سياسة

صراعات محتدمة بين الجبهتين في الإخوان.. التفاصيل


أجرت جبهة الإخوان تغييرات هيكلية الإخوان في لندن خلال الأسابيع الماضية، تشمل تعيين مسؤولين جدد، في ضوء المحاولات المستمرة لحسم الصراع. وتقليل الصلاحيات الخاصة بجبهة إسطنبول، بعد تولّي صلاح عبد الحق رسمياً مهام القائم بأعمال المرشد العام خلفاً لإبراهيم منير.

تغييرات كبرى 

تقرير لشبكة “رؤية” أكد أن التغييرات تشمل حركة الهيكلة الجديدة داخل الإخوان لاختيار أمين للتنظيم الدولي خلفاً لإبراهيم منير الذي كان يشغل المنصب. إضافة إلى تولّيه مهام القائم بأعمال المرشد العام، وعلى الأرجح تم اختيار القيادي محمود الإبياري لهذا المنصب. كذلك تم اختيار مسؤول جديد لإخوان مصر، سيتولى مهمة التنسيق وتبادل المعلومات مع قواعد التنظيم داخل مصر، وهو محيي الدين الزايط.

اجتماعات ومناقشات تجري داخل الجبهتين المتناحرتين في الوقت الراهن، لاستكمال باقي الهياكل الإدارية، لاحتواء عدد من الملفات المالية والتنظيمية في ضوء المحاولات المستمرة لحسم الصراع التنظيمي بينهما، حيث تهدف جبهة لندن في الوقت الحالي لمدى القدرة على التحكم بزمام الأمور داخل التنظيم واقتناص كافة الصلاحيات التي يمتلكها محمود حسين، القيادي بجبهة إسطنبول والذي أعلن نفسه قائماً بأعمال المرشد العام في وقت سابق، وبحسب المصادر، فإنّ القيادي صلاح عبد الحق المعيّن قائماً بأعمال المرشد من جانب قيادات لندن، لا يملك القدرة على إدارة العديد من الملفات، وأبرزها القدرة على التنسيق والتواصل مع قيادات التنظيم داخل مصر.

تحركات هيكلية

يقول الباحث في شؤون الجماعات الإرهابية هشام النجار: إنه تستهدف التحركات الهيكلية الأخيرة بشكل أساسي تنفيذ حلقة للتواصل مع إخوان الداخل المصري، من خلال محيي الدين الزايط الذي يمتلك خبرة تنظيمية تؤهله لإدارة هذا الملف. فضلاً عن تنسيق الجهود للسيطرة على كافة الملفات المالية والتنظيمية التي ما زالت بقبضة محمود حسين ومجموعته، وتمثل مصدر قوة لحسم الصراع الراهن.

وأضاف أن الحالة تُعبّر عن حالة الفراغ الراهنة داخل الإخوان لاستكمال المناصب الشاغرة بالتنظيم، سواء التابعة لجبهة لندن أو جبهة إسطنبول. وتسعى الجبهتان كِلتاهما في الوقت الراهن لاستكمال هياكلهما التنظيمية لممارسة صلاحيات مكتملة والظهور بمظهر الهيكل المتماسك، على عكس الحقيقة التي تؤكد انهيار بنية التنظيم وتآكل هيكله.

أزمات داخلية

وتابع أنه ما تزال حالة الصراع التنظيمي محتدمة بين الجبهتين، وتستهدف كلتاهما السيطرة على إخوان مصر. وتحشيد ولاء قواعد الداخل لصالحها من أجل السيطرة على التنظيم وحسم الصراع لصالحها. وفي مقابل إجراءات جبهة لندن هناك تحركات أيضاً يجريها محمود حسين ومجموعته لنيل ثقة مجموعة مصر. أبرزها قرارات تعيين مجموعات شبابية جديدة بالمناصب التنفيذية داخل الجماعة، لاستقطاب أكبر عدد من الفئات المعارضة له، وهو ما تمّ بالفعل خلال الفترة الماضية.

استمرار الصراع

ولفت أنه سيستمر الصراع التنظيمي في التنامي خلال الفترة المقبلة، خاصة أنّ الواقع يقول إنّ هناك مؤسسات بديلة تابعة لكل جبهة في الوقت الراهن. ممّا يعكس حالة من الفوضى داخل التنظيم، أيضاً محاولات قيادات الجبهتين لحسم كافة أدوات الصراع بينهما؛ الأمر الذي سيعزز حالة الانشطار التنظيمي داخل الإخوان ويؤدي إلى مزيد من التشدد والانهيار خلال الفترة المقبلة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى