سياسة

دفع أميركي لحسم الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء


 شدد ريتشارد ديوك بوكان الثالث، مرشح الرئيس دونالد ترامب لمنصب سفير واشنطن لدى الرباط، على الالتزام الأميركي الراسخ بدعم مغربية الصحراء، مؤكدا أنه سيولي أهمية بالغة لدفع كافة أطراف النزاع للقبول بمقترح الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة، ما يبعث برسالة تحذيرية إلى الجزائر وبوليساريو، باعتبارهما الطرفين اللذين لعبا دورا بارزا في إطالة أمد الصراع، للانخراط بجدية في العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة على أساس الحل المغربي.

ويعكس هذا التصريح استمرارية وتأكيدًا للموقف الأميركي التاريخي الذي أعلنه ترامب في عام 2020 بالاعتراف بمغربية الصحراء واعتبار الحل الذي تقترحه الرباط هو الأساس “الجاد، الموثوق، والواقعي” لحل النزاع.

وقال بوكان خلال جلسة عقدتها لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء للنظر في ترشيحه، إن “مبادرة الحكم الذاتي  هي الإطار الوحيد القابل للتفاوض من أجل التوصل إلى حل مقبول للطرفين”.

ويعني تعيين سفير أميركي لدى الرباط، يلتزم بدفع هذا الحل، أن الولايات المتحدة ستستخدم ثقلها الدبلوماسي لدفع بوليساريو والجزائر إلى الانخراط في العملية السياسية تحت مظلة الأمم المتحدة بناءً على مقترح الحكم الذاتي.

وأشار بوكان إلى أن “هذا الموقف هو الذي عبّر عنه وزير الخارجية ماركو روبيو، الذي جدّد في 8 أبريل/نيسان الماضي التأكيد على اعتراف الولايات المتحدة بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية ودعمها لخطة الحكم الذاتي باعتبارها السبيل الوحيد نحو حل دائم”.

وتطرق السفير الأميركي إلى ما وصفه بـ”التحالف العريق” بين واشنطن والرباط، مشددا على أن المغرب “شريك اقتصادي نموذجي”، لافتا إلى أن البلدين يرتبطان بعلاقات تجارية قوية، متعهدا بالعمل على توسيع الفرص أمام الشركات الأميركية في المغرب، لا سيما في مجالات التكنولوجيا والنقل والفلاحة والطاقة.

ويؤكد تصريح بوكان على أن موقف الولايات المتحدة من نزاع الصحراء أصبح أكثر وضوحًا وحسمًا لصالح المقترح المغربي، مما يعطي دفعة قوية للرباط على الصعيد الدبلوماسي ويضع ضغطًا أكبر على الأطراف الأخرى للمضي قدمًا نحو حل تفاوضي بناءً على هذا الأساس، ما يقلل من خيارات الجزائر وبوليساريو ويضعهما في مأزق على الساحة الدولية.

وينتظر أن تلعب وشنطن دورا بارز داخل مجلس الأمن والأمم المتحدة لدعم قرارات تتماشى مع الموقف الأميركي، والتركيز على الحل السياسي القائم على الحكم الذاتي، بدلًا من خيارات أخرى مثل أطروحة “تقرير المصير عبر الاستفتاء” التي تلاشت أمام اتساع قائمة الدول الداعمة للمبادرة المغربية. 

ويتوقع أن يؤدي هذا الدعم إلى تشجيع الاستثمارات الأميركية في الأقاليم الجنوبية للمغرب، خاصة مع التوقعات بافتتاح واشنطن قنصلية في مدينة الداخلة بالصحراء. ما من شأنه أن يعزز التنمية الاقتصادية في المنطقة ويدعم الطرح المغربي.

وتولي الولايات المتحدة أهمية بالغة لتعزيز تعاونها مع المغرب باعتباره شريكا مستقرا وموثوقا في منطقة مضطربة، كما تعول على دور المملكة في إحلال السلام والازدهار في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.

وبشكل عام، تعتبر الشراكة بين المغرب والولايات المتحدة نموذجًا فريدًا في العلاقات الدولية. وتستند إلى تاريخ طويل من الثقة والمصالح المشتركة، مما يجعل المملكة حليفًا استراتيجيًا مهمًا للقوة العظمى.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى