سياسة

جسور الخير الإماراتية تمتد سنداً وعوناٌ للأشقاء في فلسطين


منذ تأسيسها على يد سمو الشيخ زايد آل نهيان، عملت دولة الإمارات العربية على مد جسور العون والسند للقضية الفلسطينيين. والوقوف إلى جانب الفلسطينيين ودعمهم في شتى مجالات الحياة، لتوفير حياة كريمة لهم، في ظلّ الظلم الواقع المفروض عليهم. والتاريخ يشهد على جملة من المواقف الراسخة بهذا الخصوص.

مواقف راسخة على مر عقود

كانت الإمارات من أوائل الدول التي اعترفت بدولة فلسطين بعد اعلان الاستقلال عام 1988. ومن أوائل الدول التي افتتحت لديها مكتب تمثيل لمنظمة التحرير الفلسطينية العام 1968.

وكانت ومازالت الإمارات حاضرة في مناسبات عديدة، لدعم قضية فلسطين وأحداثها المتتالية التي شهدتها الساحة الفلسطينية. التي كانت تحتل مساحة مهمة من البيانات التي كان المجلس يصدرها في أوقات مختلفة.
في مارس 1994، أدان المجلس الوطني الاتحادي، في بيان، الجريمة البشعة التي ارتكبها المستوطنون الإسرائيليون في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل. وتعهد بإثارة هذه الجريمة بالمحافل الدولية، وخاصة مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي الذي كان مقرراً عقده في باريس في ذات الشهر. بهدف تعبئة الرأي العام ضد هذا العمل الغادر.

توجيهات الشيخ زايد لدعم الفلسطينيين

بفضل توجيهات الشيخ زايد لدعم أبناء للشعب الفلسطيني، هب أبناء الإمارات لمساعدة إخوانهم بفلسطين من خلال جمع التبرعات والمساعدات العينية. لتمكين أبناء إخوانهم من الصمود على أرضهم.

وفي عام 2003، ساهمت قناة أبوظبي في تنظيم حملة تبرعات للفلسطينيين على مستوى الوطن العربي. وشاركت فيها شخصيات إعلامية وثقافية وسياسية مرموقة. وقد أسفرت الحملة عن جمع ما يزيد عن 120 مليون درهم أرسلت لتنفيذ مشاريع إنسانية وتنموية في فلسطين.

ويشهد التاريخ أن دعم الإمارات لم يكن مشروطا ولم تقدم مالاً سياسيا مرتبطاً بمواقف سياسية.

منشآت خدمية في ميادين فلسطين

مدينة الشيخ زايد آل نهيان، الحي الإماراتي الإسكاني، مستشفى محمد بن راشد والمستشفى الإماراتي للوبائيات. هي منشآت خدمية وضعتها الإمارات في قطاع غزة، بعضها قائمة منذ عشرات السنين، وأخرى ما زالت تُعمر ومشاريع أخرى قيد الدراسة والتخطيط. فما من حيّ أو مدينة في قطاع غزة، من أقصى جنوبه إلى آخر منطقة في حدوده الشمالية، إلا وتجد بها اسم الإمارات حاضراً بإنسانيته وعروبته.

ففي شمال غزة، أنشأت دولة الإمارات مدينة الشيخ زايد لإيواء الفلسطينيين الذين هجرتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي وهدمت منازلهم في عدوانها المتكرر على القطاع. إضافة لتكفل الشيخ زايد بإعادة أعمار مخيم جنين الذي دمرته قوات الاحتلال الإسرائيلي في أبريل من العام 2002 بعد المجزرة. حيث أعطيت التعليمات لبناء 800 وحدة سكنية بتكلفة 27 مليون دولار.

لجنة إماراتية مصرية

هي لجنة شكلتها كل من الإمارات ومصر للإشراف على تمويل مشاريع إغاثيّة وتنمويّة في قطاع غزّة بقيمة 15 مليون دولار شهريّاً. تمّ تسليمها للجنة التكافل الوطنية في قطاع غزّة، التي نفذت المشاريع وقتها.

وتشكلت اللجنة الوطنية الإسلامية للتكافل الاجتماعي في عام 2011، بدعوة من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، برئاسة النائب ماجد ابو شمالة. وتضم خمسة فصائل هي: حركة فتح تيار الإصلاح وحماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية. ومهمتها العمل بشكل موحد على تقديم مساعدات إنسانية وإغاثية في قطاع غزة، في مختلف القطاعات. بعيدا عن أي تجاذبات أو خلافات سياسية بين الفصائل.

وتتكون اللجنة الإماراتية المصرية من خبراء من كلتا البلدين وتتعامل مع لجنة التكافل كعنوان للمساعدات وبتمويل من مؤسّسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانيّة. التي تأسست عام 2007 ومقرها الإمارات لتقوم وقتها بدعم قطاعات عدّة تمّ استهدافها كالصحّة (شراء الأدوية والعلاج في الخارج) والكهرباء. ودعم الصيّادين وغيرها والمساعدات الاغاثية الرمضانية والاغاثية العاجلة والقطاع الصحي.

جسر جوي انساني لغزة

بعد العدوان على غزة عام 2014، تأهبت وكالات الإغاثة من أجل الاستجابة الإنسانية وتعبئة إمدادات الإغاثة من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة ، وقد تم التبرع بهذه الإمدادات لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) من أجل الآلاف من العائلات النازحة المعرضة للمخاطر في غزة.

وتم تسيير جسر جوي خاص دعما للعائلات النازحة في غزة يوم الأحد من الأجنحة الملكية في دبي، حيث أقلعت طائرة شحن من نوع بوينغ 747 تحمل معها 114 طنا مترياً من المساعدات، بالإضافة لقدوم وفد كبير يضم شخصيات رفيعة المستوى لغزة ،كانت مهمتها الأساسية تجهيز ونصب المستشفى الميداني الكبير الذي كان له الأثر الكبير في التخفيف عن المواطنين المكلومين والجرحى خلال العدوان على غزة عام 2014.

تعابير شكر للإمارات

شكر وكيل وزارة التنمية الاجتماعية بغزة، غازي حمد، دولة الإمارات على هذه المساعدة الهامة التي تأتي في ظروف حاسمة يتعرض فيها قطاع غزة. للموجة رابعة من انتشار الفيروس ما سيعزز قدرة القطاع الصحي على مواجهة انتشاره بصورة فعالة.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد في معبر رفح جنوبي القطاع عقب وصول قافلة اللقاحات، أن شحنة المستلزمات الطبية كبيرة ومقدرة من الأخوة في الإمارات العربية المتحدة، وقدّم الشكر لقيادة دولة الإمارات على التبرع الكريم، سواء بالأجهزة الطبية أو إنشاء المستشفى الإماراتي.
من جهته، قال وزير الصحة الفلسطيني الأسبق الدكتور جواد الطيبي إن: القطاع الصحي من القطاعات المستنفدة بالوقت، ونواجه وباء عالمياً يحتاج إلى جهود كبيرة.

وتابع: دولة الامارات ترسل المساعدة تلو المساعدة من أجل دعم صمودنا ومواجهة الصعاب والمرض في قطاع غزة. مضيفاً أنّ هذه الدفعة من المساعدات الإماراتية تأتي في وقتها من أجل دعم قطاع الصحة، وتطعيم الطلبة.

رئيس لجنة المصالحة المجتمعية خالد البطش أثنى على توفر إرادة ومشاركة فاعلة من الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة للدفع بتحقيق المصالحة المجتمعية وفق مرجعية تفاهمات المصالحة الفلسطينية برعاية مصرية اماراتية مشكورة كان لها عظيم الأثر في رأب الصدع وجبر الضرر ،ويقول البطش ، إن ثمة قناعات عززت لدى جميع الأطراف بالمضي قدما في هذا الملف عبر دفع الديات والتعويض المقنع والعفو العام بعد ذلك، كون أن تأخير الملف أكثر ليس في صالح أحد.

سفيان أبو زايدة القيادي في تيار الإصلاح بحركة فتح: في السنوات الاخيرة كانت هناك عشرات المئات من المشاريع التي دعمتها ومولتها دولة الإمارات، من خلال لجنة تكافل والتي ضخت ملايين الدولارات من أجل دعم وتعزيز صمود أبناء شعبنا في قطاع غزة، ومنها مشاريع طبية، ومعدات طبية وقسائم شرائية، ومساعدات غذائية وإنسانية مختلفة ودعم لكل القطاعات.

وأضاف: إن الإمارات لم تطلب أي مقابل لكل هذه المساعدات التي قدمتها للشعب الفلسطيني، ولم تطلب من أحد أن يُعلن موقفا معينا أو ثمناُ لموقف معين مقابل هذه المساعدات.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى