شعر الأنف: قد لا يبدو جميلاً ولكن فوائده لا تُحصى
خلال تطور الإنسان المعقد، فقدنا الكثير من شعر الجسم. ولكن بطريقة غريبة، تركت “غابات”من الشعر في أنوفنا، وفي آذاننا تظهر كلما تقدم العمر.
الكثير من الناس يميلون إلى نتف هذا الشعر أو إزالة الشعيرات عن طريق الشمع أو وسائل أخرى، متجاهلين الفكرة الأكثر إبداعاً والتي تتمثل في تشكيله على شكل “شارب للأنف”. ولكن، هل هذه فكرة جيدة؟
شعر الأنف: الحارس المجهول
تعود حماية شعر الأنف من الميكروبات والأمراض عند الإنسان، إلى أكثر من مائة عام، ففي مقال نُشر في عام 1896 في مجلة “The Lancet”، كتب طبيبان: “الجزء الداخلي لمعظم تجاويف الأنف يكون معقماً تماماً. من ناحية أخرى، فإن مداخل الأنف، والشعيرات التي تُغطّيها، والقشور المتكونة هناك عادة ما تكون مليئة بالبكتيريا. هذه الحقائق توضح أن الشعيرات تعمل كمرشح، وأن العديد من الميكروبات تجد مصيرها في الخيوط الرطبة للشعر الذي يحيط بمداخل الأنف”.
ورغم أن هذه الفكرة منطقية، إلا أنه لم يتم اختبارها بشكل دقيق. ففي دراسة أُجريت في عام 2011، والتي قامت بتقسيم المشاركين حسب كثافة شعيرات أنوفهم، وُجد أن الأشخاص الذين يمتلكون شعيرات أنف أقل كانوا أكثر عرضة للإصابة بالربو.
وأضاف الباحثون: “تشير نتائجنا إلى أن كمية شعر الأنف التي تقوم بوظيفة الترشيح قد يكون لها تأثير وقائي في تقليل خطر الإصابة بالربو لدى مرضى التهاب الأنف الموسمي”، وأوضحوا أنهم لم يعثروا على دراسة مشابهة في الأدبيات العلمية.
هل إزالة الشعر قد يكون ضاراً؟
قد يكون لإزالة شعر الأنف بعض الفوائد من حيث تحسين تدفق الهواء. هذا أمر مفيد بالتأكيد لأن التنفس الجيد يعد أمرًا مهمًا للصحة، لكن هذا التحسين في تدفق الهواء قد يسمح للجراثيم بالوصول إلى الأنف بطرق أبعد.
ومع ذلك، من المرجح أن تحتجز شعيرات الأنف الجسيمات الكبيرة أكثر من الفيروسات الصغيرة، وما زال من غير الواضح مدى تأثير إزالة شعر الأنف على صحتنا العامة.
من جهة أخرى، قد يتسبب نتف الشعر أو استخدام الشمع في مشاكل أخرى، مثل حدوث خراجات أنفية، مما يستدعي تفريغها.
توضح دكتورة نيكول آرونسون، وهي أخصائية أنف وأذن وحنجرة من ولاية ديلاوير، لموقع “هف بوست” قائلة: “يحدث الشعر الناشئ تحت الجلد بعد إزالة الشعر، حينما لا يستطيع الشعر الجديد أن ينمو عبر الجلد. لأن الشمع يسحب الشعر من الجذور، يجب على الشعر أن يجد طريقه عبر الطبقة الخارجية للجلد مرة أخرى، بخلاف طرق إزالة الشعر الأخرى التي تبقي الشعر على سطح الجلد”.
الفوائد الأخرى لشعر الأنف
بالإضافة إلى أنه يمكن أن يؤدي نتفه أو إزالته إلى حدوث خراجات نادرة، فإن لشعر الأنف فوائد أخرى تتجاوز ذلك. فهو يعد بمثابة جهاز إنذار بدائي، حيث يجعلك تعطس عندما يهبط جسم غريب، سواء كان ذبابة أو غبار الطلع، على الشعر.
ويضيف د. دون جيه. بيسلي، أخصائي الأنف والأذن والحنجرة من ولاية أيداهو: “شعر الأنف يحتجز الرطوبة الناتجة عن الهواء الزفير، مما يساعد في منع جفاف الممرات الأنفية”. هذه الرطوبة تسهم في ترطيب الهواء الذي نتنفسه، مما يجعله أكثر راحة للجهاز التنفسي لدينا.