سوناك يدعو إلى حماية زملائه اليهود من المضايقات
دعا رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك رؤساء الجامعات اليوم الخميس إلى حماية الطلاب اليهود مما وصفه بـ”المضايقات” و”الإساءات” المعادية للسامية من أقلية صاخبة في الاحتجاجات داخل الجامعات، كما وجّه بعدم التسامح مع حوادث معاداة السامية.
وأقام الطلاب في بعض الجامعات البريطانية مخيمات صغيرة احتجاجا على سلوك إسرائيل في حربها ضد حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، لكنها لم تبلغ نفس الحجم الذي وصلت إليه الاضطرابات في بعض الجامعات الأميركية.
وقال المتحدث باسم سوناك إنه دعا رؤساء بعض من أشهر الجامعات البريطانية إلى مقر الحكومة في داونينغ ستريت وأخبرهم أنه يتعين عليهم اتباع نهج عدم التسامح مطلقا مع حوادث معاداة السامية وأي شكل آخر من أشكال التمييز.
وأعلن سوناك في مارس/آذار عن خطط لمعالجة ما وصفه بالنشاط المتطرف في بريطانيا، لكن بعض السياسيين في حزبه حذروه من استغلال القضية في محاولة للحصول على مكاسب سياسية.
وقال المتحدث للصحفيين بعد الاجتماع إن رئيس الوزراء “دعا الجامعات إلى أن تظل معاقل للتسامح حيث يجري النقاش باحترام مع الآخرين ويشعر كل طالب فيها بالأمان”.
ومضى المتحدث قائلا إن سوناك حضر إلى جانب وزراء التعليم والأمن والمجتمعات المحلية في النقاش الذي أُثيرت فيه مخاوف بشأن تسلل “محرضين من غير الطلاب” إلى الحرم الجامعي.
وفي العام الماضي، سجل “صندوق أمن المجتمع”، وهو مؤسسة خيرية تقدم المشورة لليهود البريطانيين حول الموضوعات الأمنية، 182 حادثة من حوادث معاداة السامية كان الضحايا أو مرتكبو الحوادث فيها طلابا أو أكاديميين، أو وقعت بمشاركة اتحادات طلابية.
وقالت مجموعة “تِل ماما”، التي تراقب حوادث رهاب الإسلام التي تدعم الضحايا، إنها رصدت أيضا زيادة في الحوادث ضد المسلمين في الجامعات.
وأدى الغزو الإسرائيلي لغزة إلى مقتل ما يقرب من 35 ألف فلسطيني، وفقا للسلطات في غزة، وتسبب في أزمة إنسانية كارثية ومجاعة تهدد سكان القطاع البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة.
وبدأت الحرب عندما هاجمت حماس إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وهناك حوالي عشرة مخيمات طلابية في الجامعات البريطانية للاحتجاج على الحرب. وحذر اتحاد الطلاب اليهود، الذي يمثل الطلاب اليهود في بريطانيا، في الأسبوع الماضي، من أن هذه المخيمات تخلق “أجواء معادية ومسمومة”.
وقالت يارا، وهي طالبة سابقة تبلغ 23 عاما إن أكثر من عشرين طالبا يشاركون في الحركة في هذه المؤسسة التعليمية. وظهرت مخيمات أخرى في عدد من الجامعات البريطانية على غرار المشاهد التي سادت في الجامعات الأميركية.
وأضافت أن الهدف هو “الضغط على الإدارة لتلبية مطالب الطلاب” المتمثلة في كشف الروابط مع شركات متواطئة في ما أطلقت عليه “اقتصاد الاستعمار غير القانوني لإسرائيل وتجارة الأسلحة”.
وانطلقت الحركة الطالبية من جامعة ووريك في وسط إنكلترا بمخيم التضامن مع غزة في 26 أبريل/نيسان وانتشرت الخيام بعد ذلك في جامعات نيوكاسل وإدنبره ومانشستر وكامبريدج وأكسفورد.
وفي إدنبره، بدأت مجموعة من الطلاب إضرابا عن الطعام للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، فيما تصطف خيام برتقالية اللون حول كينغز كوليدج في كامبريدج.
وقالت الجامعة في بيان إنها تحترم حرية التعبير والحق في الاحتجاج، مضيفة في الوقت نفسه أنها لن تتسامح مع معاداة السامية وكراهية الإسلام وأي شكل آخر من أشكال الكراهية العنصرية أو الدينية”.
وتحدثت جمعية “كوميونيتي سايفتي تراست” التي تعمل خصوصا على ضمان سلامة الجالية اليهودية عن “مستوى غير مسبوق من معاداة السامية” منذ الهجوم الذي شنّته حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول على إسرائيل والذي أدى إلى اندلاع الحرب في قطاع غزة.
وتلقى طلاب كلية الدراسات الشرقية والإفريقية الدعم الأربعاء من الرئيس السابق لحزب العمال اليساري جيريمي كوربين الذي شدد على أن الجامعة يجب أن “تدرك أن الطلاب لديهم آراء قوية ومشروعة وصحيحة”.
واتُّهِم كوربين الذي عُلّقت عضويته في حزب العمال، بالسماح لمعاداة السامية بالازدهار داخل الحزب، وهو الذي وصف في الماضي حماس وحلفاءها بأنهم “أصدقاء”.
وقالت يارا التي كانت في المخيم منذ نصب قبل ثلاثة أيام، إن الطلاب يعتزمون البقاء حتى تقبل الجامعة بمطالبهم “مهما طال الأمر”.
وأضافت “كانت الليلة الأولى ممطرة ورطبة وموحلة. لكن بصراحة، مهما كان مستوى عدم راحة التخييم في الخارج بالنسبة إلى الطلاب، فهو مجرد جزء صغير من الظروف التي يعيشها الفلسطينيون في غزة”.
من جهته، أكّد طالب في القانون والتنمية الدولية يبلغ 19 عاما ولم يكن قد شارك في السابق إلا في تظاهرات، أنه يريد الانضمام إلى المخيم في نهاية هذا الأسبوع، مضيفا “لا أعتقد أنني أستطيع الانتظار حتى أتخرج، لأن الناس يموتون”.