سياسة

خطاب ملك المغرب: هادئ وجريء


أكد محللون مغاربة على أن العاهل المغربي وضع النقاط على الحروف في خطابه بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء.

ويحتفي المغاربة في السادس من نوفمبر من كل عام، بذكرى المسيرة الخضراء، وهي مسيرة سلمية نفذها المغاربة عام 1975، بتوجيه من العاهل المغربي الراحل الحسن الثاني، لتحرير الأقاليم الصحراوية للمملكة من الاستعمار الإسباني.

خطاب هادئ وجريء

ووصف حسن بلوان، الخبير في العلاقات الدولية، الخطاب بـ”الهادئ والجريء”. مشدداً على أنه يكتسي أهمية بالغة بحكم الأحداث والمستجدات التي تعرفها قضية الصحراء المغربية، والتي انخرط فيها العرش الشعب في تلاحم منقطع النظير.

وأوضح بلوان أن هذا الخطاب جاء واضحا شفافا بما يبعث الثقة والطمأنينة في نفوس جميع المغاربة والشعوب المغاربية الأخرى التي وجه لها العاهل المغربي التحية تعبيرا عن مشاعر التعاون والتآزر بين دول المغرب الكبير.

ولفت إلى أن الخطاب كان هادئا كعادته، جريئا في مواقفه شجاعا في مبادراته، إذ دعا شركاء المغرب الدوليين إلى المزيد من المواقف الواضحة حول قضية الصحراء المغربية، على اعتبار أن الرباط منخرطة بنية صادقة في الجهود الأممية ومتشبثة بالمسار الأممي ووقف إطلاق النار.

ونوه المتحدث بعدم انجرار الخطاب الملكي للاستفزازات التي تقوم بها جهات متعددة ضد المملكة المغربية، مُعتبراً أن في ذلك تشبثا من المملكة بموقفها الثابت والداعم للحلول السلمية بعيدا عن السلاح والفرقة.

إشارات واضحة

لحسن أقرطيط، الأستاذ الجامعي، أكد بدوره أن الخطاب الملكي بعث إشارات واضحة إلى أكثر من جهة بشأن ملف الصحراء المغربية.

وأوضح أقرطيط أن أول الرسائل كانت بشأن المفاوضات، حيث أكد الملك استعداد بلاده للانخراط كما كانت دائما في  مسلسل المفاوضات تحت رعاية أممية، لكنه في نفس الوقت شدد على أن مغربية الصحراء خط أحمر بالنسبة للمملكة.

وأضاف المتحدث أن الملك اعتبر أن المفاوضات هي حول حل سياسي واقعي وعملي لنزاع مفتعل حول مغربية الصحراء، وشدد على التزام المغرب بالمسار الأممي من خلال دعمه المبعوث الأممي دي ميستورا.

الملك أرسل إشارة أخرى تتمثل في رفض المغرب للأعمال التخريبية والعدوانية، وذلك في احترام تام للمقتضيات الدولية والإشراف الأممي، وهذا حينما أشاد بدور الجيش في الدفاع عن أمن وأمان المملكة والذي تمثل في تأمين معبر الكركرات الحدودي بعدما أخطر المجتمع الدولي بالتهديدات التي يتعرض لها أمن واستقرار المنطقة من طرف البوليساريو.

الرسالة الأخرى التي وجهها العاهل المغربي، وتتعلق بالمواقف الدولية تُجاه ملف الصحراء، مورداً في هذا الصدد الحركية الدبلوماسية التي تعرفها المنطقة، مُقدرا جهود شركاء البلاد في دعم مغربية الصحراء، وداعياً في نفس الوقت باقي الشركات إلى اتخاذ مواقف واضحة بشأن هذا النزاع المفتعل.

وختم المتحدث بالقول: “أعتقد أهم الرسائل وأكثرها وضوحا، وهي تلك التي مفادها أن المغرب سيبني سياسته الخارجية في كل ما يتعلق بالتحالفات والشراكات بناء على هذه المواقف وبناء على مبدأ السيادة الذي يشكل بوصلة الدبلوماسية المغربية، وهنا رسالة مهمة في أكثر من اتجاه”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى