سياسة

حصار الحوثيين وزراعة الألغام يدفع اليمنيين للعودة قرونا للوراء


عقب قطع مليشيات الحوثي للممرات الإنسانية وتفخيخها بالألغام، لجأ آلاف المواطنين القاطنين في حدود البيضاء وشبوة لاستخدام الدواب كوسيلة نقل. ما يعيد اليمن إلى قرون للوراء.

حصار المدنيين

وفرض الحوثيون للأسبوع الثالث على التوالي، حصارا على أكثر من 20 ألف مدني بقرى مديريتي “ناطع” و”نعمان” في محافظة البيضاء. بعد زرعهم للطرق والحدود مع شبوة بشبكة من الألغام والعبوات خشية تقدم قوات لعمالقة الجنوبية.

وضمن مساعي الأهالي لكسر حصار المليشيات الحوثية، استخدم المدنيون ظهور “الحمير” لنقل المؤن والغذاء وحاجياتهم واختراق الطرق الجبلية الوعرة.

تلغيم الطرقات وقطع الاتصالات والانترنت

وقال مصدر إن مليشيات الحوثي المدعومة من إيران قامت بتفخيخ الطرقات ما أدى لعزل عشرات القرى عن الأسواق الرئيسية. خصوصا تلك الواقعة في بيحان بمحافظة شبوة المحررة حديثا التي يعتمد عليها الأهالي منذ سنوات لشراء الغذاء والدواء.

وعمدت كذلك مليشيات الحوثي إلى قطع شبكات الاتصالات والإنترنت ما يستهدف حجب جرائمها الإنسانية، طبقا لذات المصدر.

نفاذ المخزون الغذائي

علي محمد أحمد الضريبي، مواطن يمني، قال إن الحظر الحوثي بالكامل لتنقل السكان، عبر الممرات إلى أسواق البيضاء وبيحان. تسبب بنفاذ المخزون الغذائي وبعض الاحتياجات الأساسية. مشيرا إلى أن المليشيات أغلقت كل الممرات من الأسواق الرئيسية إلى ناطع ونعمان ومنعت حالة الخروج والدخول. في عقاب جماعي يهدد بكارثة إنسانية.

وكانت مليشيات الحوثي قد فجرت، مطلع يناير الجاري، كافة الجسور وطرق العبور الصغيرة في الممرات الإنسانية الجبلية. الرابطة بين محافظتي شبوة والبيضاء بما عقبتي “القنذع” و”الحلحل” التي تعد شرايين أساسية للمدنيين.

نداء استغاثة

هذا، وأطلق السكان نداء استغاثة لإنقاذهم من سطوة الجوع فيما كتب عديد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي “ناطع تحت الحصار”.

وقال مدير عام مديرية ناطع مسعد الصلاحي، على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن مليشيات الحوثي استخدمت السكان كدروع بشرية. وزرعت الألغام على الطرق المؤدية إلى مديرية بيحان شبوة المتاخمة.

وأضاف أن الغذاء والدواء بات على وشك النفاد لدى السكان، في ظل الحصار المستمر للأسبوع الثالث ومنع المليشيات للمدنيين من النزول للتسوق. لافتا إلى استخدام الحوثي طريق البيضاء العام للإمداد العسكري ومنع تحرك المدنيين فيها. ما فاقم الوضع الإنساني ويهدد السكان بموت جماعيا.

وطالب الصلاحي بفك الحصار عن أبناء مديرية ناطع التي يقطنها أكثر من 12 ألف نسمة، مشيرا إلى حصار مماثل يواجهه أكثر من 10 آلاف آخرين في مديرية نعمان المجاورة، حيث يعيش السكان في عزلة عن العالم.

إدانة حكومية

واستنكرت الحكومة اليمنية بأشد العبارات حصار مليشيات الحوثي وقطعها للممرات الإنسانية بين البيضاء وشبوة. حيث قال وزير الإعلام معمر الإرياني إن مليشيا الحوثي الإرهابية قامت بزراعة الألغام بكثافة في الطرق الرئيسية والفرعية الرابطة بين مديرية بيحان بمحافظة شبوة والمديريات المتاخمة في محافظة البيضاء، ومنع حركة المواطنين في تلك المناطق.

وأدت زراعة الألغام بكثافة في الطرق الواصلة من البيضاء إلى بيحان بشبوة في شل حركة المواطنين بشكل كامل، وفرض حصار مطبق على قرابة 12 ألف من أبناء مديرية ناطع، وقرابة 10 آلاف من أبناء مديرية نعمان، وفقا للمسؤول اليمني.

وأشار الإرياني في سلسلة تدوينات على حسابه في موقع التوصل الاجتماعي “تويتر”، إلى سياسة التعتيم الحوثية بقطع شبكة الاتصالات عن المديريتين للأسبوع الثالث على التوالي.

وطالب المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي بإدانة الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الحوثي بحق المدنيين وعلى رأسها جريمة زرع الألغام بشكل عشوائي، والعمل على تصنيف الجماعة “كيان إرهابي” وملاحقة ومحاكمة قادتها باعتبارهم “مجرمي حرب”.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى