تونس تعين سفيرا في دمشق.. التفاصيل
أنهت تونس اليوم الخميس الشغور الدبلوماسي في سوريا بعد سنوات من القطيعة. أُقرّت في عهد الرئيس الأسبق محمد منصف المرزوقي وعهد حكومة الترويكا الأولى بقيادة حركة النهضة الإسلامية.
في تتويج لاتصالات ولقاءات سابقة كان آخرها زيارة وزير الخارجية للعاصمة التونسية واستقباله في قصر قرطاج من قبل الرئيس التونسي قيس سعيد في لقاء حضره وزير الخارجية نبيل عمار.
وعيّن سعيّد الخميس محمد المهذبي سفيرا لبلاده في دمشق بعد انقطاع للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ بدء النزاع في سوريا. وتسلم المهذبي الذي سيكون سفيرا فوق العادة و ومفوضا للجمهورية التونسية بسوريا ما يعني تمتعه بصلاحيات واسعة وإبرام عقود واتفاقيات، أوراق اعتماده من الرئيس التونسي على ما أعلنت الرئاسة في بيان.
وتعتبر هذه الخطوة التي تأتي في سياق انفتاح عربي واسع على سوريا بما يعزز جهود فك عزلة نظام الرئيس بشار الأسد، استثنائية في مضمونها أكثر من توقيتها إذ من المتوقع أن تثمر تعاونا تونسيا سوريا كبيرا في ملفات تتعلق بالإرهاب وتحديدا ملف تسفير الجهاديين.
وتحقق السلطات التونسية في شبهات تورط قيادات بارزة في حركة النهضة تولوا مسؤوليات في حكومتي الترويكا ما بعد ثورة يناير 2011.
وتحتجز السلطات السورية عشرات الجهاديين التونسيين وقد يمثل ذلك كنزا ثمينا من المعلومات بالنسبة لتونس ويمكنها من جمع ومراكمة أدلة وإثباتات تتعلق بدور محتمل لحركة النهضة في تجنيد وتسفير جهاديين.
وسبق أن كشف جهاديون تونسيون ألقت عليهم السلطات السورية القبض في السنوات الماضية. عن مسار رحلتهم إلى سوريا بداية بالتجنيد والاستقطاب إلى سفرهم إلى ليبيا. واستقبالهم من قبل قيادات إسلامية ليبية وتجميعهم في مراكز تدريب قبل أن يتم نقلهم جول في رحلات إلى اسطنبول ومنها إلى الأراضي السورية.
وتولت شركة طيران خاصة ليبية أسسها قيادي سابق في الجماعة الليبية المقاتلة وأحد أمراء الحرب في ليبيا، نقل دفعات من الجهاديين التونسيين إلى تركيا التي تربطه بها علاقات جيدة.
كما كشف هؤلاء المعتقلون حينها عن تساهل السلطات التركية معهم في رحلة انتقالهم إلى سوريا.
وكانت دمشق قد أعلنت عزمها تعيين سفير لها في تونس إثر مبادرة قيس سعيد باستئناف العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين التي انقطعت منذ بداية النزاع في سوريا.
ويأتي تبادل التمثيل الدبلوماسي بين البلدين في وقت تشهد فيه سوريا انفتاحا غير مسبوق تجاهها من عدو دول عربية وغربية خصوصا بعد الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا المجاورة في فبراير.
وكان سعيّد طلب من وزارة الخارجية منذ نحو شهر بدء إجراءات تعيين سفير تونسي في دمشق. وأتى ذلك بعد إعلانه إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. معتبراً أنه “ليس هناك ما يبرر” عدم تبادل السفراء بين البلدين.
في العام 2012، لحقت تونس بركب دول عربية عدة وقطعت علاقتها الدبلوماسية مع دمشق خلال عهد الرئيس التونسي الأسبق المنصف المرزوقي في خطوة قوبلت بانتقادات شديدة من أطراف معارضة تونسية.
وفي العام 2015، اتخذت تونس أولى الخطوات الدبلوماسية تجاه سوريا مع تعيين ممثل قنصلي لها في دمشق.
وإثر اندلاع النزاع في سوريا في العام 2011، قطعت دول عربية عدة خصوصا الخليجية علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا وأغلقت سفاراتها. كما علقت جامعة الدول العربية عضوية دمشق.
إلا أنه برزت خلال السنوات القليلة الماضية مؤشرات انفتاح عربي تجاه سوريا بدأت مع إعادة فتح الإمارات لسفارتها فيها في العام 2018. وقد زار الرئيس السوري بشار الأسد الإمارات مرتين منذ ذلك الحين، آخرها في مارس/اذار الماضي.
لكن منذ وقوع الزلزال المدمّر، تلقى الأسد سيل اتصالات ومساعدات من قادة دول عربيّة، في تضامن يبدو أنه سرّع عملية تطبيع علاقاته مع محيطه الإقليمي. وبرز ذلك أيضا في هبوط طائرات مساعدات سعودية في مناطق الحكومة، هي الأولى منذ قطع الرياض علاقاتها مع دمشق.