عقار هيدروكسي كلوروكين يثير الجدل بسبب آثاره الجانبية
امرأة في نيويورك وافتها المنية، وهي مصابة بأعراض فيروس كورونا الجديد، في الأسبوع الماضي، وكان ذلك بعد أن تم إعطائها مجموعة عقاقير لدى أحدها آثار جانبية خطيرة.
وذكر أفراد من عائلة المريضة ليجيا، بأن المرأة البالغة من العمر 65 عاما، أعطيت علاجا يشمل عقاري هيدروكسي كلوروكين وأزيثروميسين، وذلك من دون أن تخضع لاختبارات تتعلق بوجود مشاكل في القلب قبل إعطائها الدواء.
وقام طبيب ليجا العام بإعطائها العقاقير في بداية شهر أبريل بعد أن أبلغت عن سعال حاد وحمى وضيق في التنفس، وهي من أعراض فيروس كورونا الجديد، بينما كانت أعراض ليجيا تطابق أعراض كوفيد-19، الذي ينتج عن فيروس كورونا، لم يتم اختبارها أبدا للكشف عن الفيروس، وفق ما أفاد صهرها لي ليفيت لشبكة إن بي سي نيوز الإخبارية.
وتابع ليفيت بأن ليجيا تلقت الدواء بعد التحدث مع طبيبها من خلال الهاتف، ولم يتم تقييمها أبدا شخصيا ولم تخضع لفحص القلب أو التحذير من الآثار الجانبية المحتملة للعلاج، وقال بأنه تم تسليمها الأدوية مثل كيس من الكعك.
عقار مثير للجدل
يذكر بأن ترويج الرئيس الأميركي دونالد ترامب لعقار هيدروكسي كلوروكين، غالبا في الإحاطات التلفزيونية بالبيت الأبيض، أدى إلى زيادة الطلب على العقار بالرغم من عدم موافقة إدارة الغذاء والدواء عليه كعلاج لفيروس كورونا، وقال الأطباء بأن فعاليته غير حاسمة.
وفي البرازيل، جرى إيقاف دراسة كانت تنوي اختبار تأثير العقار على مرضى فيرس كورونا، بعد أن لاحظ الباحثون مؤشرا خطيرا، بينما ذكر موقع لايف ساينس العلمي بأن الباحثين كانوا يريدون معرفة مدى فعالية هيدروكسي كلوروكين، الذي يستخدم لعلاج الملاريا، على مرضى كورونا، غير أنه اتضح في الأخير بأن المرضى الذين تلقوا جرعة كبيرة من الدواء أصبحت ضربات قلبهم غير منتظمة، الأمر الذي قد يعرضهم إلى مشاكل أخرى في القلب.
وأيضا في السويد، حيث أوقفت في 9 أبريل استخدام العقار على مرضى فيروس كورونا الجديد بعد أن ظهرت تقارير بخصوص تسببه بآثار جانبية خطيرة من بينها تشنجات، وفقدان الرؤية، والصداع النصفي في غضون أيام من تناول العقار، وتسبب العقار لأحد المرضى بحدوث نبضات غير منتظمة لعضلة القلب إما بسرعة كبيرة أو بطيئة، الأمر الذي قد يؤدي إلى حدوث نوبة قلبية قاتلة.
فيما حذرت فرنسا في أواخر مارس الماضي من آثار جانبية خطيرة للأدوية التي تعطى للمصابين بفيروس كورونا، حيث دعت إلى عدم استخدامها في أي حال للعلاج الذاتي.
وقال من جهته مدير عام الهيئة الوطنية لسلامة الأدوية والمنتجات الصحية دومينيك مارتان لوكالة فرانس برس بأنه جرى الإبلاغ عن حوالى 30 أثرا جانبيا خطيرا و3 وفيات عند مصابين بفيروس كورونا تمت معالجتهم بعقار بلاكينيل (هيدروكسي كلوروكين) وأيضا بعقار كاليترا المضاد للفيروسات ويجمع بين مادتي لوبينافير وريتونافير.
كما أوضح بأنه أُبلغ عن الآثار الجانبية بشكل أساسي في المستشفى والتحاليل جارية من أجل التحقق مما إذا كانت الآثار المسجلة ناجمة أم لا عن العلاجات التي تلقاها المصابون.