سياسة

روسيا وأوكرانيا تتبادلان الأرقام القياسية في حرب المسيرات


تشهد الحرب الروسية الأوكرانية تصاعدًا غير مسبوق في الهجمات بالطائرات المسيَّرة، مع تبادل الطرفين الضربات الجوية باستخدام أعداد قياسية من المسيَّرات. ما يهدد بتفاقم الأوضاع الميدانية في كلا البلدين.

 ففي أكبر هجوم تشنه أوكرانيا على العاصمة الروسية موسكو منذ بداية الحرب، تعرضت المدينة لهجوم بـ34 طائرة مسيَّرة أوكرانية. ما أدى إلى تعطيل حركة الطيران في ثلاثة مطارات رئيسية وإصابة شخص واحد على الأقل. 

في المقابل، أعلنت روسيا عن إطلاق 145 مسيَّرة هجومية على أوكرانيا خلال ساعات الليل، في هجوم وصفته كييف بأنه الأكبر منذ اندلاع النزاع.

 تأتي هذه التطورات في وقت تتزايد فيه التكهنات حول إمكانية إنهاء الحرب بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث أكد خلال حملته الانتخابية. أنه قادر على إحلال السلام في أوكرانيا خلال 24 ساعة. 

وبينما ينتظر العالم بفارغ الصبر معرفة تفاصيل خطته لإنهاء الصراع. يبقى الوضع الميداني في تصاعد مستمر مع استمرار الهجمات بالطائرات المسيَّرة على الجبهتين.

*هجمات غير مسبوقة*

تعرضت العاصمة الروسية موسكو، الأحد، لهجوم كبير بالطائرات المسيَّرة الأوكرانية. حيث شنت أوكرانيا أكبر هجوم منذ بداية الحرب في عام 2022.

 وفقًا لما أعلنته وزارة الدفاع الروسية، أسقطت الدفاعات الجوية الروسية 36 مسيَّرة. بينما استهدفت 34 مسيَّرة أخرى العاصمة، ما أدى إلى تحويل الرحلات الجوية بعيدًا عن ثلاثة مطارات رئيسية في موسكو. 

ومن بين تلك المطارات كانت دوموديدوفو، شيريميتييفو، وجوكوفو. والتي تأثرت بإلغاء أو تحويل ما لا يقل عن 36 رحلة جوية.

ورغم استعادة المطارات لحركتها الجوية بعد الهجوم، إلا أن الحادث خلف توترًا شديدًا في المدينة، خاصة مع وقوع إصابة واحدة على الأقل في منطقة موسكو. التي تعتبر من أكبر المناطق الحضرية في أوروبا ويقطنها حوالي 21 مليون نسمة.

*الهجمات الروسية*

من جانبه، ردت روسيا على الهجمات الأوكرانية بطائرات مسيَّرة بطراز “شاهد”. حيث أعلنت أوكرانيا عن إسقاط 62 مسيَّرة من إجمالي 145 طائرة أطلقتها روسيا خلال ساعات الليل.

ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجوم الروسي بأنه “قياسي”، ودعا شركاء كييف الغربيين إلى زيادة إمداداتهم العسكرية لحماية المجال الجوي الأوكراني بشكل أفضل.

في سياق آخر، قالت كييف إنها نفذت هجومًا على ترسانة روسية في منطقة بريانسك. حيث أسقطت القوات الروسية 14 طائرة مسيَّرة أوكرانية. 

ونشرت مقاطع فيديو عبر منصة “تلغرام” تظهر الطائرات المسيَّرة أثناء تحليقها. إلا أن تلك المقاطع لم يتسنَّ التحقق من صحتها بعد.

موقف ترامب من الحرب

وسط هذا التصعيد الميداني بين روسيا وأوكرانيا، تزايدت التكهنات حول مستقبل النزاع في ظل فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأثناء حملته الانتخابية، أكد ترامب أنه يستطيع إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة من توليه منصبه، وهو ما أثار اهتمامًا عالميًا بشأن خطته لتحقيق هذا الهدف، ورغم عدم تقديمه تفاصيل حول كيفية إحلال السلام. إلا إن تصريحاته أثارت ردود فعل متباينة بين المتابعين.

من جهته، أعلن الكرملين الأحد، أن هناك “إشارات إيجابية” في موقف ترامب من الحرب في أوكرانيا. وصرح المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف بأن تصريحات ترامب تشير إلى أنه قد يسعى إلى عقد اتفاقيات تؤدي إلى وقف النزاع. 

وأضاف بيسكوف في مقابلة مع وسائل الإعلام الروسية الرسمية: “الإشارات إيجابية. لكننا لا نستطيع التنبؤ بما سيكون عليه سلوكه بعد توليه المنصب”.

تطورات الحرب وتأثيرها

من جانبهم يرى مراقبون، أن النزاع بين روسيا وأوكرانيا الذي يدخل عامه الثالث. سيرى تصعيد غير مسبوق على الجبهة الميدانية، حيث شهدت الأسابيع الأخيرة تقدمًا روسيًا وصفه المسؤولون بأنه “الأسرع” منذ الأيام الأولى للحرب.

وأضاف مراقبون، أن هذا التقدم يعيد تشكيل ملامح الصراع، خاصة مع الهجمات المكثفة بالطائرات المسيَّرة التي أصبحت السلاح الرئيسي لكلا الجانبين في استهداف المواقع الحيوية. وتبقى الحرب محط أنظار العالم، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء القاسي. الذي من المتوقع أن يؤثر بشكل كبير على العمليات العسكرية على الأرض.

يذكر أن كلًا من روسيا وأوكرانيا يواصلون تحضيراتهم لجولة جديدة من المعارك. بينما ينتظر المجتمع الدولي معرفة ما إذا كان هناك بالفعل إمكانية لتحقيق تسوية سلمية في ظل المتغيرات السياسية الجديدة في الولايات المتحدة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى