دبلوماسية الإمارات

إشادات دولية بدبلوماسية الإمارات


بدبلوماسية الإمارات “المتوازنة” و”الشجاعة” تجاه العديد من الأزماتتتوالى الإشادات العربية والدولية، على المستويين الرسمي والشعبي.

إشادات دولية

وقد أشاد الرئيس السوري بشار الأسد، خلال زيارته للإمارات، مساء أمس الجمعة. حيث أثنى على “دورها الكبير”، و”السياسات المتوازنة التي تنتهجها تجاه القضايا الدولية”.

تنويه جاء بعد يوم من إشادة مماثلة من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بـ”الموقف المتوازن” الذي تتخذه دولة الإمارات إزاء الأزمة الأوكرانية.

وبقوة الدبلوماسية الإماراتية استبقت الإشادتين شهادة دولية، الثلاثاء، توجت باحتلال دولة الإمارات المرتبة العاشرة عالمياً والأولى إقليمياً في قوة التأثير وفق مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2022 . الذي تعده مؤسسة “براند فاينانس” البريطانية عبر استطلاع آراء أكثر من 100 ألف شخص من 101 دولة لتقييم مختلف محاور القوة الناعمة والتأثير الإيجابي.  

إشادات وشهادات دولية رسمية وشعبية تؤكد حكمة الدبلوماسية الإماراتية وأهميتها وثقلها على المستويين العربي والدولي. وتعبر عن الثقة في سياساتها الداعمة لنشر السلام والتسامح والتعايش والخير والعطاء الإنساني التي شكلت ركائز أساسية في مسيرة دولة الإمارات.

دبلوماسية وصفها مراقبون وسياسيون بأنها دبلوماسية “شجاعة”. تقدم حلولا منطقية وواقعية تدعم الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

شجاعة وواقعية

وقام الرئيس السوري بزيارة لدولة الإمارات، مساء الجمعة، أجرى خلالها مباحثات منفصلة مع كل من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية.

وحرص الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، خلال مباحثاتهما مع الأسد، على تأكيد رغبة دولة الإمارات في اكتشاف مسارات جديدة للتعاون البنّاء مع سوريا. ورصد الفرص التي يمكن من خلالها دفع أوجه التعاون المختلفة قُدماً بما يحقق مصالح الشعبين الشقيقين. ويخدم مستهدفات التنمية الشاملة لدى الطرفين، وبما يعزز من فرص السلم والاستقرار في سوريا والمنطقة على وجه العموم.

وأعرب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال لقائه الأسد في قصر الشاطئ عن تمنياته أن تكون هذه الزيارة فاتحة خير وسلام واستقرار لسوريا الشقيقة والمنطقة جمعاء.

بدوره، أكَّد الرئيس الأسد أنَّ “الإمارات دولةٌ لها دورٌ كبير نظراً للسياسات المتوازنة التي تنتهجها تجاه القضايا الدولية“، بحسب وكالة الأنباء السورية “سانا”.

وأشار إلى أنَّ “العالم يتغير ويسير لمدةٍ طويلةٍ باتجاه حالة عدم الاستقرار. لذلك فإنّه ولحماية منطقتنا علينا الاستمرار بالتمسك بمبادئنا وبسيادة دولنا ومصالح شعوبنا“.

وتعليقا على استقبال الإمارات للأسد، قال المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات الدكتور أنور قرقاش، إن هذا الاستقبال يأتي في إطار نهج الدولة الرامي لخفض التوترات وإيجاد حلول لأزمات المنطقة عبر “خطوات شجاعة” و “سياسة واقعية”.

وتابع قائلا “الإمارات مستمرة في انتهاج سياسة واقعية تجاه خفض التوترات وتعزيز الدور العربي في مقاربة عملية لإيجاد حلول لأزمات المنطقة. إذ أن الظروف الإقليمية المعقدة تستوجب تبني منهجاً عملياً ومنطقياً. لا يقبل تهميش الجهود العربية الساعية لمواجهة التحديات وتجنب شرور الأزمات والفتن“.

ومضى قائلا “زيارة الرئيس السوري بشار الأسد تنطلق من توجه الإمارات الرامي إلى تكريس الدور العربي في الملف السوري“.

وأضاف قرقاش “كما تأتي من قناعة إماراتية بضرورة التواصل السياسي والانفتاح والحوار على مستوى الإقليم. المرحلة تحتاج خطوات شجاعة لترسيخ الاستقرار والازدهار وضمان مستقبل المنطقة ورفاه شعوبها“.

وبصفة عامة، يأت استقبال دولة الإمارات للأسد ضمن جهود إماراتية متواصلة لدعم الشعب السوري والبحث عن حل سياسي لأزمته، ودعم عودة دمشق إلى حاضنتها العربية.

وكان من أبرز تلك الجهود الزيارة النوعية، التي أجراها الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي، إلى سوريا، في 9  نوفمبر الماضي، والتي تعد الأولى لمسؤول إماراتي بهذا المستوى منذ أكثر من 10 أعوام.

الزيارة التي وصفتها دمشق بأنها “خطوة شجاعة”، بدأت تمهيد أجواء عودة سوريا المرتقبة إلى الحاضنة العربية.

وتعكس زيارة الأسد، أمس الجمعة، لدولة لإمارات العديد من الدلالات من بينها، إدراكه جيدا أن أبواب دولة الإمارات التي فتحت أمامه، ستكون بداية لفتح الكثير من الدول العربية أبوابها اقتداء بها ودعما لتوجهاتها الداعمة للتضامن العربي وحل الأزمة السورية، إذ أن سياسة دولة الإمارات دائما ما تكون ملهمة للعديد من الدول العربية التي تثق في رجاحة رؤيتها وحكمة قيادتها.

كما أن الزيارة تحمل بعدا لافتا، يتمثل في أنها تأتي بالتزامن مع ذكرى اندلاع الأزمة السورية منتصف مارس عام 2011، في رسالة ضمنية في هذا التوقيت بأن سوريا بدأ تتلمس الخطى لحلول لتلك الأزمة، وأن الأسد يدرك جيدا أن زيارة دولة الأمارات ستكون محطة فارقة على طريق حل تلك الأزمة.

وبالإضافة إلى ذلك، تأتي الزيارة قبل نحو 7 شهور من القمة العربية المقبلة المقررة في الجزائر مطلع نوفمبر المقبل.

وتفتح زيارة الأسد لدولة الإمارات، مجددا الباب أمام احتمال عودة سوريا إلى مقعدها الشاغر في الجامعة العربية، بعد أن علّق وزراء الخارجية العرب في اجتماع طارئ نهاية نوفمبر 2011 عضوية سوريا في الجامعة العربية، عقب اندلاع أزمتها.

الأزمة الأوكرانية

وجنبا إلى جنب مع جهودها لحل الأزمة السورية، تتواصل الجهود الإماراتية على أكثر من صعيد للدفع بحل سياسي سلمي لإنهاء الأزمة الأوكرانية التي تقض مضاجع العالم في الوقت الراهن.

ويعزز فرص نجاح تلك الجهود في تحقيق أهدافها موقف دولة الإمارات المتزن والمتوازن من الأزمة، وعلاقتها القوية بطرفي الأزمة ( روسيا وأوكرانيا). وسعيها للدفع بحل عقلاني واقعي سلمي، يستند على قواعد القانون الدولي، التي تقضي باحترام سيادة الدول، مع عدم إغفال الجانب الإنساني في الوقت نفسه.

وضمن أحدث تلك الجهود، جاءت زيارة الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي إلى روسيا الخميس الماضي، ومباحثاته مع نظيره الروسي سيرجي لافروف.

ورحب الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، بجهود الوساطة المبذولة لتقريب وجهات النظر وتغليب الأمن والسلم في أوكرانيا.مطالبا بـ”وصول المساعدات الإنسانية لمن يحتاجها في أوكرانيا دون عوائق”.

وأكد ثقته في “قدرة الأطراف على تغليب الحل السياسي في أوكرانيا”. وأعرب عن استعداد بلاده “للتواصل مع الأطراف كافة للتوصل لوقف إطلاق نار“.

كما أكد أن “دولة الإمارات ستظل شريكا دوليا فاعلا، وسنسعى مع روسيا للتوصل لحل يدعم الاستقرار في المنطقة والعالم”.

موقف دولة الإمارات الساعي لبحث عن حل سلمي صادق ومنطقي وسريع للأزمة بدلا من تعقيدها، كان واضحا جليا أمام أطراف الأزمة. لذلك، أعرب وزير الخارجية الروسي، عن شكره لموقف دولة الإمارات المتوازن والموضوعي تجاه قضية أوكرانيا.

موقف الإمارات المتزن والمتوازن من الأزمة سبق أن عبرت عنه في أكثر من مناسبة، ويستند على ضرورة التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بالحوار وبالطرق الدبلوماسية، مع ضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي، وميثاق الأمم المتحدة.

ومنذ بدء الأزمة قبل 24 يوما، أكدت الإمارات أهمية الإبقاء على قنوات اتصال وحوار لإيجاد حلول سلمية تقدم حلولا سريعة، لاسيما وأن تعقيد الأزمة والبحث عن حل عسكري لها لن يكون في مصلحة الطرفين والاستقرار والسلم الدوليين بشكل عام، مع الأخذ في الاعتبار حجم قوة روسيا عسكريا وسياسيا.

وتملك دولة الإمارات تاريخا حافلا في نشر السلام وترسيخ الاستقرار حول العالم، زودها بخبرات كبيرة تؤهلها للتدخل والوساطة عبر حلول دبلوماسية واقعية تحل الأزمات وتحمي المدنيين، وذلك في إطار احترام وتطبيق القوانين الدولية ومراعاة الأوضاع الإنسانية.

تلك الوساطة تتطلب حيادا إيجابيا، ومواقف متوازنة، تتيح لها لعب دور إيجابي يساهم في حل الأزمة عبر فتح قنوات حوار وتفاوض تقود نحو تقريب وجهات النظر، وهو ما يظهر جليا في تحركاتها المتواصلة لحل الأزمة، بما فيها زيارة وزير الخارجية الإماراتي إلى روسيا.

تلك الجهود ظهرت جلية أيضا في المباحثات المتواصلة التي يجريها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية بنفسه منذ بدء الأزمة .

أحدث تلك المباحثات، جرت في أبوظبي الأربعاء، وجمعت الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا، وتناولت مستجدات الأزمة الأوكرانية وتداعياتها الإنسانية،  وتم خلال التأكيد على أهمية تكثيف الجهود الدولية لدعم الأوضاع الإنسانية للمدنيين.

وجدد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال المباحثات، دعوة دولة الإمارات إلى ضرورة اللجوء إلى السبل السلمية والدبلوماسية لتسوية مختلف النزاعات والخلافات والملفات بين الدول بما يخدم الأمن والاستقرار والسلم الإقليمي والدولي.

شهادة دولية

جهود دبلوماسية الإمارات التي تترأس مجلس الأمن الدولي لشهر مارس الجاري، لنزع فتيل التوتر المندلع في عدة مناطق بالمنطقة والعالم، كان جليا أيضا أمام شعوب العالم.

لذلك، احتلت دولة الإمارات المرتبة العاشرة عالمياً والأولى إقليمياً في قوة التأثير وفق مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2022، الذي تعده مؤسسة “براند فاينانس” البريطانية عبر استطلاع آراء أكثر من 100 ألف شخص من 101 دولة لتقييم مختلف محاور القوة الناعمة والتأثير الإيجابي.

وضمن محاور القوة الناعمة، حققت دولة الإمارات تقدماً ملحوظاً في محور العلاقات الدولية، مدعومة بسمعتها القوية كواحدة من الدول المؤثرة على المستوى الدبلوماسي فضلاً عن سمعتها الطيبة في مساعدة الدول، حيث جاءت في المركز 11 بعد أن كانت في المركز 16 عام 2021.

وجاءت دولة الإمارات في المركز العاشر عالمياً والأول إقليميا في مؤشر قوة التأثير. وفي المركز العاشر عالمياً في التأثير في المجال الدبلوماسي، و11 عالمياً في العلاقات الدولية، والمركز 20 عالمياً في مؤشر السمعة الإيجابية.

ويأتي هذا التتويج في وقت يجني فيه العالم ثمار جهود دولة الإمارات الشجاعة في نشر السلام منذ توقيع معاهدة تاريخية مع إسرائيل منتصف سبتمبر 2020. ضمن مسيرة توجت بزيارة تاريخية لرئيس إسرائيل إسحاق هرتسوغ لدولة الإمارات نهاية يناير لماضي.

كما يأتي فيما تتسارع الإمارات الخطى لتنفيذ “مبادئ الخمسين” التي تعد خارطة طريق استراتيجية لتحقيق الريادة بمختلف المجالات. وصولا لتحقيق هدفها في “مئوية الإمارات 2071” بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.

Exit mobile version