذلك لا يستطيع التعامل مع باشاغا، خوفا من تبعات ما سيحدث في الملف السياسي الذي قد يقود إلى نشوب حرب في المنطقة الغربية.

دبلوماسية حذرة

تلك الرؤية وافقها المحلل الليبي معتز بلعيد، إلا أنه أكد أن بعض الجهات الدولية تتعامل مع الدبيبة، كنوع من الدبلوماسية لإقناعه بتسليم السلطة للحكومة الشرعية، وخاصة بعد أن رفضت مليشياته التي تسيطر على العاصمة طرابلس، إدخال حكومة باشاغا.

وحول السيناريوهات المقبلة، قال المحلل الليبي، إن الرؤية غير واضحة على المدى القريب، ويصعب التكهن بما سيحدث، مشيرًا إلى أن ما زاد الوضع غموضا، انشغال المجتمع الدولي بالملف الروسي الأوكراني، وهو ما يعول عليه الدبيبة لاستمراره رئيسًا للحكومة.

من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي أيوب الأوجلي إن الدول الغربية المتداخلة في الأزمة الليبية والتي كانت السبب الرئيس في تطبيق وقف إطلاق النار، تتعامل مع الأزمة الليبية حاليًا بحذر لتفادي اتهامها في إشعال صراع مسلح في العاصمة طرابلس إن حدث.

رمانة الميزان

وأوضح المحلل الليبي أن تعامل الدول الغربية مع الدبيبة وباشاغا سيكون بحذر خلال الفترة المقبلة إلى أن تتضح الصورة الكاملة، وتتم عملية التسليم والاستلام بين الحكومتين بأي شكل من الأشكال؛ سواء بشكل سلمي أو قانوني أو حتى عسكري.

كما أشار إلى أن متقلدي المناصب السيادية المتمثلة في محافظ المصرف المركزي ورئيس ديوان المحاسبة والنائب العام ورئيس المحكمة العليا ورئيس هيئة مكافحة الفساد هم رمانة الميزان في مسألة تسليم وتسلم الحكومة؛ فإن اصطفت هذه القوى مع باشاغا فسيكون موقفه أقوى على الأرض.

وتابع: في حال لم يحدث ذلك؛ فالصراع المسلح قصير المدى سيكون هو السيناريو الأقرب، دون أن نغفل التحالفات الدولية التي تدار من تحت الطاولة والتي ستسهم بشكل كبير في تغليب طرف على الآخر.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى