تونس: محللة تحذر من مخطط النهضة للعودة للمشهد من خلال حزب جديد
تحركات جديدة يقوم بها عدد من المنشقين من حركة النهضة الإخوانية في تونس لتأسيس حزب جديد، وذلك في ظل ما تشهده الحركة الإخوانية من خلافات وانقسامات عميقة أدت إلى تفكك الحركة الإرهابية.
أسباب الانقسام
تحدثت تقارير تونسية عن أن الخلافات داخل حركة النهضة الإخوانية حدثت بين صفين في النهضة واحد موالٍ لرئيسها راشد الغنوشي الذي شغل في السنوات الأخيرة رئاسة البرلمان الذي جمد الرئيس التونسي قيس سعيد أعماله ضمن إجراءات واسعة اتخذها في 25 يوليو ثم حله نهائيا بعد أن عقد نواب مجمدون اجتماعا افتراضيا، وشق ثانٍ طالب بعدم ترشح الغنوشي مجددا لرئاسة الحركة، وهو ما تسبب في الكثير من الأزمات الداخلية في الحركة الإرهابية.
تفاصيل الحزب الجديد
كما أعلن القيادي السابق في حركة النهضة التونسية عبداللطيف المكي، أن مجموعة من المستقيلين من الحركة تعتزم تأسيس حزب سياسي جديد خلال الأيام المقبلة.
وتابع في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: “سنعقد خلال الأيام القليلة القادمة جلسة تأسيسية لهذا الحزب (لم يتم تسميته بعد)، يتم إثرها إيداع الملف القانوني لدى الجهات المعنية بهدف الحصول على التأشيرة“.
كما أوضح: أن الجلسة التأسيسية المرتقبة تأتي “تتويجا لأشهر من النقاش والعمل في لجان تأسيسية لبلورة مشروع حزب سياسي جديد ونظرا للتقدم الملموس لأعمال هذه اللجان”.
وأشار القيادي السابق في النهضة أن هذه المساعي جاءت “بناء على استيعاب دروس الماضي واعتمادا على معطيات الواقع واستشراف آفاق المستقبل“.
لافتا أن من دوافع تأسيس حزب جديد “إيماننا بدورنا الوطني في بناء تونس الحديثة على أساس الانتماء الوطني الأصيل والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، ابتداء من المساهمة بإخراج البلاد من الأزمة السياسية والإنقاذ الاقتصادي”، لكن البيان لم يكشف تفاصيل حول المشاركين في عملية تأسيس الحزب الجديد الذي لم يعرف اسمه بعد.
من هو المكي
وشغل المكي في السابق منصب وزير للصحة وهو واحد من مجموعة الـ100 التي قدمت استقالة جماعية من الحركة في سبتمبر 2021 احتجاجا على ما وصفوها حينها بـ “الإخفاق في معركة الإصلاح الداخلي للحزب”. وكان من أبرز المستقيلين إلى جانب المكي سمير ديلو ومحمد بن سالم وتوفيق السعيدي.
وكان 113 عضوا بحركة النهضة بينهم قيادات مركزية وجهوية وأعضاء بمجلس الشورى وأعضاء بالبرلمان السابق أعلنوا استقالتهم في بيان مشترك عدَّد أسباب انسحابهم من الحركة الإخوانية.
التحذير من مخطط النهضة
تقول الدكتورة بدرة قعلول، مديرة المركز الوطني للدراسات الإستراتيجية بتونس: إن أي تحركات يقودها المنشقون من حركة النهضة الإخوانية لتأسيس أحزاب جديدة من الممكن أن تكون مراوغة جديدة من الحركة الإخوانية للدخول بشكل خفي الانتخابات والاستحقاقات الانتخابية في تونس باسم الحزب الجديد.
وأضافت المحللة السياسية في تونس أنه لا بد من الحذر لعدم تكرار تجربة حركة النهضة مجددا في تونس، وخاصة أن تكرار تجربتهم ستكون هي الأسوأ في تاريخ تونس، فلا بد من اتخاذ كل الإجراءات اللازمة من الدولة تجاه هذا الحزب الناشئ لمعرفة إذا كانوا بالفعل غير تابعين أو لهم توجهات تابعة للحركة في الوقت الحالي.