عذابات سكان جباليا: بين نار الحرب وظروف النزوح القاسية

بدت مشاهد آلاف النساء والأطفال، يسيرون على الأقدام ما بين المنازل المهدمة والدبابات الإسرائيلية في جباليا مُرعبة وقاسية.

مشهد أشبه بهجرة جماعية من بلد مدمر، فآلاف النساء والأطفال وكبار السن، اصطفوا في مسيرة طويلة وقد هُجروا من جباليا، حيث موطنهم، في شمالي قطاع غزة، قاصدين المجهول.

وكان لافتا أن الجيش الإسرائيلي وثق عملية التهجير، من خلال كاميرا ثُبتت في مسيرة عسكرية حامت فوق رؤوس النازحين.

وظهرت النساء تحملن الرضع بيد ويسحبن الصغار باليد الأخرى، فيما تمكن بالكاد من السير فوق الأنقاض، عبر ممر وصفه الجيش الإسرائيلي بـ “الإنساني”، طوقته من الجانبين المباني المدمرة.

وعند طرف “طريق التهجير” وقفت دبابة إسرائيلية لم يمنعها المشهد المهيب والقاسي في آن، من وقف حركة مدفعها.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أنذر السكان منذ نحو شهر بمغادرة المنطقة، ولكن عشرات الآلاف منهم رفضوا المغادرة.

وللفلسطينيين من سكان شمالي قطاع غزة تجربة مريرة مع النزوح، إذ أن عشرات الآلاف منهم غادروا منازلهم مع بداية الحرب إلى جنوبي القطاع، ومنعهم الجيش الإسرائيلي من العودة عبر ممر نتساريم، الذي يفصل شمالي القطاع عن جنوبه.

• مهلة بـ48 ساعة لحماس وإسرائيل للرد على مقترح هدنة لا تبدو قريبة

• تحذيرات من مصر لكل من حركة حماس وإسرائيل

وفضل عشرات الآلاف البقاء في منازلهم أو ما تبقى من ركامها، في شمالي القطاع، على النزوح للعيش في مدارس مكدسة بالسكان وفي الخيام.

وزاد من تمسكهم بالبقاء في مناطقهم، حقيقة أن مناطق النزوح التي وصفها الجيش الإسرائيلي بـ “الآمنة”، لم تسلم هي الأخرى من الهجمات الجوية الإسرائيلية التي حصدت أرواح المئات.

وإثر رفض سكان الشمال الاستجابة لدعوات الإخلاء، كثف الجيش الإسرائيلي من قصفه الجوي والمدفعي للمنطقة.

• حماس وإسرائيل تستأنفان المفاوضات في القاهرة

• ملامح صفقة جديدة بين حماس وإسرائيل

واعتبر الجيش الإسرائيلي أنه “تم كسر الحصار الذي فرضته حركة حماس على سكان جباليا”، وقال في بيان: “يتزايد الضغط العسكري الذي تمارسه الفرقة 162 على المسلحين والبنى التحتية في منطقة جباليا، وفي المقابل يواصل الجيش السماح للسكان بالانتقال من المنطقة بشكل آمن ومن خلال مسارات منتظمة”.

وأضاف: “كسر الحصار الذي تفرضه حماس على منطقة جباليا يتمثل بانتقال عشرات الآلاف من السكان من المنطقة منذ ساعات صباح أمس، وذلك رغم الجهود التي تمارسها حماس لمنع السكان من الانتقال”.

وأوضح الجيش أنه تم اعتقال أكثر من 150 مسلحا، في حين استسلم بعضهم إلى القوات.

ونشرت هيئة البث الإسرائيلية مقطع فيديو لشاحنات عسكرية كبيرة تنقل المعتقلين، وقد تم عصب أعينهم إلى جهة مجهولة.

خطة الجنرالات

وكان إعلان الجيش الإسرائيلي إخلاء السكان من شمالي قطاع غزة، أثار مخاوف لدى السكان من أن إسرائيل تنفذ ما تسمى “خطة الجنرالات”.

وتنص الخطة، التي صاغها الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي غيؤرا آيلاند، وعدد من الضباط اليمينيين القدامى، على إخلاء شمال قطاع غزة من السكان.

• حماس تنفي وجود تعاون بين عشائر غزة وإسرائيل

• وقف النار في غزة مرهون بتهدئة التصعيد بين إيران وإسرائيل

وتمنح الخطة السكان فترة أسبوع للإخلاء قبل فرض حصار مشدد على المنطقة لإبقاء المسلحين أمام خيار الموت أو الاستسلام.

ولا تتضمن الخطة ما يشير الى السماح للسكان بالعودة.