متابعات إخبارية

تونس.. الطبوبي يحرّك مبادرة الحوار بالتحذير من التمزّق والانقسام


 حذّر نورالدين الطبوبي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر مركزية نقابية) من أن تعطّل الحوار في تونس لن يؤدي إلا إلى المزيد من الانقسام. في أحدث مساعيه الرامية إلى التسويق للمبادرة التي تستعد المنظمة الشغيلة لطرحها على السلطة السياسية والرأي العام ولطالما سوّقت لها على أنها تتضمن حلولا لمعالجة أزمات البلاد. لكنها قوبلت بتجاهل تامّ من الرئيس التونسي قيس سعيد الذي رفض كافة الضغوطات التي مارسها الاتحاد بهدف استعادة دوره في صناعة القرار السياسي مثلما كان الوضع خلال العشرية السابقة. 

وقال الطبوبي خلال مؤتمر نقابة الصحفيين التونسيين اليوم الجمعة إن “الأزمة تتفاقم وتطال تداعياتها كافة مجالات الحياة“. مشيرا إلى أن “غياب أي حوار مجتمعي حول الأوضاع الراهنة وسبل إيجاد الحلول الحقيقية لمشاكل التونسيين والطبقات الكادحة أدى إلى عدم وضوح الرؤية وضبابية الآفاق”.
وتابع أن “تعطل الحوار السياسي والاجتماعي لن يؤدي إلا إلى مزيد التمزق والانقسام”. محذرا من أن تزداد الأوضاع. كما نبّه من “إمكانية استغلال القوى الأجنبية .وأعداء الوطن للوضع في الداخل للتدخل في شؤون البلاد لتحقيق مصالحهم على حساب مصالح البلاد”.

وقال إن “بناء تضامن وطني حقيقي وتجاوز المصاعب لن يكون إلاّ من خلال حوار واسع وشامل ومنفتح على كل الشرائح الاجتماعية والقوى الوطنية والديمقراطية وعلى كل الكفاءات التونسية”.

وأوضح أن “الحلول الحقيقية هي التي تنبع من إرادة جماعية“.لافتا إلى أن “المرحلة تستوجب التوصل إلى توافق حقيقي لتقاسم التضحيات”.

وكان الطبوبي قد أعلن مؤخرا أن الاتحاد يستعد لطرح مبادرته. التي شاركته في إعدادها عمادة‭ ‬المحامين‭ ‬ورابطة‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬والمنتدى‭ ‬التونسي‭ ‬للحقوق‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية على السلطة السياسية والرأي العام.

وقال الأمين العام لاتحاد الشغل التونسي في تصريح سابق إنه في “حال رفض الرئيس قيس سعيد المبادرة فلكل حادث حديث” مشددا على أنه “لا يمكن البناء بقرار فردي”.

ولم تفلح كافة مساعي المنظمة الشغيلة التي تراوحت بين التصعيد والمهادنة في دفع سعيد إلى إبداء أي تفاعل مع المبادرة التي تروّج لها على أنها تشكل خارطة طريق لتسوية أزمات البلاد. فيما باءت محاولاتها لتجييش الشارع التونسي بالفشل.

وتعكس أحدث تصريحات الطبوبي أن اتحاد الشغل استنفد كافة أوراقه في معركة لي الأذرع التي خاضها مع السلطة السياسية، بعد أن تجاهل سعيّد الذي يرفض أي تشكيك في شرعية مسار 25 يوليو/تموز كافة الدعوات التهديدية التي أطلقها الأمين العام للمنظمة الشغيلة.

ويسعى اتحاد الشغل إلى استنساخ التجربة السابقة للرباعي التونسي للحوار الذي لعب دورا هاما في حل الأزمة السياسية التي عاشتها البلاد في العام 2013 وأفضت مبادرته إلى إنهائها بتشكيل حكومة تكنوقراط تولّت تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية في العام 2014.

وفوّت الرئيس التونسي الفرصة على المركزية النقابية برفضه الرضوخ للضغوط التي مارستها من أجل استعادة دورها كشريك سياسي. خاصة بعد أن كسب تأييدا واسعا في الشارع التونسي. ما أدى إلى خسارة المنظمة لأكبر ورقة كانت تراهن عليها لابتزاز السلطة بذريعة الدفاع عن حقوق العمال والطبقات الكادحة.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى