سانشيز يزور المغرب لاعطاء دفعة جديدة لعلاقات التعاون
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنه سيزور المغرب الأربعاء، في ثالث زيارة رسمية منذ أن نجح البلدان في عام 2022 في تسوية الخلاف الدبلوماسي العميق بسبب ملف الصحراء وعملا بكل قوة على تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والأولى منذ تجديد الثقة في سانشيز لولاية جديدة.
وجاء في بيان أن رئيس الوزراء الاسباني سيرافقه وزير الخارجية خوسيه مانويل ألباريس في الرحلة التي “تؤكد العلاقات العميقة التي تربط البلدين”. وأكد مكتبه أن المغرب “جار صديق وحليف استراتيجي لإسبانيا في جميع المجالات”.
وسيرافق سانشيز كذلك وفد رفيع المستوى يضم وزراء في الحكومة و مسؤولين كبار وكذلك مجموعة من كبار رجال الأعمال و رؤساء كبريات الشركات الإسبانية. وتعد إسبانيا الشريك التجاري الرئيسي للمغرب، ويعملان معًا في قضايا تشمل الهجرة ومكافحة التطرف والطاقة.
وتحسنت العلاقات بين إسبانيا والمغرب مذ قررت مدريد في آذار/مارس 2022، تأييد موقف الرباط من الصحراء المغربية ما وضع حدا لأزمة دبلوماسية بين البلدين امتدت عاما، بسبب استضافة اسبانيا زعيم جبهة بوليساريو إبراهيم غالي لتلقي العلاج “بهوية مزورة”، بحسب الرباط. لكن الموقف الاسباني بالاعتراف بمبادرة الحكم الذاتي المغربية أثار غضب الجزائر الداعم الرئيسي لجبهة بوليساريو الانفصالية حيث فرضت ضغوطا تجارية واقتصادية على مدريد للتراجع عن موقفها من ذلك تجميد علاقاتها التجارية مع الجانب الاسباني قبل أن تتراجع عن تلك الخطوة.
وتشهد العلاقات بين المغرب وإسبانيا زخما متصاعدا عقب اللقاء الذي جرى بالرباط يوم 7 أبريل/نيسان 2022 بين العاهل المغربي الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية سانشيز. وبعد فوزه بالانتخابات الأخيرة، تخلى رئيس الوزراء الاسباني عن عُرف “الوجهة الأولى” بفعل تحسن العلاقات بين البلدين وغياب بوادر التوتر والحاجة إلى إشارات الطمأنة.
ويشدد سانشيز في تصريحات صحفية بعد تجديد الثقة فيه إثر الانتخابات التشريعية التي شهدتها اسبانيا على أهمية علاقات الصداقة التي تجمع بين بلاده والمملكة المغربية وذلك في مكالمة مع رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش. وأكد على جهود بلاده تعزيز العلاقة الوثيقة بين المغرب والاتحاد الأوروبي باعتبار أن اسبانيا تترأس الاتحاد في الدورة الحالية مشددا على أهمية الرفع من وتيرة تنفيذ بنود خارطة الطريق التي كان قد تم الاتفاق عليها بين الحكومتين المغربية والاسبانية.
وسعت الرباط ومدريد لتعزيز التعاون الثنائي في العديد من المجالات، كالاستثمار والتجارة والهجرة ومكافحة الإرهاب ومحاربة الجريمة الدولية كما اتفقا على الابتعاد عن اتخاذ أي مواقف أحادية الجانب التي قد تكون وراء خلق أزمة بين الطرفين كما حدث في ملف الصحراء المغربية قبل السلطات الاسبانية لمواقفها.
وتشير الكثير من التقارير عن ارتفاع كبير في حجم التعاون الاقتصادي والتجاري بين المغرب والرباط في الفترة الأخيرة حيث اختتم سنة 2023 برقم قياسي جديد في حجم المبادلات التجارية مع المغرب وهو من تبعات تغير المواقف الاسبانية في ملف الصحراء.
وكشفت البيانات خلال الفترة من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/ أيلول الماضي، ارتفعت صادرات إسبانيا إلى المغرب من 3 بالمئة إلى 3.2 بالمئة حاليا من الإجمالي، في حين ارتفعت الواردات من 1.9 بالمئة إلى 2.1 بالمئة من إجمالي التجارة.
وأصبحت مدريد الشريك الاقتصادي الأول بالنسبة للمغرب، فيما تعد الرباط هي الأخرى من أهم شركاء إسبانيا من خارج الاتحاد الأوروبي. كما تعزز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية وقد لمست مدريد التداعيات الإيجابية على أمنها نتيجة هذا التعاون.