عاصفة “مهسا أميني”… أمال أكراد إيران في العراق لإنهاء مآسيهم
فيما يتابع تطورات المشهد في بلاده يأمل الناشط الكردي الإيراني سيروان حسن أن تنتهي قريبا رحلته في المنفى الاختياري بشمال العراق.
وبسبب وفاة الشابة الكردية مهسا أميني التي احتجزتها شرطة الأخلاق الشهر الماضي تفجرت موجة من الاحتجاجات في إيران ، وسط اتهامات بمسؤولية الأجهزة الأمنية عن موتها، وهو ما تنفيه السلطات الإيرانية.
وفي تقرير لوكالة رويترز أعرب الناشط الكردي عن آماله وآمال نحو 10200 كردي إيراني مسجلين كلاجئين أو طالبي لجوء في إقليم كردستان في شمال العراق. بأن تمتد الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في شمال غربي البلاد حيث تسكن غالبة كردية، إلى كامل إيران لتزعزع سلطة نظام علي خامنئي مرشد إيران.
ومن بين عدة أقليات تعيش في إيران تحت ظروف قاسية يقدَّر عدد الأكراد الإيرانيين بنحو 10 ملايين نسمة.
وخلال الأيام الماضية يحرص حسن (40 عاما) على متابعة أخبار بلاده عبر شاشة هاتفه المحمول. ويفكر في 14 عاما قضاها فارا بعد أن اعتقل لفترة وجيزة على خلفية انخراطه في قوات البيشمركة الكردية.
ومنذ 3 أسابيع تسببت الوفاة المأساوية للشابة الإيرانية البالغة من العمر 22 عاما في اندلاع اضطرابات في البلد المحكومة بقبضة أمنية قوية. وتواصلت هتافات ضد خامنئي في ممارسة باتت اعتيادية منذ احتجاجات شهدتها البلاد خلال السنوات القليلة الماضية.
واعتقلت أميني على خلفية مزاعم بشأن ارتدائها ملابس اعتبرتها شرطة الأخلاق الصارمة “غير لائقة”.
وفي مسعى لاحتواء الغضب قال خامنئي إن وفاة الشابة الإيرانية “حطمت قلبي بشدة”، لكنه رغم ذلك عبر عن دعمه الكامل لقوات الأمن التي تتهمها جماعات حقوقية باستخدام القوة المفرطة ما تسبب في مقتل 150 شخصا.
ويرى مراقبون أن قدرة إيران على قمع الاحتجاجات تتراجع في كل مرة مع تزايد منسوب الغضب في البلاد. وهي أمر يشير إليه أيضا الناشط الكردي الذي قال لـ”رويترز”: “لقد شاركنا في احتجاجات سابقة، لكن الأمر مختلف هذه المرة. لقد نزلوا إلى الشوارع في وحدة تامة. آمل مع ثباتنا أن نحقق نتائج”.
ورغم أن المواجهات بين المحتجين وقوات الأمن الإيرانية تتسم بالحدة في مناطق الأكراد إلا أنها امتدت إلى مختلف أقاليم البلاد البالغة عددها 31 إقليما.
وبقاء حسن في إقليم كردستان العراق لا يبقيه في مأمن تام من الملاحقة الإيرانية. إذ أطلق الحرس الثوري الإيراني في 28 سبتمبر الماضي صواريخ وطائرات مسيرة على أهداف للأكراد في العراق.
وحينها أكدت السلطات في العراق أن 14 شخصا قتلوا بينهم رضيع جراء القصف الإيراني الذي أعلنت عنه طهران أيضا.
ويخشى الناشط الكردي المزيد من الاستهداف الإيراني للأكراد في العراق. لافتا إلى أنه في عام 2018، قتل 11 شخصا في هجوم على الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني.
والحزب واحد من جماعات المعارضة الكردية الإيرانية ذات الميول اليسارية التي تتخذ من الإقليم الكردي المتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق مقرا.
خالد عبدالله زادة الذي كان قبل عقدين مقاتلا في صفوف الحزب الكردي. وانتقل للدراسة والعمل قبل عامين إلى شمال العراق يخشى أيضا العودة إلى إيران أو حتى دخول بعثة دبلوماسية إيرانية في العراق لتجديد جواز سفره.
وقال عبدالله زاده لـ”رويترز”: “أود السفر إلى دول أخرى. لكن لا يمكنني ذلك لأنني لا أملك جواز سفر”.
يتابع الناشط السابق في الحزب الكردي أنباء الثورة في بلاده على أمل أن تمنحه فرصة جديدة. وأن تنهي أيضا محاولات الأكراد في إيران الفرار.
وتشير الناشطة جيلا مستجير من جماعة هينجاو الكردية الإيرانية الحقوقية إلى أن الفرار من إيران ليس بالأمر الهين. فبخلاف الكلفة المادية الكبيرة تظل الرحلة محفوفة بالخطر.
وأضافت “الطريق الوحيد المتبقي أمام الناس لمغادرة البلاد، والتمتع بحياة آمنة. هو فعل ذلك بشكل غير قانوني. وتعرفون مدى صعوبة هذا الطريق”.