خطاب الجزيرة اليومي
لست خبيراً في علم النفس أو علم الاجتماع حتى أُشخِص أو أُفصِل في الحالة السيكولوجية الخاصة بقناة الجزيرة، ولكن من متابعة بسيطة بموضوعات الخطاب اليومي للجزيرة وجدتها تصنف أخبارها وموضوعاتها السياسية إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أخبار مسيئة للسعودية وتشويه وتزوير متعمد لها، وتقدم لها نصف النشرة الإخبارية ما لم تكن هناك أخبار عاجلة جديدة.
القسم الثاني: عن الإمارات ومصر والبحرين وتفرد لها ربع النشرة.
القسم الثالث: ثناء للإخوان وتركيا ودفاع عن إيران؛ حيث تقدم لهذا الجزء الربع الأخير من النشرة مع مجموعة من الأخبار المتنوعة والمتفرقة وأخرى اجتماعية، والقليل منها يخص الثقافة والرياضة والصحة.
مما سبق يظهر أن الطاغي في أخبارها ما يتعلق بالشأن السعودي (السلبي)، وإذا لم تجد تحاول فبركة قصص وأفلام وحكايات وتحليلات وسيناريوهات توافق هواها وهوى بعض المغفلين من الإخوان والمستعربين المتابعين لها.
الكثير يرى أن كل الموضوعات وأي نشاط يمارسه إعلام الحمدين يساعد على عدم استقرار السعودية يعتبر من باب الرزق والمعيشة التي يتكسب منها العاملون في القناة، ولكن هل تساءل أحد العاملين يوماً في هذه القناة عن السبب وراء كل هذا الحقد على السعودية أم هم في الأصل شركاء في هذا المشروع التدميري للمنطقة وتم انتدابهم من أجله؟ فمن الواضح أن النشاط المحموم للعاملين في وسائل إعلام الدوحة لصالح الأجندة القطرية أصبح مبالغاً فيه، حتى أن نشاطهم وحماسهم يفوق القطريين أنفسهم بمراحل، وأصبح عندهم هوس ووسواس قهري يسمى السعودية.
يمكن القول أيضاً إن اسم السعودية يرعبهم ويعتبر الكابوس الأكبر لهم، وكأنها هي من تتآمر على العرب وليس هم من يفعل ذلك علناً، ومن ثم يجب مهاجمتها بشتى الطرق والوسائل الشرعية وغير الشرعية.
هل تتوقعون أن المسألة مبدأ ولا تقتصر على المال مثلاً؟!
أكاد أجزم بأن من يعملون في قناة الجزيرة القطرية لا تعنيهم ولا تهمهم قضايا العرب والمسلمين، إنما هم مَطّيَة يمتطونها ما دامت قادرة على تحقيق أهدافهم الشخصية وأهداف جماعة الإخوان المتأسلمين أو حزب الشيطان.
لهذا نستطيع أن نؤكد أن قناة الجزيرة تحقق أعلى نسبة مئوية في الكراهية وبث الفتنة في خطابها اليومي، الذي تقدمه للناس على مستوى منطقة الشرق الأوسط وربما العالم، بل إنها أصبحت تمثل لدى البعض خارطة طريق للكراهية أكثر من كونها خارطة سلام واندماج بعدما أعمت أعينهم عن إنجاز أوطانهم.
فإن الاستراتيجية الإعلامية القطرية المتبعة لفك أزمتها تعتمد على إلحاق الضرر بالدول الأربع بالأخبار الكاذبة، والتي حوّلتها إلى صاحبة قضية يتيمة وأسطوانة مكررة ومشروخة أفقدها الاهتمام الدولي نتيجة هذه الاستراتيجية، وهو ما يساعدها للتخلي عن نرجسيتها، على الرغم من أنها ما زالت تكابر!
ولأن أي مجتمع -كما المجتمعات العربية- تتكون من شرائح مختلفة وثقافات متعددة فإن الخطاب اليومي الذي تبثه قناة الجزيرة للناس لا يعكس ولا يوافق كل توجهاتهم وأهوائهم، مما يجعلها منبوذة وغير مرحب بها في أغلب المنازل، فارتباط الفرد بالإعلام يعتمد بما يشعر به هو نفسه داخل حياته اليومية أو من خلال تعامله مع أقرانه وجيرانه، وعلاقته مع البشر المحيطين به، وينجم عن ذلك درجات التفاعل بين الفرد ومحيطه الذي يرفض الإساءة إلى وطنه ومجتمعه مهما كانت المسببات التي يشاهدها عبر الخطاب اليومي السلبي، وهو ما يُوجِد رفضاً تاماً للقناة من المجتمع السعودي كما في بقية الخليج وبعض الدول العربية، امتثالاً لعشقه وحباً لوطنه وقيادته، ولمنظومة القواعد والقيم التي تربى عليها منذ الصغر.
نقلا عن العين الإخبارية