طهران تكشف عن سفن مزودة بصواريخ يصل مداها 600 كيلومتر
كشفت القوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني اليوم الأربعاء النقاب عن سفن جديدة مزودة بصواريخ يصل مداها إلى 600 كيلومتر، وفق وسائل إعلام إيرانية، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع الولايات المتحدة في الخليج.
وجاء الإعلان خلال تدريب عسكري قبالة ساحل جزيرة أبوموسى، وهي واحدة من ثلاث جزر في الخليج تابعة لدولة الإمارات وتخضع لسيطرة إيران.
وأفادت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية بأن البحرية الإيرانية أزاحت الستار عن صاروخي “قدير” و”فتح 360″ البالستيين المزودين بالذكاء الاصطناعي خلال المناورات.
كما أكدت وكالة تسنيم شبه الرسمية للأنباء الخبر دون أن تذكر مزيدا تفاصيل عن الصواريخ لكنها نقلت عن علي رضا تنكسيري قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإشارة إلى الحاجة للدفاع عن الجزر.
وقال تنكسيري “الجزر في الخليج الفارسي جزء من شرف إيران وسندافع عنها”. مضيفا أن دول المنطقة هي التي يجب أن تكون المسؤولة عن أمن الخليج.
وأضاف “الخليج الفارسي يعود لكل دول المنطقة… على تلك الدول أن تتحلى بالحكمة وتمنع نفسها من الوقوع في مؤامرات وخطط مثيرة للخلاف تحيكها دول من خارج المنطقة”.
ووفق وكالة “إرنا” شارك في إطلاق المناورات القائد العام للحرس حسين سلامي وقائد سلاحه البحري علي رضا تنغسيري ومسؤولين إيرانيين آخرين.
وبحسب بيان الحرس الثوري”، فإن قواته البحرية ستجري تمرينات قتالية مختلفة بالسفن والمسيرات والصواريخ جوا وبحرا بمساندة السلاح الجوي للحرس.
وفي كلمة بالمناورات، قال قائد الحرس الثوري الإيراني “نحن نحاول دائما لضمان الأمن والاستقرار للبلاد، وهذه هي سياستنا”. وأضاف أن بلاده “ستلقن العدو درسا باعثا علي الندم لكل التهديدات والمؤامرات الغامضة والمعقدة والسيناريوهات الغامضة والأحقاد”.
وتأتي هذه المناورات على خلفية تركيز إماراتي خليجي خلال العام الأخير على ملف الجزر الثلاث، أبوموسى، وطنب الكبرى، وطنب الصغرى. وإصدار بيانات خليجية صينية وأخرى خليجية روسية تبنت الموقف الإماراتي بشأن آلية حل الخلاف حول هذه الجزر.
وخلال الشهر الماضي، استدعت طهران السفير الروسي على خلفية بيان خليجي روسي صدر في ختام اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون وروسيا. تناول موضوع الجزر الثلاث انطلاقا من الموقف الإماراتي الخليجي.
ونص البيان المشترك الصادر عن الاجتماع الوزاري السادس للحوار الاستراتيجي بين مجلس التعاون لدول الخليج العربية وروسيا الاتحادية في موسكو على “تأكيد دعم كل الجهود السلمية. بما فيها مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة ومساعيها للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، وذلك من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقا لقواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، لحل هذه القضية وفقا للشرعية الدولية”.
وتأتي المناورات الإيرانية الجديدة في الخليج على وقع توتر آخر في مياه المنطقة مع الولايات المتحدة التي أرسلت الشهر الماضي مزيدا من الطائرات المقاتلة من طراز إف-35 وإف-16 إلى جانب سفينة حربية إلى الشرق الأوسط في محاولة لمراقبة الممرات المائية الرئيسية في المنطقة بعد احتجاز إيران سفن شحن تجارية في الأشهر القليلة الماضية.
ومطلع الشهر الماضي، أعلنت البحرية الأميركية إحباط محاولتين نفذتهما البحرية الإيرانية لاحتجاز ناقلتَي نفط تجاريتين بالمياه الدولية قبالة سواحل عُمان، مشيرة إلى أنّه في إحدى المحاولتين أطلق الإيرانيون النار على ناقلة.
وذكرت وكالة “إرنا” حينها، نقلاً عن سلطة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، أن القوات الإيرانية حصلت على أمر قضائي لاحتجاز الناقلة “ريتشموند فوياجر” بعد اصطدامها بسفينة إيرانية في خليج عمان.
كما نقلت “رويترز” أخيرا عن 3 مصادر قولها إن الولايات المتحدة صادرت، في أبريل الماضي، نفطاً إيرانياً مُحملاً على ناقلة في البحر إنفاذاً للعقوبات المفروضة على طهران، مشيرة إلى أن الناقلة ترسو حالياً خارج ميناء هيوستون الأميركي.
وفي السياق، سبق أن حذر قائد بحرية “الحرس الثوري” الإيراني عليرضا تنغسيري من تفريغ الحمولة، قائلاً إن طهران “سترد على أي شركة نفط تقوم بتفريغ النفط الإيراني من ناقلة محتجزة”، مع تحميل واشنطن المسؤولية عن السماح بتفريغ حمولة الناقلة.