سياسة

صراع البحار: هل تتفوق الصين على الأسطول الأمريكي؟


في صراع حاملات الطائرات بين واشنطن وبكين، لا تُقاس القوة بعدد الطائرات، بل بقدرة كل طرف على «تفكيك أوهام الهيمنة التقليدية».

فبينما تمتلك «نيميتز» الأمريكية تفوقاً تقنياً ساحقاً، فإن «شاندونغ» الصينية تمتلك أفضلية جيوستراتيجية قاتلة. الحاملة الأمريكية، برغم قدرتها النووية غير المحدودة وأنظمتها المتطورة، تشبه فارساً ثقيل الدرع في ساحة معركة ضيقة – حيث تحاصرها الصواريخ الباليستية الصينية والأسراب المسيرة من كل اتجاه. هنا تكمن الخدعة الكبرى: التفوق التقني الأمريكي يُحاصر بفعل الجغرافيا الصارمة وقواعد اللعبة التي أعادت بكين صياغتها.”

فماذا نعرف عن حاملتي الطائرات؟

رغم أن سيناريو المواجهة المباشرة بين حاملة الطائرات الأمريكية والصينية شاندونغ يبدو محسوما لصالح واشنطن إلا «أن الأمر ينطوي على خُدعة»، بحسب موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية.

فحاليا، تمتلك البحرية الأمريكية حاملة طائرات واحدة تعمل بالطاقة النووية، وهي «يو إس إس نيميتز» التي تجوب المحيط الهادئ، في حين عملت البحرية الصينية على أن يكون توازن القوى في المنطقة لصالحها؛ لأن أي حرب بين الجانبين ستكون في الفناء الخلفي للصين، ولأن الولايات المتحدة خصصت مواردها العسكرية للشرق الأوسط وأوروبا.

وبشكل تدريجي، بدأ هذا النمط يتغير مع نشر مشاة البحرية الأمريكية لنظام اعتراض السفن الاستكشافي البحري (NMESIS) في مضيق لوزون الذي يربط الفلبين بأقصى جنوب تايوان، وهو ما تسبب في صدمة لدى بكين، وفقا لما ذكره موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي الذي أشار إلى احتمال انهيار العلاقات بين البلدين في ظل الحرب التجارية الأمر الذي قد يدفع الصين لشن حرب شاملة ضد تايوان.

وفي الوقت الذي كان فيه مشاة البحرية الأمريكية ينشئون منصة (NMESIS)، أبحرت البحرية الصينية بالفعل بمجموعة حاملات الطائرات شاندونغ عبر مضيق لوزون وحاليا تتمركز المجموعة شرق الفلبين.

وتقع حاملة الطائرات «نيميتز» على أطراف منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وهي في طريقها من سان دييغو، كاليفورنيا وإذا اندلعت الحرب بين الولايات المتحدة والصين فمن المرجح أن تتنافس شاندونغ ونيميتز أولًا.

شاندونغ:

  • حاملة طائرات صينية محلية الصنع
  • دخلت الخدمة في 17 ديسمبر/كانون الأول 2019.
  • تبلغ إزاحتها ما بين 66,000 و70,000 طن
  • تعمل بمحركين بخاريين تقليديين، مما يوفر سرعة إبحار تبلغ 31 عقدة (36 ميلاً) في الساعة.
  • قادرة على حمل ما يصل إلى 44 طائرة، بما في ذلك طائرة” J-15 ” الحربية من الجيل الرابع، وطائرات الهليكوبتر” Z-9 “و “Z-18″ بالإضافة إلى طائرة الإنذار المبكر” KJ-600″، التي لا تزال قيد التطوير.
  • تستند إلى تصميم كوزنيتسوف السوفيتي القديم، مع بعض التحسينات على أول حاملة طائرات صينية، “لياونينغ”.
  • تتميز بنظام” STOBAR ” وهو نظام قفز تزلجي لإقلاع الطائرات.
  • مُسلَّحة بنظام الأسلحة القريب من طراز” 1130 (CIWS)”، وصواريخ أرض-جو من طراز” HQ-10″، وقاذفات صواريخ مضادة للغواصات وتضم ما بين 1000 و1500 فرد من الطاقم يخدمون على متنه.
  • ولدى البحرية الصينية أقل من 13 عامًا من الخبرة في عمليات حاملات الطائرات، والتي تُركِّز بشكل رئيسي على التدريب واستعراض القوة الإقليمية، دون أي خبرة قتالية.

نيميتز

  • رغم أنها قديمة الطراز، إلا أنها تعد رمزًا حيث دخلت الخدمة عام 1975.
  • منذ ذلك الوقت يتم تحديثها باستمرار وتبلغ إزاحتها أقل من 100,000 طن.
  • مُزودة بمفاعلين نوويين من طراز” A4W”، مما يتيح مدىً غير محدود تقريبًا وعمليات مستدامة.
  • يعد نظام الإقلاع (CATOBAR) متفوقا بكثير على نظام القفز التزلجي في شاندونغ
  • الجناح الجوي في نيميتز، فيحمل ما يصل إلى 90 طائرة، بما في ذلك طائرات” F/A-18E/F سوبر هورنت”.
  • يمكنه حمل طائرات F-35C لايتنينج II، وطائرات E-2D هوك آي أواكس، وطائرات EA-18G غرولر للحرب الإلكترونية، وطائرات هليكوبتر.
  • يتميز الجناح الجوي بتعدد استخداماته، حيث يضم إلكترونيات طيران متطورة وذخائر دقيقة التوجيه، مما يزيد من فتكه الجوي.
  • يُدافع عن “نيميتز” نظام دفاعي متعدد الطبقات يشمل صواريخ “RIM-162 Evolved Sea Sparrow”، وصواريخ “RIM-116 Rolling Airframe،” ونظام” Phalanx CIWS” .
  • كما يُمكن الدفاع عن هذه السفن بواسطة الطرادات والمدمرات والغواصات ويتراوح عدد أفرادها بين 5000 و6000 فرد.

المواجهة لصالح من؟

وفي أي مواجهة مباشرة بين نيميتز وشاندونغ، لا شكّ أن حاملة الطائرات الأمريكية ستدمر نظيرتها الصينية، لكن هنا تكمن المشكلة؛ لأن المعركة ستدور حتمًا على مقربة شديدة من الشواطئ الصينية، فإن نيميتز في وضعٍ غير مُواتٍ للغاية، بحسب «ذا ناشيونال إنترست».

ورغم أن شاندونغ تهدف إلى منح البحرية الصينية قدرة بحرية في المياه العميقة، إلا أنها لم تُنشر بعدُ لهذه المهمة إنما تُستخدم حاليا في مهام قتالية مشتركة مع أنظمة منع الوصول/المنع الصينية (A2/AD)، والأسلحة الأسرع من الصوت، وأسراب الطائرات المسيرة التي طورتها بكين على مر السنين.

كما أنه من شبه المؤكد أن أي هجوم قد تشنه الصين على القوات الأمريكية في المحيطين الهندي والهادئ سيُنذر بضربة هائلة على غرار هجوم بيرل هاربر.

وستستهدف بكين خلاله مجموعات الأقمار الصناعية الأمريكية، إلى جانب اضطرابات هائلة للولايات المتحدة في الفضاء الإلكتروني وعبر الطيف الكهرومغناطيسي.

ومن المرجح أن يؤدي تهديد الأعداد الهائلة من الطائرات المسيرة والصواريخ والأسلحة الأسرع من الصوت إلى أن تعمل نيميتز بعيدًا، وبالتالي لن تتمكن طائراتها إلا من إلحاق أضرار محدودة بالجيش الصيني المتقدم.

أما إذا وقعت نيميتز ضمن نطاق أنظمة منع الوصول/المنع الصينية وحاولت مهاجمة شاندونغ، فستظل حاملة الطائرات الأمريكية أقل عددًا وستضطر إلى مواجهة أعداد أكبر من القوات الصينية بدعم محدود.

ومع تركيز القوات الأمريكية التي يمكن أن تشكل تعزيزات محتملة على أجزاء أخرى من العالم، إضافة إلى قدرة الصين على جعل القوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ صماء وبكماء وعمياء فمن المرجح أن تخسر نيميتز أمام شاندونغ.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى