حماس توقف مفاوضات الهدنة بعد محاولة اغتيال الضيف
قررت حركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية (حماس) تعليق المفاوضات التي تتوسط فيها الدوحة والقاهرة وتدعمها واشنطن لوقف النار في غزة ، وفق ما أكد مسؤول كبير في الحركة في ما يبدو رادا على محاولة اغتيال محمد الضيف قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة في هجوم قتل وأصيب فيه عشرات الفلسطينيين، بينما حمل الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحركة مسؤولية استمرار الحرب في أحدث مؤشر على تصاعد الخلاف بين حركتي فتح وحماس.
وقال القيادي في حماس إن “رئيس المكتب السياسي إسماعيل هنية، أبلغ الوسطاء وبعض الأطراف الإقليمية خلال جولة اتصالات ومحادثات هاتفية بقرار وقف المفاوضات، بسبب عدم جدية الاحتلال وسياسة المماطلة والتعطيل المستمرة وارتكاب المجازر بحق المدنيين العزل”.
ويأتي قرار حماس بينما ذكر راديو ‘كان’ الإسرائيلي أمس السبت أن رئيس الموساد ديفيد بارنياع سيسافر خلال الأيام القليلة القادمة إلى العاصمة القطرية الدوحة من أجل خوض جولة أخرى من المحادثات لإطلاق سراح المحتجزين.
وقبل قرار حماس وقف المفاوضات، ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أنه لا يبدو أن خطط المفاوضات غير المباشرة بوساطة كل من الدوحة والقاهرة والولايات المتحدة، قد تم إلغاؤها في الوقت الحالي بسبب المحاولة الإسرائيلية الأخيرة لاغتيال محمد الضيف في غارة جوية.
وقتل ما لا يقل عن 90 شخصا وأصيب المئات في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مخيما للاجئين في جنوب قطاع غزة. وأصيب ما لا يقل عن 300 شخص في الهجوم على مخيم المواصي عندما تم استهداف خيام النازحين. وذكرت مصادر طبية في قطاع غزة أن العديد منهم أصيبوا بجروح خطيرة ويواجهون خطر الموت.
وقبل ذلك بساعات، قصف الجيش الإسرائيلي موقعا مسيجا في المنطقة الإنسانية بين خان يونس والمواصي، والذي زعمت إسرائيل أنه يستخدم كقاعدة لمسلحي حماس.
وتعثرت مفاوضات الهدنة والرهائن الإسرائيليين منذ أشهر في الوقت الذي يسعى فيه الوسطاء إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتبادل المحتجزين المتبقين لدى حماس مقابل الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وقال الرئيس الفلسطيني إن إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولتان عن هجوم منطقة المواصي بقطاع غزة أمس السبت، محمود عباس (أبومازن) المدعوم من الغرب ألقى بالمسؤولية أيضا على حماس في الحرب المستمرة في القطاع.
وتشير تصريحاته إلى تصاعد التوتر بين حركة فتح التي يتزعمها وحركة حماس التي اتهمت الرئيس الفلسطيني بالانحياز إلى جانب إسرائيل.
وقالت إسرائيل إن هجوم المواصي كان يهدف إلى قتل قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف ومساعده. ونفى نائب رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية لقناة الجزيرة مقتل الضيف، مضيفا “نقول لنتنياهو إن محمد الضيف يسمعك الآن ويستهزئ بمقولاتك الكاذبة”.
وقال أبومازن في بيان نشره مكتبه “إن الرئاسة الفلسطينية تدين هذه المذبحة وتحمل الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عنها وكذلك الإدارة الأميركية التي توفر كل أنواع الدعم للاحتلال وجرائمه”.
لكن عباس الذي تحتفظ سلطته بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، حمل حماس أيضا بعض المسؤولية. واندلعت أحدث حرب والمستمرة منذ تسعة أشهر في غزة عقب هجوم الحركة الفلسطينية على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وجاء في بيان للرئاسة الفلسطينية “تعتبر الرئاسة حركة حماس بتهربها من الوحدة الوطنية وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال شريكا في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة بكل ما تتسبب به من معاناة ودمار وقتل لشعبنا.”.
وتدير حماس قطاع غزة منذ انتزاعها السيطرة عليه من موالين لعباس في عام 2007.
وقال سامي أبو زهري المسؤول الكبير في حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ 2007 “هذه التصريحات تعني أن السلطة اختارت أن تكون في خندق الاحتلال والمساهمة في الضغوط التي تمارس ضد المقاومة”، مضيفا “هذا السلوك لن يفلح في ابتزاز المقاومة أو الضغط عليها”.
وفشلت جهود الوساطة العربية بقيادة مصر حتى الآن في تحقيق المصالحة بين الجانبين.
وقال باسم نعيم القيادي في حماس الذي شارك في محادثات المصالحة السابقة مع حركة فتح إن عباس هو المسؤول عن الفشل في التوصل إلى اتفاق وحدة. مضيفا أن تصريحاته “تحول السلطة ورئاستها إلى شريك مع الاحتلال في الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني بحق شعبنا ليس في غزة فقط ولكن في كل الأراضي الفلسطينية”.