سياسة

سوء أوضاع المعيشة يزيد معدل الانتحار في إيران


مع تدهور الأحوال الاقتصادية وسوء أوضاع المعيشة يزيد معدل الانتحار في إيران.

بالإضافة إلى القمع والقهر الذي يمارسه النظام الإيراني ضد الشعب بلا تمييز، فأصبحت إيران واحدة من أكثر دول العالم تسجل حالات انتحار لمواطنيها وسجلت إيران العام الماضي أكثر عددا لحالات الانتحار في تاريخها.

الفقر والقمع

أكد موقع هرانا الإيراني أن زيادة معدل الانتحار في البلاد، وآخرها كان بوير أحمد وهو عاملًا في مدينة لندة بمحافظة كهكیلویه والذي انتحر نتيجة تراكم الديون وزيادة نسب الفقر والأزمات المعيشية المتلاحقة. وأشار التقرير الذي نشره موقع هرانا المهتم بحقوق الإنسان في إيران أن “بوير أحمد” متزوج ولديه ستة أبناء وانتحر بعد أن عجز عن توفير مبلغًا لفك الرهن عن منزله وتراكم الديون عليه.

كما لقي سعيد فرهادي -عامل بالمياه والصرف الصحي- مصرعه خلال الأيام الماضية، ويعيش فرهادي في منطقة جاروسا بمقاطعة كوهكيلوية حيث قرر الانتحار حرقًا بعد أن تأخر دفع راتبه ورفض المسؤولون تحديد وضعه الوظيفي في ظل أزمات اقتصادية طاحنة.

وأعلنت وسائل إعلام إيرانية في مارس الماضي، عن انتحار ممثلة سينمائية ومسرحية إيرانية زهراء فكور صبور، وأشارت وسائل الإعلام المحلية إلى أن الممثلة السينمائية البارزة، زهراء فكور صبور، أقدمت على الانتحار عن عمر ناهز 43 عاما، مشيرة إلى أنه وفق المعلومات المتوفرة فإن المملثة زهراء، تناولت (أقراصا) أدت لوفاتها على الفور، وذلك المضايقات من رجال الأجهزة الأمنية الإيرانية والاضطهاد للعديد من الأعمال الفنية التي تقدمها وتكشف الوجه الحقيقي للنظام الإيراني.

ملايين تحت خط الفقر

من جانبه، طالب جواد لاريجاني مساعد رئيس القضاء الإيراني للشؤون الدولية ورئيس معهد العلوم الأساسية، من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي تنفيذ وعوده عقب توليه السلطة العام الماضي بالقضاء على الفقر، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني يشعر بالفقر؛ ما يؤدي إلى زيادة معدل الانتحار للتخلص من الحياة شديدة الصعوبة، مؤكدًا أن من يخشى الانتحار يلجأ إلى إدمان المخدرات للتغيب عن الأزمات ولا يواجهها، مشددًا على ضرورة تدخل الحكومة الإيراني للقضاء على أسباب وقوع الملايين من الإيرانيين تحت خط الفقر.

كما اعترف محمد خامنئي شقيق المرشد الإيراني علي خامنئي، بالتدهور والغضب العام في البلاد، بسبب زيادة معدلات التضخم والفقر والبطالة، وسوء الأحوال المعيشية، مشيراً إلى أن الشعب الإيراني لم يذق طعم النظام الإسلامي والعلوي الحلو الذي وعدناه به حتى الآن، فيما طالب خامنئي رئيس البلاد رئيسي، بأنه من المهم للغاية أن يقول إبراهيم رئيسي للناس “أنا خادمكم”. 

إحصائيات صادمة

في السياق ذاته كشفت صحيفة إيران إنترناشونال، أن الشعب الإيراني يعاني من غضب عام من السياسات التي يتبعها النظام الإيراني، من نهب ثروات وخيرات البلاد، لدعم الميليشيات الإرهابية في الخارج، التي تهدد الأمن القومي من أجل مصالحه، وقد سلطت حادثة الانتحار للعامل الإيراني وزيادة حالات الانتحار عمومًا  الضوء على حالة الغضب العام والإحباط المتزايد الذي سببه تدهور الاقتصاد الإيراني، بالإضافة إلى ارتفاع معدلات البطالة وتصاعد أسعار المواد الغذائية.

وحسب التقرير الإيراني، فقد وصلت التداعيات إلى أعلى مستويات الحكومة، مطالبين بالتخلص من البطالة والفقر وانقطاع الروابط الاجتماعية، وكانت قد زادت معدلات الانتحار في إيران خلال الفترة الماضية بنسبة 4% منذ فوضى انتشار جائحة كورونا في البلاد، حسب صحيفة اعتماد اليومية.
 
ووفق تقرير الصحيفة اليومية الإيرانية في نهاية العام الماضي، إلى أن زيادة معدل الانتحار بسبب تدهور الاقتصاد والأزمات الداخلية في البلاد، والتدخلات الإيرانية في العديد من الدول الأخرى لزعزعة أمن واستقرار دول المنطقة التي انعكست على الاقتصاد الإيراني بالسلب في ظل عقوبات أميركية طويلة لتحجيم قدرة إيران على نشر الفوضى في المنطقة.

وشهد العام الماضي رقما قياسيا حيث سجلت السلطات الإيرانية 3589 حالة انتحار، وهو أعلى رقم على الإطلاق في تاريخ إيران، فضلا عن الحالات التي يتم حجبها من قِبل الأهالي لأسباب اجتماعية، خصوصاً في أوساط النساء.

وقد اعترفت وزارة الداخلية الإيرانية في يناير الماضي، بزيادة الأضرار الاجتماعية، بما في ذلك الانتحار وتعاطي المخدرات، وقالت الوزارة في بيانها إن معدل محاولات الانتحار في إيران آخذ في الازدياد، موضحة أن حوالي 100 ألف شخص يقدمون على الانتحار سنويًا، ما ينتج عنه حوالي 5000 إلى 5500 حالة وفاة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى