سياسة

طقوس انتحارية لجماعة ‘القربان’ تثير الذعر في جنوب العراق


تعتبر الإطاحة بالجماعة التي تمارس حركات سلوكية منحرفة وتطلق على نفسها اسم “القربانيين” أو “العليُ اللهية”، من أبرز نتائج العمليات التي نفذها جهاز الأمن الوطني العراقي، في النصف الأول من العام 2024. 

وقد قال الجهاز، في بيان رسمي، إن أفراد الحركة يروجون لأفكار منحرفة. تتلخص في قيامهم بإجراء قرعة، ومن يقع عليه الاختيار يقوم بالانتحار شنقاً. وأضاف الجهاز أنه بعد جهد استخباري وميداني، ألقي القبض على 31 متهماً من أعضاء هذه الحركة. بعدما سُجلت أكثر من 5 حالات انتحار في محافظات البصرة وواسط والناصرية. 

السلطات في محافظات البصرة، والمثنى، والديوانية، وواسط، أعلنت في العشرين من شهر تموز/يوليو 2024، اعتقال 39 شخصا آخر بتهمة الانتماء إلى هذه الحركة. ووفقا لبيان رسمي، فإن عملية إلقاء القبض تمت بعد ورود معلومات تفيد “بتواجد المتهمين داخل خيمة صغيرة.. بالقرب من أحد المواكب المشاركة في مراسم زيارة العاشر من محرم. 

وخلال التحقيق، أفصح المتهمون عن نيتهم إجراء طقوسهم التي تتضمن اختيار شخص ليشنق نفسه حتى الموت من خلال ما يسمى بقرعة القربان”، حسب البيان.

وبحسب تقرير نشره “راديو سوا”، فإن انتشار هذه الحركة له أسباب عدة. أبرزها الفراغ في حياة الشباب، والجهل، وتراجع مستويات التحصيل وتدهور النظام التعليمي. فضلاً عن اليأس والبطالة وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. فهذه الأسباب مجتمعة توفر بيئة خصبة لنشوء جماعات متطرفة تستغل حاجات الشباب.

وتقوم فكرة حركة “القربان” الدينية، بحسب الراديو، على تقديس الإمام علي بن أبي طالب. وتروج على أنه خالق الكون، ولذلك يطلق على المنتمين لها بـ “العلي اللهية”. ويشدد رجال دين على أن ممارسات هذه الحركة ومثيلاتها لا تمت بصلة إلى الشريعة الإسلامية.

علي البصري وهو رجل دين، يقول إن “هذه الفئة ظهرت دخيلة على الشعائر الحسينية .والتي تدعو إلى القتل والانتحار، وهذا لا يجوز في الشريعة والمذاهب الإسلامية”. 

وجماعة القربان التي لا توجد إحصائيات رسمية بشأن المنتمين لها، وتتبنى فكرة الانتحار قرباناً للإمام علي، يحظرها القانون العراقي. ولهذا تعمل الجهات الأمنية على ملاحقة واعتقال أفرادها، أو من يروجون لأفكارها. 

وقد شهد العراق ظهور جماعات مماثلة، عادة ما يطلق عليها اسم الحركات المهدوية أو الباطنية، لكنها كانت غالباً تندثر بعد فترة من الزمن. وخلال العقدين الأخيرين ظهرت مجموعات عدة إلى العلن، جابهتها الحكومات العراقية المتعاقبة بإجراءات حازمة، كحركة جند السماء في النجف. وجماعة الصرخي في الديوانية، و”أبي الحسن اليماني” في محافظات الجنوب.   

ولفت التقرير إلى أن أفكار الحركات والجماعات المنحرفة. هدفها تشويه فكرة عقائدية لكسر قدسيتها في المجتمع. فظهور هذه الحركات قد يكون دليلاً على وجود قصور في أداء الجهات الرسمية المعنية، للتعامل مع الشباب ورعايتهم.  

وقد تعددت الخيارات المطروحة لحل هذه المشكلة. منها الدعوة إلى توفير فرص تعليمية ووظيفية، وتعزيز النشاطات الثقافية والاجتماعية.وأيضاً العمل على تحسين ظروف البلاد الاقتصادية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى