سياسة

زيارة محمد بن زايد لتركيا.. الأسباب والدلالات


أدرك النظام التركي أن تغيير سياساته الخارجية والتدخل السافر في العديد من الدول العربية، أدخله في نفق مظلم، مليء بالأزمات التي باتت تعصف بالبلاد من كل جانب، خاصة على الصعيد الاقتصادي، وفي ظل تغيرات سياسية دولية تبلورت بشكل خاص مع قدوم الإدارة الأمريكية الجديدة، التي تتبنى مواقف متشددة تجاه نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، اتجهت أنقرة إلى تغيير نهجها في محاولة للملمة الأوراق المبعثرة في علاقاتها مع الشرق.

 

هذا التغيير الاستراتيجي في السياسة التركية الخارجية ظهر من خلال سيل من التصريحات التي أطلقتها أنقرة، حول رغبتها في فتح صفحة جديدة مع العرب، وطي الخلافات وإنهاء التوتر مع مصر، كما بدأت محاولات لاختراق الجمود في العلاقات مع كل من الإمارات والسعودية، حيث سعت تركيا لاستثمار المصالحة الخليجية في قمة العلا التي انعقدت بالسعودية مطلع العام الجاري.

ويقول خبراء سياسيون إن الإمارات ممثلة في الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، ومعها مصر والسعودية تمكنت من قيادة وتوجيه السياسة العربية لمواجهة التدخلات الخارجية، ما ساهم في تعزيز الضغوط على تركيا لتحويل مسارات سياساتها التصعيدية من جانب، ومن جانب آخر إعلان رغبتها لفتح قنوات اتصال مع الدول العربية لتوفيق وجهات النظر.

تقارب إماراتي تركي:

قالت وسائل إعلام تركية إن ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سيزور تركيا ربما يوم 24 نوفمبر، لإجراء محادثات مع الرئيس رجب طيب أردوغان، وذلك في أول زيارة من قرابة عقد من الزمن.

ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول تركي قوله إن أردوغان والشيخ محمد سيناقشان العلاقات الثنائية والتجارة والتطورات الإقليمية والاستثمارات.

وقال مسؤول آخر للوكالة نفسها إن الزيارة تطور مهم لتحسين العلاقات الإقليمية وتخفيف التوتر، مشيرا إلى أن الموعد النهائي لم يتحدد بعد.

الزيارة المرتقبة تأتي بعد اتصال أجراه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد، في أغسطس الماضي، وبعد المكالمة بأسبوعين استقبل أردوغان، في أنقرة، وفدا إماراتيا برئاسة الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني في الإمارات.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات أدلى بها عقب اللقاء، أن الإمارات طرف محوري في المنطقة، مشيرا إلى تطلعه إلى لقاء ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد في المرحلة المقبلة، مشيرا إلى إجراء نقاشات مهمة حول الاستثمارات الإماراتية في تركيا، مبينا أن لدى الإماراتيين خططا استثمارية جادة للغاية، كما أبدى أمله أن تطلق الإمارات استثمارات جادة في تركيا.

وبشأن العلاقات الثنائية بين البلدين، قال أردوغان إن هناك تقلبا بالعلاقات بين الدول، وحصل ذلك بالفعل، قبل بضعة أشهر عقدت الاستخبارات التركية اجتماعات مع أبو ظبي، وهذه الاجتماعات أوصلت علاقاتنا إلى مرحلة معينة، في الفترة المقبلة قد نعقد لقاءات مع الشيخ محمد بن زايد، وبعد اجتماع اليوم نأمل أن نلتقي، لأننا نهتم بالأطراف المحورية في المنطقة لتتحدث معا وتحل مشاكلها. هذا الأمر في غاية الأهمية بالنسبة إلي.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام)، فقد بحث الجانبان خلال اللقاء سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية التركية، خاصة التعاون الاقتصادي والتجاري، والفرص الاستثمارية في مجالات: النقل، والصحة، والطاقة، بما يحقق المصالح المشتركة بين البلدين.

وخلال مؤتمر صحفي عقده الإثنين، من مقر الحزب العام في العاصمة أنقرة، وأجاب فيه على أسئلة وجهت له حول عدد من التطورات التي تشهدها البلاد، أشاد متحدث الحزب الحاكم بتركيا، عمر تشليك، بالحوار بين بلاده ودولة الإمارات العربية لحل القضايا الشائكة، مشددا على أن بلاده لديها خطط شاملة ونهج صادق فيما يتعلق بالمشاكل التي تعيشها تركيا مع بعض دول الخليج.

وعن تطبيع العلاقات مع الإمارات، قال: ستُغلق الملفات السلبية، وتتضاعف الملفات الإيجابية، ستربح كل دولة، ويستمر بشكل قوي الحوار واللقاءات والمفاوضات بشأن القضايا المختلفة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى