خلافات بين المشري والدبيبة والسبب ضربات الطيران المسيّر
أثارت ضربات للطيران المسيّر على مدينة الزاوية الليبية خلافا بين رئيسي مجلسي النواب والأعلى للدولة من جهة ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها من جهة. حيث اتهم خالد المشري خصمه عبدالحميد الدبيبة بتوظيف ذلك لإرهاب خصومه السياسيين.
وأعلن المشري في بيان نشره المجلس عبر صفحته على فيسبوك مساء الجمعة رفضه توظيف الدبيبة، بصفته وزيرا للدفاع لسلاح الطيران المسير “لتصفية حسابات سياسية ضد أطراف مختلفة معه سياسيا بحجة نبيلة كمكافحة الجريمة”.
وجاء بيان المشري غداة استهداف حكومة الدبيبة مدينة الزاوية غرب العاصمة طرابلس. بضربات جوية قالت إنها استهدفت تجمّعات لتهريب الوقود والاتجار بالمخدرات والبشر.
وذكر المشري أن “تهريب النفط والوقود يتم على مستوى كبير وواسع وبشكل شبه رسمي عن طريق شخصيات ومستشارين لرئيس الحكومة”.
ولفت إلى أن القصف “جاء بعد أيام قليلة من حراك شباب وأهالي الزاوية الرافض لانتشار الجريمة وتقصير الحكومة. الذي نتج عنه تشكيل لجنة من الحكماء والأعيان والجهات العسكرية والأمنية وشباب الحراك لإطلاق خطة لمكافحة الجريمة والتهريب”.
وتعانى مدينة الزاوية من انفلات أمني مستمر منذ فترة طويلة، بسبب تنافس الميليشيات المسلحة داخلها والموالية لحكومة الوحدة الوطنية المؤقتة برئاسة الدبيبة على مناطق النفوذ والسيطرة.
وتم خلال الأيام الماضية، على بعد 45 كيلومتراً غرب العاصمة الليبية طرابلس، العثور على جثة شاب تعرض للاختطاف شرق المدينة. وكانت مدينة الزاوية شهدت خلال الأيام الماضية خروج مسيرات احتجاجية تطالب بإخراج الميليشيات المسلحة التي يحملونها مسؤولية تفشي الجريمة.
وبحسب المشري جرى “القصف بدون علم المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، وبدون علم رئاسة الأركان والمنطقة العسكرية الغربية واللجنة العسكرية والأمنية التي تم تشكيلها مؤخرا”.
وطالب المشري المجلس الرئاسي بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي بسحب صلاحيات الطيران المسير وقيادته من رئيس الحكومة، متهما الأخير باستغلال الطيران لإرهاب خصومه السياسيين ومواجهتهم.
ونفى المشري وجود أي علاقة لتركيا مع إدارة الطيران. وأكد أن الطيران المسير يدار بشكل مباشر من قبل وزير الدفاع الدبيبة. الذي اتهمه أيضا بتسويق هذا الأمر من أجل الزج بالحليف التركي في الصراع الداخلي، مبديا رفضه وجود أي إشارة من أي طرف تمس بحياد تركيا.
وقصف طيران مسير يتبع حكومة طرابلس الخميس عدة مواقع بمدينة الزاوية، من ضمنها منزل عضو مجلس النواب “علي أبوزريبة”.
وتعليقا على ذلك، أصدرت هيئة رئاسة مجلس النواب بيانا الجمعة عبرت فيه عن قلق المجلس الشديد من استهداف منزل أبوزريبة.
كما استنكر المجلس الاعتداء على المدنيين والمنشآت المدنية.
وقال المجلس إن “مثل هذه الأفعال تشكل خطراً على حياة المواطنين وتزيد من حالة الاحتقان وزعزعة الوضع الأمني والفوضى، وتفشل مساعي استتباب الأمن وإجراء الانتخابات”.
ودعا المجلس “الجميع للتهدئة وتحكيم لغة العقل، والحفاظ على أرواح المواطنين والممتلكات العامة والخاصة”.
وخلال الأيام الماضية شهدت مدينة الزاوية مظاهرات مناهضة لـ”وجود تشكيلات مسلحة وسط الأحياء السكنية، وممارسة بعضها عمليات إجرامية”، وفق بيانات أصدرها المحتجون.
وقد تعهدت حكومة الدبيبة خلال لقاء مع وفود أهلية من الزاوية بالعمل سريعا على الاستجابة لمطالب أهالي المدينة، وبالفعل أعلنت عن تشكيل خلية أزمة، لكن لا شيء تحقق حتى الآن.
وتعتبر منطقة أبوصرة بالزاوية وميناء الماية من مناطق نفوذ تابعة لقوات مسلحة معارضة لحكومة الدبيبة بشكل علني. ولا تنضوي تلك المجموعات تحت حكومة طرابلس، بل لا تزال ترفض منذ فترة طويلة استمرار الدبيبة الذي تعتبره مدعوما من قبل تركيا في منصب رئاسة الوزراء.
ومدينة الزاوية الواقعة على بعد 40 كيلومترا غرب طرابلس تعد ثالث أكبر مدن الغرب الليبي من حيث المساحة والسكان، وتقع فيها أكبر مصفاة نفط ليبية، وتنشط فيها منذ عام 2011 عدة عصابات تختص بتهريب الوقود المدعوم، والمهاجرين غير الشرعيين، وتجارة المخدرات.