رسميا.. دمشق وتونس تستأنفان العلاقات الدبلوماسية
كشفت سوريا وتونس اليوم الأربعاء أنهما ستعيدان فتح سفارتيهما، بعد نحو عقد من قيام تونس بقطع العلاقات مع دمشق احتجاجا على حملة القمع التي استهدفت المحتجين المعارضين للرئيس السوري بشار الأسد.
وقررت دمشق تعيين سفير لها في تونس في الفترة القليلة المقبلة إثر مبادرة الرئيس التونسي استئناف العلاقات الدبلوماسية. بين الدولتين التي انقطعت منذ بداية النزاع في سوريا، وفق ما جاء في بيان مشترك بين وزارتي خارجية البلدين أوردته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
ويأتي تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين، في وقت تشهد فيه سوريا انفتاحا غير مسبوق تجاهها من دول عربية عدة خصوصاً بعد الزلزال المدمر التي ضربها وتركيا المجاورة في فبراير وسط توقعات بعودة قريبة لسوريا إلى الحاضنة العربية.
ومن شأن الإعلان أن يقلل بشكل أكبر عزلة سوريا في العالم العربي التي بدأت بسبب الحرب الأهلية التي دامت لنحو عقد. وأودت بحياة مئات الآلاف واستقطبت العديد من القوى الأجنبية وقسمت البلاد وزعزعت استقرار المنطقة برمتها.
وأعادت تونس فتح بعثة دبلوماسية محدودة في دمشق عام 2017، للاضطلاع بمهام من بينها المساعدة في تعقب أكثر من ثلاثة آلاف متشدد إسلامي تونسي يقاتلون في سوريا.
وتأتي هذه الخطوة بينما تستعد مدينة جدة السعودية لاستضافة اجتماع تشاوري لوزراء خارجية عرب يوم الجمعة بدعوة من الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي، لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وذلك قبل القمة العربية المقرر عقدها في العاصمة السعودية الرياض في 19 مايو المقبل والتي من المتوقع أن يحضرها إما الرئيس السوري بشار الأسد أو من يمثله.
ومن المتوقع أن توجه المملكة دعوة للأسد للمشاركة في هذه القمة التي ستكون قمة المصالحات بامتياز. بينما يبرز مشهد جديد في الشرق الأوسط عموما على وقع تسويات بين الخصوم الإقليميين.
ونقلت سانا عن البيان المشترك أنه “تجاوباً مع مبادرة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد بتعيين سفير لدى الجمهورية العربية السورية. أعلنت الحكومة السورية عن موافقتها الفورية على هذا التعيين، وقررت إعادة فتح السفارة السورية بتونس، وتعيين سفير على رأسها في الفترة القليلة القادمة”.
وأضاف البيان أنه “حرصاً من الجانبين على إعادة العلاقات السورية التونسية إلى مسارها الطبيعي، يتواصل التشاور والتنسيق بين وزيري الخارجية في البلدين”.
وكان سعيد طلب في الثالث من الشهر الحالي من وزارة الخارجية بدء إجراءات تعيين سفير تونسي في دمشق. وأتى ذلك بعد إعلانه إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. معتبراً أنه “ليس هناك ما يبرر” عدم تبادل السفراء بين البلدين.
وفي العام 2012، لحقت تونس بركب دول عربية عدة وقطعت علاقتها الدبلوماسية مع دمشق خلال عهد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي في خطوة قوبلت بانتقادات شديدة من أطراف معارضة تونسية.
وفي العام 2015، اتخذت تونس أولى الخطوات الدبلوماسية تجاه سوريا مع تعيين ممثل قنصلي لها في دمشق.
وإثر اندلاع النزاع في سوريا العام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصاً الخليجية وكذلك تونس علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها. كما علقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق.
إلا أنه برزت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات انفتاح عربي تجاه دمشق بدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها فيها العام 2018. وقد زار الرئيس السوري بشار الأسد الإمارات مرتين منذ ذلك الحين، آخرها في مارس الماضي.
لكن منذ وقوع الزلزال المدمّر، تلقى الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة، في تضامن يبدو أنه سرّع عملية تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي. وبرز ذلك أيضاً في هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق الحكومة، هي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.
وأبدت الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي اعتراضا على مسار التقارب بين دمشق وعدد من الدول العربية واعتبرته لا يصب في مصلحة الشعب السوري.