سر وقاية البشر من السرطان في فأر الخلد العاري
توصلت دراسة جديدة إلى أن طول عمر فئران الخلد العارية يرجع لقدرتها على إصلاح الحمض النووي، وهو الأمر الذي رأوا أنه قد يفيد البشر.
“معجزة بيولوجية”.. هكذا وصف الباحثون في جامعة “برادفورد”، البريطانية، فأر الخلد العاري والحيوان القارض الذي يعتقدون أن حمضه النووي يمكن أن يحتوي على أسرار يمكنها تطوير مناعة لدى البشر ضد السرطان والعديد من الأمراض الأخرى بما في ذلك الخرف.
وقال موقع “Study Finds”، الأمريكي، في تقرير نشره الجمعة، إنه على عكس الفئران والجرذان العادية، التي يبلغ متوسط أعمارها حوالي عامين، فإن فأر الخلد العاري يعيش ما بين 40-50 عاماً.
ووجد باحثو “برادفورد” في دراسة جديدة أن أحد أسباب طول حياة هذه الكائنات هو قدرتها الفريدة على إصلاح الحمض النووي، ما يمنع إصابتها بالسرطان والأمراض الأخرى التي تتطور مع تقدم العمر.
ونقل الموقع عن الباحث في الدراسة، البروفيسور شريف الخميسي، قوله إن “فئران الخلد العارية هي مخلوقات رائعة، وذلك لعدة أسباب من بينها أنها تعيش لفترة طويلة مقارنة بالقوارض الأخرى من نفس الحجم، كما أنها لا تعاني من الاضطرابات المرتبطة بالعمر، مثل السرطان والخرف والتدهور العصبي”.
وتابع: “ما نحاول القيام به في دراستنا هو فهم ما الذي يجعل تلك الحيوانات تقاوم الأمراض لهذه الدرجة، ومن ثم محاولة تسخير هذه المعرفة للتوصل إلى علاجات جديدة للسرطان وحالات أخرى مثل الخرف لدى البشر”.
كما وجد الباحثون أن فئران الخلد العارية ليست محصنة ضد السرطان فحسب، بل إنها محصنة أيضاً ضد الشعور بأنواع معينة من الألم، فهي على سبيل المثال، محصنة ضد آلام لدغات الحشرات والحروق، كما أنه على الرغم من أنها تعيش معظم حياتها تحت الأرض، فإنه لديها إيقاع يومي قوي ينظم نومها.
ويقول الباحثون، في النتائج الأولية للدراسة والتي نُشرت في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية، إنه مع تقدم الناس في العمر فإن المزيد والمزيد من الضرر يتراكم في أجسامنا على شكل طفرات في الحمض النووي، وتؤدي هذه الطفرات إلى تكوين بروتينات ضعيفة الأداء تؤدي إلى ضرر أكبر لخلايانا أكثر من نفعها، وبمرور الوقت، يؤدي هذا إلى الإصابة بأمراض مرتبطة بالعمر، مثل الخرف.
ويعتقد مؤلفو الدراسة أن معرفة كيفية تعامل فئران الخلد العارية مع هذه المشاكل سيسمح للعلماء باستهداف نفس الأساليب البيولوجية لدى البشر.
ويقول الخميسي: “هذا مجال جديد للبحث، ولذلك فإنه لا يزال هناك الكثير من الأشياء التي لا نعرفها، فعلى سبيل المثال، ينتج مرض ألزهايمر والخرف عن تجمعات البروتين في الدماغ، وهو الأمر الذي ظل لغزاً للعلماء لسنوات عديدة، كما أن هناك أسئلة حول كيفية تشكل هذه البروتينات وكيفية تعامل الجسم معها”.
وتابع: “إذا تمكنا من معرفة كيفية القيام بذلك، فيمكننا أن نتطلع إلى اعتماد أنظمة مماثلة لدى البشر أو استخدام هذه العلامات للتنبؤ بإمكانية إصابة الشخص بالخرف أو السرطان مع تقدمه في العمر، وبالتالي يمكن لهذا الشخص اتخاذ الخطوات المناسبة لتجنب الإصابة”.