سياسة

رباعيات قطر تتجلى في وارسو!


كذب وتضليل وتزييف وتدليس.. رباعيات قطرية دأبت الدوحة ومؤسساتها الإعلامية على الاسترشاد بها لنشر الفتنة وإثارة الصراعات السياسية والانقسامات بين الشعوب، فهي لا تكل ولا تمل عن ممارسة الفجور الإعلامي ليلا نهارا عيانا بيانا، وهو ما أظهرته بقوة الأيام الأخيرة.

وها هو مؤتمر وارسو للسلام في الشرق الأوسط الذي اختتم أعماله في العاصمة البولندية مؤخرا، خير كاشف وفاضح لتناقضات الدوحة الصارخة وخصوصا في سياساتها الخارجية ونهجها الإعلامي، ففي الوقت الذي شارك فيه نظام الحمدين بوفد رفيع المستوى على رأسه وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في المؤتمر، شن إعلامها المضلل هجوماً حاداً على هذه الفعالية الذي يحضرها ممثل لها!

وكدليل بيّن ودامغ على خبث الإعلام القطري، حاول نظام الحمدين وأذرعه الإعلامية بشتى السبل إخفاء اسم قطر عن الحضور الرسمي من خلال تقاريرهم التلفزيونية والصحفية، وتغريداتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتجاهل قناة “الجزيرة” إيراد اسم قطر ضمن الدول العربية المشاركة في محاولة لتضليل الرأي العام العربي عن تناقضات الدوحة المستمرة.

واستمرارا للكذب والتضليل، شاركت قطر في احتفالات إيران بالذكرى الأربعين لما يسمى بـ”الثورة الخمينية” وهنأت قادتها في احتفالاتهم، وذلك في وقت يدين فيه العالم كله أفعال طهران وتدخلاتها الجسيمة في المنطقة العربية، لكن قطر أبت إلا أن تسير معها في الخط نفسه المتمثل في دعم المليشيات والجماعات الإرهابية والطعن في الصف العربي.

تناقض آخر يحمل في طياته رائحة الكذب والخديعة، فها هي قطر تذهب إلى وارسو للمشاركة في مؤتمر كان هدفه الأول هو الحشد ضد إرهاب إيران ووقف أنشطتها التخريبية في المنطقة، في حين تناست أنها وبإعلامها المتلون خنجر مسموم في ظهر الصف العربي، ومعول إيران الذي تستخدمه لهدمه بكل السبل، فلطالما استخدمت الدوحة ألاعيبها للتدليس والمراوغة واتجهت لإقامة علاقات وثيقة مع طهران، ودعم مليشيات الإرهاب التي تهدد أمن واستقرار الدول العربية.

فقد مثلت مشاركة قطر في المؤتمر التناقض الصارخ لإعلامها وسياسات القائمين عليه المتلونة، تناقض أصبح سمة أساسية في سياسة الدوحة، فها هو إعلامها يهاجم مؤتمر وارسو ثم تشارك هي فيه رسميا، تدعم قطر إيران وتبحث تشكيل تحالف ضدها مع دول العالم، تتدخل في شؤون دول المنطقة وتتحالف مع الذين يعملون ضدها وتدعو في الوقت ذاته إلى احترام سيادتها.. أي تناقض هذا!

فالهجوم الحاد الذي شنه الإعلام القطري على مؤتمر وارسو على الرغم من مشاركة الدوحة في المؤتمر رسميا، جسد الربكة الشديدة والتناقض الصارخ في سياسة تنظيم الحمدين التي فضحها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، في تصريحاته عقب ختام المؤتمر، عندما أكد أن جميع الحاضرين يقرون بالتهديد الخطير من إيران على الشرق الأوسط حتى قطر! وهي حليفة أصيلة لطهران، لكن سياستها الخبيثة تجعلها تظهر بأكثر من وجه وتلعب على كل الحبال.

من المؤكد والواضح أن تناقضات إعلام الدوحة ليست جديدة على نظام الحمدين، كما أنها ليست عارضة أو وليدة اللحظة، فهي سياسات ممنهجة وراسخة وخاصة فيما يتعلق بتحركات قطر الخارجية؛ كما أنها تعكس بشكل كبير تأرجح القرار القطري وتبعيتها المستمرة لدول أخرى، وتبني وجهات نظر مختلفة ومتناقضة أحيانا كثيرة وفق ما تقتضي الظروف وتشتبك المصالح، وهو ما أظهره مؤتمر وارسو حين حاولت قطر اللعب على كل الحبال وخداع كل الأطراف.

ولذلك فإن المنظومة الإعلامية القطرية التي اكتشف أمرها وفضحت ألاعيبها بات واضحا أنها متناقضة تماماً ليس فقط مع السياسات الخارجية، ولكن أيضا مع تصرفات نظام الحمدين في الداخل القطري والتضليل والخداع الإعلامي الممارس ضد مواطنيه، حيث يتم التعتيم عليه وتغييب الحقائق عنه، ليس ذلك فحسب بل وتهدر أمواله على سياسات إعلامية فاشلة تضر بمصالح قطر وتستهدف الشعب العربي، وتستنزف في غير قضاياه الأساسية، وتصرف على الإرهاب وعلى مصالح دول تدعم التخريب وتشتت الصف العربي عن طريق إعلام مضلل كاذب، لكن أمره انكشف أمام الجميع ولم يعد يصدق أكاذيبه أحد.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى