سياسة

طالبان: السجن أو العنف المنزلي أمام النساء الهاربات


لا تزال تداعيات الانسحاب الأمريكي على الفئات الأفغانية المهمشة بهذا البلد الآسيوي تتكشف يوما تلو الآخر.

فعندما استولت طالبان على السلطة، فر المسؤولون عن مركز إيواء النساء الوحيد في إحدى مدن شمال أفغانستان، تاركين خلفهم 20 سيدة، فررن من عائلاتهن بسبب تعرضهن للعنف المنزلي.

وبحسب تقرير لوكالة “أسوشيتد برس” فإنه:” تعرضت بعضهن للإيذاء من قبل أزواجهن أو أفراد أسرهن، وبعضهن أجبرن على الزواج المبكر من رجال أكبر سنا”.

وتقول الوكالة الأمريكية إنه:” حين وصل عناصر من حركة طالبان إلى مركز الإيواء في مدينة بول كومري، شمال شرق أفغانستان، وضعوا النساء أمام خيارين: إما العودة إلى عائلاتهن أو الانتقال من المركز مع عناصر طالبان”.

ووفقا لإحدى النساء التى تدعى”سليمة”، طلبت استخدام اسمها الأول فقط، فاختارت معظم النساء” العودة إلى ديارهن، خوفا من طالبان أكثر من عائلاتهن”، لكن واحدة منهن قتلت منذ ذلك الحين، حيث ترجح سلمية قتلها على يد عائلتها.

لكن سليمة قررت الرحيل مع طالبان، ولم تكن تعرف ماذا سيفعلون بها، ولم يكن لديها مكان آخر لتلجأ إليه، بعد هروبها من زوجها المدمن على المخدرات قبل شهور.

وبحسب التقرير “تجد سليمة نفسها داخل سجن.. لكنها تتمتع بالحماية والأمن”، وفقا لقولها.

وعلى مدى العقدين الماضيين، أقام نشطاء العشرات من مراكز إيواء النساء في أنحاء أفغانستان. ولكن حتى قبل سيطرة طالبان على السلطة، كان الأفغان المحافظون، بما في ذلك المسؤولين الحكوميين، يتشككون في هذه المراكز، باعتبارها أماكن تساعد النساء والفتيات على تحدي عائلاتهن، أو تحرضهن على ارتكاب “الجرائم الأخلاقية”.

ومراكز الإيواء- بحسب “أسوشيتد برس”- هي مجرد واحدة من عدد لا يحصى من التغييرات الاجتماعية التي أضحت أكثر انتشارًا خلال العشرين عامًا الماضية أو لم تكن موجودة حتى عندما استولت طالبان على السلطة في السابق عام 1996.

وشملت هذه التغيرات كل مناحي الحياة من وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت إلى سيدات الأعمال والقاضيات.

ومنذ اجتياح العاصمة الأفغانية كابول والاستيلاء على السلطة في 15 أغسطس/ آب، تواجه حركة طالبان صعوبة في التعامل مع التغييرات.

ونُقلت سليمة إلى كابول برفقة امرأة أخرى، تدعى راضية، التي قد عاشت في المركز لنحو عام بعد فرارها من صهرها العنيف، وفقا للوكالة.

ووضعت طالبان، راضية وسليمة، في قسم النساء المهجور في السجن الرئيسي في العاصمة، والذي كان فارغا، نظرا لإطلاق طالبان سراح جميع السجناء عندما سيطرت على العاصمة، بما في ذلك آلاف الرجال و760 امرأة وأكثر من 100 طفل، وفقا لمدير السجن الجديد الملا عبد الله أخوند.

ومنحت طالبان وكالة أسوشيتد برس إذنا لدخول قسم النساء في السجن، الذي يضم الآن ست نساء فقط، بينهن سليمة وراضية.

وقالت سليمة إنها “لا تعلم ما يحمله لها المستقبل، لكنها في الوقت الحاضر تشعر بالأمان في السجن، رغم أنها لا تملك المال أو عطف الأسرة”.

ومنذ توليها السلطة في البلاد، تباينت استجابة طالبان تجاه مراكز إيواء النساء.

وقالت ثريا باكزاد، الناشطة في مجال حقوق المرأة من هرات، إن “الكثير من مراكز الإيواء تم إغلاقها”.

وقالت باكزاد في رسائل نصية من مكان اختبائها إنها تواجه تهديدات من جميع الجهات “من طالبان وعائلات النساء اللواتي لجأن إلى مراكزها”.

وقدمت باكزاد مذكرة اعتقال بحقها وسبعة نشطاء وصحفيين آخرين من غرب أفغانستان، أصدرها قائد شرطة طالبان الجديد في هرات. وتتهم المذكرة الثمانية بـ “نشر دعاية ضد الإمارة الإسلامية” كما تتهم باكزاد بـ”التورط مع دول غربية لنشر الفاحشة”.

لكن محبوبة سوراج، التي تدير مأوى لـ 30 امرأة في كابول، قالت إن طالبان دخلوا المركز وقاموا بالتحقيق ثم تركوا النساء.

وأضافت أن مسؤولين من مختلف الإدارات في حكومة طالبان الجديدة، بما في ذلك كبار المسؤولين زاروا المركز.

وتضيف:”كان كبار المسؤولين في الحركة هم الأفضل على الإطلاق.. إنهم يريدون حمايتنا، ويفهمون أن هؤلاء النساء يعانين من مشاكل داخل أسرهن”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى