متابعات إخبارية

حصار روسي في كورسك: «أسهم الأرض» تلعب دورًا حاسمًا في مفاوضات الحرب


توازنات الأرض وحدها من يحدد شروط المفاوضات في زمن الحروب، وهذا ما يبدو أن روسيا تعمل على تحقيقه استعدادا لجميع الاحتمالات.

واليوم السبت، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها استعادت 3 قرى كانت تسيطر عليها القوات الأوكرانية في منطقة كورسك بجنوب البلاد، حيث تتراجع قوات كييف منذ أسابيع.

وأكدت الوزارة استعادة قرى فيكتوروفكا ونيكولاييفكا وستارايا سوروتشينا.

ومنذ أشهر، يعمل الجيش الروسي على طرد القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الحدودية التي توغلت فيها قوات كييف الصيف الماضي. واستعادت موسكو حتى الآن ثلثي المساحة التي استحوذت عليها أوكرانيا.

وبحسب موقع “ديبستايت” المتخصص المقرب من الجيش الأوكراني، فإن التقدم الروسي جاء إثر “اختراق” خطوط الدفاع الأوكرانية قرب بلدة سودجا التي تسيطر عليها كييف.

وقال الموقع الذي يبلغ عد متابعيه 800 ألف مشترك عبر تطبيق تليغرام: “غادرت إحدى وحداتنا موقعها. وبعد ذلك عزز العدو قواته ونفذ عمليات هجومية ممنهجة … وها هي النتيجة”.

وقال مصدر عسكري في مقابلة مع صحفية “برافدا أوكراينسكا”، إن الجنود الأوكرانيين يعملون على الحفاظ على مواقعهم لكن القوات الروسية “قطعت خطوط الإمداد كليا”.

وكتب الناشط الأوكراني سيرغي ستيرنينكو الخميس يقول إن “الوضع اللوجستي في منطقة كورسك يتدهور بسرعة وهو حرج بالفعل”.

وأضاف في منشور على منصة إكس نقلا عن معلومات من وحدات الجيش في المنطقة، أن “الطرق اللوجستية إلى سودجا تحت السيطرة الكاملة لنيران العدو”.

«انقلاب جديد»

في تبدل جديد للبوصلة، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجمعة أنه سيفرض عقوبات جديدة على روسيا إذا واصلت “قصف” أوكرانيا ورفض السلام.

لكنّه حيّد في موقفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وذلك بعد ضربات روسية جديدة بصواريخ ومسيّرات استهدفت مدنا ومنشآت أوكرانية.

وكتب ترامب على منصته “تروث سوشيال” يقول: “نظرا إلى أن روسيا تقصف أوكرانيا حاليا في ساحة المعركة، أفكر بقوة في فرض عقوبات مصرفية واسعة النطاق وعقوبات ورسوم جمركية على روسيا إلى أن يتم التوصل لوقف إطلاق نار ولاتفاق تسوية نهائي بشأن السلام”.

لكن في موازاة ذلك، حجبت واشنطن “موقتا” عن أوكرانيا لقطات أقمارها الاصطناعية، وفق ما أعلن الجمعة متحدث باسم الوكالة الوطنية للاستخبارات الجغرافية المكانية.

وكان مدير وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف قد أعلن الأربعاء أن الولايات المتحدة “أوقفت” تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا.

وبالنسبة إلى الجيش الأوكراني، يوازي الدعم الاستخباري الأمريكي بأهميته العتاد العسكري الذي يتم إمداده به في إطار التصدي للقوات الروسية.

ويأتي توقيف الدعم الاستخباري لأوكرانيا بعد تعليق إدارة ترامب تسليم مساعدات عسكرية أمريكية لكييف إثر المشادة بين ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض.

وشنّت روسيا الجمعة هجمات بأسراب من الطائرات المسيرة والصواريخ مستهدفة بنى تحتية للطاقة في أوكرانيا.

ورغم ذلك، قال ترامب إنه يجد التعامل مع روسيا “أسهل” من التعامل مع أوكرانيا في إطار الجهود الرامية إلى إنهاء الحرب وإنه يثق بأن بوتين “يريد وضع حدّ للحرب”.

وصرّح ترامب: “أصدّقه. بصراحة أجد التعامل مع أوكرانيا أكثر صعوبة وهم لا يملكون الأوراق. قد يكون التعامل مع روسيا أسهل”.

«في أقرب وقت»

كرّر الرئيس الأوكراني المتوترة علاقاته مع واشنطن على خلفية تبنيها الرواية الروسية لأسباب النزاع، دعوته إلى هدنة في الجو والبحر الجمعة.

ورأى في الغارات الأخيرة التي وقعت في خضمّ مباحثات بشأن وقف محتمل لإطلاق النار دليلا جديدا على قلّة استعداد موسكو لخوض مسار سلام.

وكتب زيلينسكي على إكس “الخطوات الأولى لإرساء سلام حقيقي يجب أن تكون إجبار المصدر الوحيد لهذه الحرب، أي روسيا، على إنهاء هذه الهجمات”، داعيا إلى “وقف” استخدام “الصواريخ والمسيرات البعيدة المدى والقنابل” الجوية.

وقال زيلينسكي في خطابه اليومي الذي يبثّ على شبكات التواصل الاجتماعي “جرى عمل مكثّف مع طاقم الرئيس ترامب طوال اليوم على مستويات عدّة مع مكالمات عدّة. والعنوان واضح: السلام في أقرب ما يمكن”.

ويزور زيلينسكي الإثنين السعودية للقاء ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، عشية لقاء من المقرر أن يُعقد في الأسبوع المقبل بين وفد أمريكي وآخر أوكراني.

ويرمي اجتماع الوفدين الأمريكي والأوكراني إلى تحديد “إطار اتفاق سلام ووقف لإطلاق النار”، بحسب الموفد الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى