روسيا تضرب في يوم مقدّس.. ماذا وراء توقيت قصف سومي؟

شهدت مدينة سومي الأوكرانية واحدة من أعنف الهجمات الصاروخية منذ بداية الحرب، حيث قُتل ما لا يقل عن 34 مدنيًا، بينهم طفلان، وأُصيب 117 آخرين، من بينهم 15 طفلًا، إثر ضربتين صاروخيتين روسيتين استهدفتا المدينة خلال احتفالات عيد الشعانين، حسبما ذكرت وكالة “أسوشيتيد برس” الأمريكية.
وبحسب السلطات الأوكرانية، فإن الهجوم تم بواسطة صاروخين باليستيين ضربا المدينة قرابة الساعة العاشرة والربع صباحًا.
-
المدفعية الأوكرانية والدرونز.. تكتيكات جديدة في ساحة المعركة
-
موسكو تجبر واشنطن على الاعتراف: دبابات أبرامز غير فعّالة في الحرب الأوكرانية
الهجوم على سومي
وأظهرت الصور القادمة من موقع الهجوم صفوفًا من أكياس الجثث السوداء على جانب الطريق، فيما ظهرت جثث أخرى ملفوفة بأغطية معدنية بين الأنقاض.
كما أظهرت تسجيلات مصورة طواقم الإطفاء وهي تحاول إخماد نيران اشتعلت في سيارات محترقة وسط ركام المباني المتضررة.
وأفادت خدمات الطوارئ الأوكرانية، أن من بين القتلى طفلان، مضيفة أن عدد الجرحى ارتفع إلى 117 شخصًا، بينهم أطفال.
وتابعت الوكالة الأمريكية، أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وصف الهجوم بأنه عمل لا يقوم به سوى من وصفهم بـ”حثالة البشر”، مشيرًا أن الضربة الأولى أصابت مباني تابعة لجامعة المدينة، بينما انفجرت الضربة الثانية على مستوى الشارع، ما تسبب في دمار هائل.
-
الحرب الأوكرانية.. موسكو تحقق تقدماً نوعياً وكييف تتراجع
-
زيلينسكي يتعهد بزيادة الأسلحة الأوكرانية الصنع من أجل الانتصار على روسيا
من جهته، قال مدير مكتب الرئيس الأوكراني أندري يرماك: إن روسيا استخدمت في الهجوم ذخائر عنقودية بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، غير أن وكالة “أسوشيتد برس” لم تتمكن من التحقق من صحة هذا الادعاء.
وتابعت الوكالة الأمريكية، أن الهجوم على سومي يأتي بعد أقل من عشرة أيام على ضربة صاروخية روسية استهدفت مدينة كريفي ريه، مسقط رأس زيلينسكي، وأدت إلى مقتل نحو 20 شخصًا بينهم تسعة أطفال.
وأضافت: أن زيلينسكي طالب المجتمع الدولي برد حاسم، مؤكدًا أن المفاوضات لم توقف يومًا الصواريخ والقنابل، وأن المطلوب الآن هو التعاطي مع روسيا باعتبارها دولة إرهابية تستحق العقاب.
-
الروس يصممون دراجة نارية لصيد «بابا ياغا» الأوكرانية
-
كيف أثرت الأزمة الأوكرانية الروسية على ممرات البحر الأسود الملاحية؟
ردود دولية غاضبة
وأشارت الوكالة الأمريكية أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أدان الهجوم، معتبرًا أنه يقوّض جهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة.
وقال -في بيان رسمي-: إن هذه الحرب بدأت بقرار منفرد من روسيا، وأن الأخيرة هي التي تواصلها الآن بإصرار متعمد على تجاهل القانون الدولي والأرواح البشرية والجهود الدبلوماسية التي يبذلها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
أما ترامب نفسه، فقد علق على الهجوم في وقت متأخر من ليل الأحد أثناء عودته إلى واشنطن على متن طائرة الرئاسة، ووصف ما حدث بأنه أمر مروع.
وأضاف: أنه سمع أن الضربة كانت “خطأ”، دون أن يوضح ما إذا كان يقصد أن الهجوم غير مقصود، مؤكدًا أنه يسعى بكل جهده إلى وقف هذه الحرب.
-
هل ينجح المجتمع الدولي في وضع نهاية للأزمة الروسية الأوكرانية؟
-
سلاح ‘باليانيتسيا’: الابتكار العسكري الأوكراني الذي يهدد العمق الروسي
تصعيد رغم محادثات السلام
وأشارت الوكالة الأمريكية، أن الهجوم الدموي في سومي جاء في وقت يزداد فيه التوتر بشأن اتفاق هش تم التوصل إليه بوساطة أمريكية لوقف مؤقت للهجمات على البنية التحتية للطاقة، وقد تبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات بانتهاك هذا الاتفاق؛ مما يعكس صعوبة التوصل إلى تسوية دبلوماسية للصراع الذي دخل عامه الثالث.
وتابعت، أن وزيرا خارجية البلدين تحدثا في منتدى أنطاليا الدبلوماسي السنوي، حيث قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف: إن أوكرانيا تهاجم روسيا يوميًا تقريبًا، وإن موسكو ستقدم أدلة على هذه الهجمات للولايات المتحدة وتركيا والهيئات الدولية.
أما نظيره الأوكراني أندري سبيها، ففنّد هذه الادعاءات، قائلًا: إن روسيا أطلقت ما يقرب من 70 صاروخًا وأكثر من 2200 طائرة مسيرة مفخخة، إضافة إلى أكثر من 6 آلاف قنبلة موجهة، معظمها استهدفت مدنيين منذ إعلان وقف الضربات بشكل جزئي.
هجمات متفرقة في مناطق أخرى
وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه إلى جانب الهجوم على سومي، أفادت السلطات المحلية في منطقة خيرسون بمقتل امرأتين تبلغان من العمر 62 و68 عامًا، ورجل يبلغ 48 عامًا، إثر قصف روسي استهدف المنطقة. كما أفاد حاكم دونيتسك، فاديم فيلاشكين، بمقتل شخص آخر في قصف على منطقته.
وفي مدينة خاركيف، أكد رئيس بلديتها إيغور تيريخوف، أن ضربة روسية أصابت أحد رياض الأطفال؛ ما أدى إلى تحطم نوافذ المبنى وتضرر واجهته، دون تسجيل إصابات.
وتابعت، أن تطورات ميدانية تأتي في ظل تزايد التحذيرات من تصعيد واسع رغم استمرار المحادثات الدبلوماسية، في وقت تبدو فيه آفاق الحل السلمي بعيدة، وسط إصرار روسي على شروط اعتبرها كثيرون تعجيزية.
وأوضحت، أن هذه الهجمات، خصوصًا تلك التي طالت المدنيين في سومي، تعكس اتساع الفجوة بين ما يُقال على طاولات التفاوض، وما يحدث على الأرض، وتضع المجتمع الدولي أمام اختبار جديد بشأن قدرته على إنهاء أكثر الحروب دموية في أوروبا منذ عقود.