سياسة

دوريات مشتركة بين تركيا وروسيا في سوريا وسط تصعيد ميداني متزايد


نشر كل من الجيشين الروسي والتركي دوريات مشتركة في شمال شرق سوريا وذلك وفق بنود مذكرة التفاهم الروسية التركية فيما يأتي ذلك وسط توتر غير مسبوق في عدد من المناطق بين مجموعات مسلحة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الغرب وكذلك جهود لتقريب وجهات النظر بين أنقرة ودمشق.

ونشرت وزارة الدفاع الروسية مشاهد للدورية المشتركة في حين قال مسؤول عسكري روسي ان الدورية شملت “محافظة الحسكة بالقرب من مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا”.
وشدد على أنه “خلال ساعة واحدة قطعت القافلة العسكرية المشتركة طريقا يزيد طوله عن 30 كيلومترا وقامت بمراقبة الوضع في المنطقة المذكورة”.
ووفق الروس فقد شارك في الدورية ” أكثر من 40 عسكريا و8 قطع من المعدات العسكرية من الجانبين. كما رافقت القافلة مروحيات من طراز ‘Ka-52’ و’Mi-8’ تابعة للقوات الجوية الروسية.
كما أكد الجانب الروسي أن محادثات جرت بعد الدورية عند حاجز “شيرك” فيما ضم الرتل الروسي مركبات مدرعة من طراز “تيغر” و”تايفون ” بينما ضم الرتل التركي عربات مدرعة من طراز كيربي.

ويأتي هذا التقارب الميداني بين تركيا وسوريا على الأراضي السورية فيما تصاعدت الاشتباكات في الآونة الأخيرة بين قوات من قبائل عربية مدعومة من النظام السوري وإيران من جهة وقوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة.
ومؤخرا توصلت قوات الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية “قسد” لاتفاق برعاية روسية لرفع الحصار عن المربعات الأمنية في مدينتي الحسكة والقامشلي، مشروط بإيقاف الهجمات على نقاط قسد في دير الزور لبدء تطبيق الاتفاق.
وبدا التوتر بعد هجوم شنته القوات السورية مدعومة بـ”الدفاع الوطني” و”جيش العشائر” على مواقع لـ”قسد” بريف دير الزور الشرقي، مخلفة حركة نزوح واسعة النطاق من المنطقة.

وراقبت تركيا بشكل كبير القتال بين العشائر العربية وقسد فيما تعتبر تواجد الفصائل الكردية على الحدود تهديدا لها ما دفعها للتقارب مع النظام السوري بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان استعداده للقاء نظيره السوري بشار الأسد.
والشهر الجاري قُتل عشرة أشخاص بينهم أربعة مقاتلين على الأقلّ من الجيش الوطني السوري الذي يضم فصائل موالية لتركيا في انفجار شاحنة مفخخة الأربعاء عند حاجز تفتيش في مدينة أعزاز في شمال حلب وسط اتهامات للفصائل الكردية بالوقوف وراء الهجوم.
وشنّت تركيا عمليات عسكرية عدة داخل سوريا منذ العام 2016، استهدفت بشكل رئيسي الوحدات الكردية، التي تصنّفها “إرهابية” وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا ضدها على أراضيها منذ عقود.

وتشترط دمشق منذ العام 2022 أن تسحب تركيا قواتها التي سيطرت بفضل عملياتها العسكرية على شريط حدودي واسع في شمال البلاد وتحظى بنفوذ في شمال غربها، كمقدمة للقاء الأسد بأردوغان وعودة العلاقات تدريجيا إلى طبيعتها.
وتدخلت روسيا سنة 2015 في سوريا لدعم نظام الرئيس بشار الأسد بعد أن شارف على الانهيار.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى