سياسة

صواريخ توماهوك هل تضرب أمريكا قلب روسيا عبر أوكرانيا


يبدو أن واشنطن على وشك أن تترجم إحباطها من موقف موسكو بشأن حرب أوكرانيا إلى دعم كييف بصواريخ توماهوك القادرة على ضرب قلب روسيا.

وقبل أشهر، أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدقة صواريخ توماهوك البالغة وقوتها التدميرية عندما أصاب 30 منها منشآت نووية إيرانية.

وبحسب صحيفة “التليغراف” البريطانية، دفع هذا الأمر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى أن يجدد مطالبته بالحصول على هذه الصواريخ الأمريكية.

وبعد رفض إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن منح كييف صواريخ توماهوك، يبدو أن ترامب سيستجيب للطلب الذي قدمه زيلينسكي خلال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الشهر الماضي.

وكانت الصحيفة البريطانية أول من أشارت إلى المناقشات حول توماهوك.

ماذا لو؟

في حال أقر ترامب تقديم صواريخ توماهوك لكييف، فإن الخطة ستتضمن قيام الحكومات الأوروبية بدفع ثمن هذه الشحنات ضمن خطة يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو).

لكن المثير في الأمر هو أن كيث كيلوج، مبعوث الرئيس الأمريكي إلى أوكرانيا، ذهب إلى أبعد من ذلك، وأعلن أن واشنطن ستسمح لكييف بشن ضربات بعيدة المدى داخل روسيا.

وسيضع الحصول على صواريخ توماهوك موسكو في مرمى ترسانة كييف، حيث يبلغ مدى الصاروخ الكروز دون سرعة الصوت، والذي يُمكن إطلاقه من الطائرات أو الغواصات أو السفن الحربية أو البر، 2500 كيلومتر.

وتُحلق صواريخ توماهوك، التي تبلغ سرعتها حوالي 800 كيلومتر في الساعة، على ارتفاعات منخفضة لتفادي رادارات العدو.

وتستخدم أجهزة الاستشعار الموجودة على متنها لتجنب العوائق لتحديد أهدافها المحددة، وجرى تصميم رأسها الحربي الذي يزن 450 كيلوغرامًا لاختراق وتدمير الأهداف المحصنة.

ومن المرجح أن تستخدم أوكرانيا هذا السلاح القوي لتدمير سلسلة من الأهداف المختلفة في روسيا لتعطيل الهجمات على الخطوط الأمامية.

وستكون مراكز القيادة ومستودعات الذخيرة ومواقع الإنتاج العسكري التي تُصنّع الصواريخ والمسيرات ضمن قائمة الأهداف المحتملة.

ونظريا، سيؤدي هذا الأمر إلى إبطاء وتيرة الهجوم الروسي من خلال زيادة صعوبة إعادة إمداد الخطوط الأمامية وتعطيل هياكل قيادتها.

غضب روسي

أثارت هذه التعليقات غضب روسيا حيث أعلن الكرملين، الخميس، أنه ستكون هناك جولة جديدة من التصعيد الخطير بين روسيا والغرب، في حال تزويد الولايات المتحدة لأوكرانيا بصواريخ توماهوك لشن هجمات في العمق الروسي.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا اطلعت على التقارير التي تفيد بأن واشنطن تدرس مثل هذه الخطوة، مضيفا أنه سيكون هناك رد روسي إذا حدث ذلك.

وأضاف “إذا حدث هذا، فسيثير جولة توتر جديدة (بدرجة) خطيرة، وسيترتب عليه رد مناسب من الجانب الروسي”، وتابع “لكن من ناحية أخرى، يبقى من الواضح أيضا أنه… لا يمكن لأي سلاح أن يغير مسار الأحداث بشكل جذري”.

واعتبر بيسكوف أن “السؤال كما كان من قبل، هو: من يملك حق إطلاق هذه الصواريخ… هل الأوكرانيون وحدهم هم من يستطيعون إطلاقها، أم أن الجنود الأمريكيين ملزمون بذلك؟”.

ومضى متسائلا: “من يحدد أهداف هذه الصواريخ؟ الجانب الأمريكي أم الأوكرانيون أنفسهم؟”.

تحذيرات ومخاوف

من جانبه، قال ديمتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق، إن أي تدخل أمريكي إضافي قد يؤدي إلى حرب “بأسلحة دمار شامل”.

ومع ذلك أفادت تقارير أمس الأربعاء بأن واشنطن ستزود كييف بمعلومات استخباراتية لشن ضربات صاروخية بعيدة المدى ضد روسيا.

من جانبه، قال كير جايلز، الزميل الاستشاري الأول في مركز “تشاتام هاوس”، للصحيفة: “كان هناك خوفٌ شديدٌ من كلمة التصعيد في الإدارة الأمريكية السابقة”.

وسبق أن أعرب ترامب عن مخاوفه من أن تؤدي الضربات الأوكرانية داخل روسيا، باستخدام أسلحة واستخبارات أمريكية، إلى حرب نووية.

ويبدو أنه تراجع عن موقفه نظرًا لإحباطه المتزايد من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الانخراط في جهوده للتوسط في اتفاق سلام.

وكان أحد المبررات التي استخدمها زيلينسكي عند طلب صواريخ توماهوك هو أن القرار سيجبر بوتين على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، لكن بالنسبة لجايلز، فمن غير المرجح أن ينزعج الرئيس الروسي لهذا القرار.

إشكال

أما الدكتور سيدهارث كوشال، من مركز أبحاث روسي فقال “مع أن صاروخ توماهوك باهظ الثمن، إلا أن المشكلة الحقيقية فيما يتعلق بالمواد ليست السعر بل الإنتاج.. تنتج الولايات المتحدة ما بين 50 و70 صاروخًا سنويًا، وقد أنفقت المئات منها في الشرق الأوسط.”

وأشار إلى أنه نظرًا للمخاوف من عملية عسكرية محتملة لتايوان، “سيكون من الصعب التخلي عن ما يكفي من صواريخ كروز لإحداث تأثير ملموس”.

وأوضح أن أوكرانيا ستحتاج إلى استخدام المعلومات الاستخباراتية التي تقدمها الولايات المتحدة لإطلاق صاروخ توماهوك وهو ما يمنح الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) بحكم الأمر الواقع.

وحتى لو مُنحت أوكرانيا نسخة من صواريخ توماهوك بمدى 1500 كيلومتر، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير عمليات التسليم إلى المواقع الأمامية لأيام لكن هذه الصواريخ لن تجبر روسيا على الانسحاب، وفق الصحيفة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى