سياسة

ذكرى الاستقلال.. تونس الجديدة تطوي صفحة الإخوان


بات البلد الأفريقي تونس على أبواب مرحلة فاصلة بالتزامن مع إحياء الذكرى الـ67 للاستقلال، التي تعد محطة “مهمة” في تاريخ بناء تونس الحديثة.

ويُحيي التونسيون اليوم الإثنين الذكرى السابعة والستين للاستقلال التونسي عن الاستعمار الفرنسي (1881-1956).

والتي تُعد إحدى المحطات “المهمة” في تاريخ بناء تونس الحديثة. كونه بات رمزا في تاريخ التونسيين وذاكرتهم، لما حققوه من مكاسب في مختلف المجالات في دولة الاستقلال.

احتفاء تونس باستقلالها العام الحالي يتزامن مع إزاحة تنظيم الإخوان من المشهد السياسي، بعد “العشرية السوداء”، التي كان عنوانها الإرهاب وعمليات الاغتيال، والفساد وتدمير المجتمع.

وبدءا من إزاحته من البرلمان، مرورا بإقصائه من الحياة السياسية، إلى محاسبته وعناصره على جرائم “العشرية السوداء”. كانت مراحل عدة لفظت فيها تونس تنظيم الإخوان، في قرارات رئاسية بدأت في يوليو 2021، وجدت تأييدا شعبيا جارفا.

مسيرة حاشدة

وتأكيدا على ذلك التأييد، نظم تونسيون اليوم الإثنين مسيرة حاشدة للتعبير عن مساندتهم للرئيس التونسي قيس سعيد في مسار تطهير البلاد من الإخوان ومشاريعه الهدامة والمضي في مسار المحاسبة.

وإلى ذلك، قال القيادي بحراك 25 يوليو فتحي الحكيمي إن هذه المسيرة تأتي دعما لقرارات الرئيس التونسي قيس سعيد ولمساره التصحيحي “الذي طهر به البلاد من براثن الإخوان. ورفضا لكل التدخلات الخارجية لإعادة الإخوان إلى الحكم”.

وأوضح السياسي التونسي “مثلما خرج الشعب يوم 25 يوليو 2021 لإزاحة الإخوان من الحكم، وطالب بالمحاسبة.. اليوم يطالب بمواصلة المحاسبة، مع ضمان المحاكمة العادلة”.

وأضاف: “نحن ماضون في هذا الطريق نحو استكمال بناء الجمهورية الجديدة التي انطلق بناؤها منذ صياغة الدستور الجديد في 25 يوليو 2022 وإرساء برلمان خال من الإخوان”. متابعا “بعد استكمال المشهد السياسي البرلماني لا بد أن ننكب على الملفات الحارقة ونمضي في عملية البناء والإصلاح الاقتصادي”.

من جهتها، قالت القيادية بحزب التيار الشعبي مباركة البراهمي إن تونس جديدة تتشكل اليوم بقيادة رئيس فرض مبدأ السيادة الوطنية.

وأكدت أن الاستقلال التونسي ليس مرتبطا بتاريخ 20 مارس 1956 بقدر ما هو مسيرة كاملة ومتواصلة. مشيرة إلى أن تونس كانت طيلة السنوات الماضية تابعة للمعسكر الغربي والاخواني العالمي، إلا أنها باتت “اليوم تونس جديدة سيكتمل مسار تأسيسها قريبا”.

مسار المحاسبة

وتابعت: “اليوم نحن ندعم مسار محاسبة الفاسدين واللصوص والإرهابيين من الإخوان، والانقلابيين الذين يحاولون التآمر على أمن الدولة وعلى استقرارها”. مؤكدة مساندتها للأمن التونسي الذي “استطاع إنقاذ البلاد من المحاولات التخريبية الأخيرة”.

وفي 14 فبراير الماضي، قال الرئيس التونسي قيس سعيد عبر مقطع فيديو نشرته الرئاسة “إنهم يتآمرون على أمن الدولة ويُخططون ويُعِدون لاغتيال رئيس الدولة وهم تحت حماية الأمن”. مضيفا أن “الأمر يتعلق بحياة الدولة ومستقبل الشعب وهم يتحدثون عن الإجراءات”.

واعتقلت السلطات التونسية عددا من القيادات الإخوانية، في مقدمتهم عبدالحميد الجلاصي القيادي الإخواني والبرلماني الأسبق. وكمال اللطيف رجل الأعمال التونسي. بالإضافة إلى فوزي الفقيه، في قضية التآمر على أمن الدولة ومحاولة انقلاب على الحكم.

وكانت مجموعة متعددة الأطراف في تونس حاولت في 27 يناير الماضي الانقلاب على الحكم. عن طريق تأجيج الوضع الاجتماعي وإثارة الفوضى ليلا مستغلة بعض الأطراف داخل القصر الرئاسي. إلا أن قوات الأمن والاستخبارات التونسية تمكنت من إفشال هذا المخطط عن طريق تتبع مكالماتهم واتصالاتهم وخطواتهم.

وأعلن الرئيس التونسي قيس سعيد تدابير استثنائية في 25 يوليو 2021 ووضع خارطة طريق كان آخرها إجراء انتخابات برلمانية كانت آخر مراحلها الشهر الماضي. بهدف مكافحة الفساد وتصحيح مسار الثورة ومكافحة جرائم الإخوان السياسية التي ارتكبوها منذ 2011.

استقلال تونس 1956

وقعت تونس بروتوكول الاستقلال مع فرنسا في 20 مارس 1956 بعد مسيرة من الكفاح المسلح والنضال السياسي كللت بالحصول على الاستقلال الداخلي، في الأول من يونيو 1955. ليوقع البلدان بعدها بأشهر قليلة بروتوكول الاستقلال الذي اعترفت بموجبه فرنسا علانية باستقلال تونس.

محطات سبقت تاريخ الاستقلال

  • يوليو 1954.. أعلن الجنرال الفرنسي مونداس فرانس استقلال تونس الداخلي.
  • فبراير 1956.. سافر الحبيب بورقيبة “مؤسس الدولة التونسية” إلى فرنسا للتفاوض حول استقلال تونس التام، ليوقع البلدان اتفاقية الاستقلال في 20 مارس 1956.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى