إقتصاد

زيادة مفاجئة في النفط.. تحالف أوبك بلاس يغير المعادلة


أعلن تحالف “أوبك بلاس” بقيادة السعودية وروسيا، ومعهما ست دول أخرى، الأحد، قرارا غير متوقع بزيادة إنتاج النفط بمقدار137 ألف برميل يومياً اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول القادم، في خطوة تعكس استمرار التحالف في استراتيجيته الهادفة إلى استعادة الحصة السوقية رغم ضغوط الأسعار.

ووفق بيان منظمة “أوبك”، فإن الدول المشاركة في القرار وهي السعودية وروسيا والعراق والإمارات والكويت وكازاخستان وعُمان والجزائر، تمكّنت خلال الأشهر الأخيرة من ضخ نحو2.2  مليون برميل إضافي يومياً، على أن تواصل هذه الزيادة تدريجياً بما قد يصل إلى  1.65  مليون برميل يومياً.

تحوّل في الاستراتيجية

وجاء القرار على خلاف توقعات المحللين الذين رجّحوا تثبيت مستويات الإنتاج لشهر أكتوبر/تشرين الأول، خصوصاً مع الضغوط المتزايدة الناتجة عن احتمالات فائض في المعروض، لكن منذ أبريل/نيسان الماضي، غيّرت “مجموعة الثماني الراغبة” داخل “أوبك بلاس” سياستها من خفض الإنتاج لدعم الأسعار، إلى التركيز على استعادة حصتها من السوق العالمية عبر زيادات متتالية.

واعتبر جورج ليون المحلل في شركة “ريستاد إنرجي” أن “أوبك بلاس فاجأ الأسواق. صحيح أن الزيادة محدودة، لكن الرسالة واضحة: التحالف يريد تعزيز حضوره السوقي”.

انعكاسات على الأسعار

وقد يضغط القرار الجديد على الأسعار نحو مستويات أدنى، إذ أشار ليون إلى احتمال تراجع سعر خام برنت إلى ما دون 60 دولاراً للبرميل. وكان سعر البرميل قد أنهى تعاملات الجمعة عند65  دولارا تقريباً، بعيداً عن الذروة التي بلغها في ربيع 2022 حين تجاوز120  دولارا عقب الغزو الروسي لأوكرانيا.

ورغم الزيادات الأخيرة في الإنتاج، لا تزال الأسعار أكثر تماسكا مما توقع كثير من المحللين، وذلك بفعل عوامل جيوسياسية متشابكة، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية والتوترات المستمرة في العلاقات بين موسكو والغرب.

ضغوط الحرب والعقوبات

وتظل روسيا الطرف الأكثر حساسية لقرارات “أوبك بلاس”، إذ تعتمد بشكل أساسي على عائدات النفط لتمويل حربها في أوكرانيا، لكن العقوبات الغربية، إلى جانب القيود المفروضة من الولايات المتحدة على المشترين الرئيسيين للنفط الروسي مثل الهند، تقيّد استفادتها الكاملة من أي زيادات في الحصص الإنتاجية.

وصعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أخفقت حتى الآن مساعيه للوساطة بين موسكو وكييف، لهجته ضد النفط الروسي مؤخرا، مطالباً أوروبا بوقف مشترياتها التي يرى أنها “تموّل آلة الحرب الروسية”. كما دعا الأوروبيين إلى ممارسة ضغوط اقتصادية أكبر على الصين بسبب دعمها لموسكو، فيما تظل بكين أكبر مشترٍ للخام الروسي.

وتثير الخطوة الأخيرة بدورها تساؤلات بشأن التماسك الداخلي لـ”أوبك بلاس”، إذ يرى محللون أن تباين مصالح أعضائه بين من يسعى إلى رفع الأسعار وبين من يركز على حصته السوقية، قد يضع المجموعة أمام اختبارات صعبة في الأشهر المقبلة، خصوصاً مع الضبابية التي تكتنف سوق الطاقة العالمية.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى