رئيس الوزراء العراقي يتصدى لمحاولات الميليشيات لجر البلاد إلى صراع مسلح


أعرب نائب بعثة الأمم المتحدة في العراق كلوديو كوردوني، أن الحرب في غزة تضغط على العراق للانجرار إلى صراع متصاعد مبينا أنه على الرغم من جهود الحكومة العراقية لإبقاء البلاد بعيدة عن الصراع إلا أن هناك مخاوف من تصعيد الفصائل المسلحة بهدف جر البلاد للعنف مشيرا إلى تعرض قاعدة عين الأسد الجوية التابعة للقوات الأميركية وقوات التحالف الأجنبية في غرب العراق. لعشرات الهجمات منذ بدء الحرب على غزة.

وقال كوردوني في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” بمناسبة الذكرى السنوية للهجوم على مقر الامم المتحدة في بغداد، يوم 19 اغسطس/آب 2003. في فندق القناة بالعاصمة، إنه يتفهم الصعوبات التي يواجهها العراق. لكنه دعا الجميع إلى وقف التصعيد والتهديدات وذلك على إثر تلويح قادة الميليشيات بالعودة إلى الهجمات إذا فشلت المفاوضات بين بغداد وواشنطن محادثات .بشأن رحيل القوات الأميركية من العراق.
ويرى أن “رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، مصمم على تجنب التوتر بعد فترة طويلة من الهدوء النسبي”، موضحاً أن السوداني “حريص على عدم الانجرار إلى هذه الحرب. بينما يدعم حقوق الفلسطينيين دبلوماسياً وسياسياً”.

ويمارس السوداني ضغوطا على الميليشيات الموالية لإيران لوقف هجماتها على القواعد والمصالح الأميركية.فيما لا تلوح في الأفق بوادر للتهدئة في ظل تهديد هذه الفصائل بالتصعيد في حال عدم انسحاب قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية ”داعش” الذي تقوده الولايات المتحدة من البلاد.

وتتزايد مخاوف التصعيد الاقليمي، والاغتيالات الاسرائيلية في طهران وبيروت، بعد تعهد إيران وحزب الله اللبناني بالانتقام لاغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في طهران. فيما أعرب كوردوني، عن أمله “ألا يحدث هذا التصعيد”.  وأشار إلى أن “التفويض الممنوح لبعثة الأمم المتحدة. أصبح الآن محدوداً بناء على طلب بغداد التي تعتقد أن المهمة لم تعد ضرورية بسبب التقدم الذي حققته نحو الاستقرار. وجرت الموافقة على الطلب من قبل مجلس الامن الدولي المكون في 31 مايو/ايار الماضي.

ومنذ مغادرة الممثلة الخاصة السابقة ورئيسة “يونامي”جينين هينيس-بلاسخارت، في الاول من يونيو/حزيران، ظل كوردوني يشغل منصب الضابط المسؤول عن البعثة الى حين وصول الرئيس الجديد. حيث من المتوقع ان يتولى الدبلوماسي العماني محمد الحسن. هذا المنصب قريبا حيث سيقود البعثة حتى نهاية العام 2025.

ونقل التقرير عن كوردوني، قوله ان العراق بلد نابض بالحياة السياسية .حيث تحكم العديد من الاحزاب الحكومة بصيغة ديمقراطية. مضيفا أنه “ربما يكون من الحكمة البحث عن حلول وسط بدلا من الانقسامات، والناس تتمتع بالحرية في متابعة اجنداتهم السياسية الخاصة.وطالما ان ذلك يتم سلميا ومن خلال الإطار المؤسسي، فلا بأس بذلك”.

وأكد المسؤول الاممي ان الامم المتحدة تعتبر أن الجولة الاخيرة من الانتخابات في العام 2021. تتمتع بالمصداقية، معربا عن الثقة بأن الجولة المقبلة من الانتخابات في العام 2025. ستحقق نفس الدرجة من النجاح.

 ولفت التقرير إلى أن العراق سيشهد اولا تنظيم الانتخابات في اقليم كوردستان في 20 اكتوبر/تشرين الاول المقبل، وقال كوردوني “نعتقد انه من المهم جدا اجراء هذه الانتخابات. والا فإنها ستضع شرعية جميع المؤسسات في اقليم كردستان موضع شك”.

وأضاف المسؤول الاممي انه “لذلك، فان هذا هو تركيزنا الرئيسي حاليا، وهو الاستمرار بالعمل مع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للتأكد من اجراء تلك الانتخابات”. مشيرا الى ان اللجنة المستقلة لديها “خبرة كبيرة في اجراء الانتخابات”. والامم المتحدة ستساعد بكل الطرق الفنية. وتابع “ما من سبب للاعتقاد بان العراق ليس قادرا على اجراء تلك الانتخابات”.

Exit mobile version