سياسة

تنظيم القاعدة يُعزز نفوذه في أفغانستان تحت حكم طالبان


عاد تنظيم القاعدة إلى حيله القديمة في أفغانستان عبر إدارة معسكرات تدريب مسلحة؛ وتقاسم أرباح شركات المخدرات والتعدين والتهريب غير المشروعة التابعة لطالبان؛ وتوجيه العائدات إلى الجماعات الإرهابية التابعة لها في جميع أنحاء العالم، مثلما فعلت قبل تدبير هجمات 11 سبتمبر.

وتحدثت صحيفة فورين بوليسي عن تقرير غير منشور يتم تداوله بين الدبلوماسيين الغربيين ومسؤولي الأمم المتحدة قالت إنه يوضح مدى عمق انغماس المجموعة التي كان يديرها أسامة بن لادن في عمليات طالبان، حيث تنهب ثروات أفغانستان الطبيعية وتسرق المساعدات الدولية التي تهدف إلى تخفيف معاناة الملايين من الأفغان.

وقد تم وضع التقرير من قبل شركة خاصة لتحليل التهديدات مقرها لندن، والتي لم يرغب مديروها في الكشف عن هويتهم. وتم تقديم نسخة إلى مجلة فورين بوليسي وتم التحقق من نتائجها من قبل مصادر مستقلة، بحسب الصحيفة نفسها. 

ويستند التقرير إلى بحث تم إجراؤه داخل أفغانستان في الأشهر الأخيرة، ويتضمن قائمة بأسماء كبار عملاء القاعدة والأدوار التي يلعبونها في إدارة طالبان.

يؤكد التقرير أن القاعدة تحصل على عشرات الملايين من الدولارات أسبوعيا من مناجم الذهب في مقاطعتي بدخشان وتاخار شمالي أفغانستان، والتي توظف عشرات الآلاف من العمال ويتمتعون بحماية أمراء الحرب الموالين لطالبان، وذلك لتسهيل طموحاتها. 

وتمثل هذه الأموال حصة 25% من عائدات مناجم الذهب والأحجار الكريمة؛ علماً أنه تم تحديد الموقع الجغرافي لـ 11 منجمًا للذهب في التقرير.

ويتم تقاسم الأموال مع القاعدة بين فصيلي طالبان: فصيل سراج الدين حقاني في كابول وفصيل قندهار الذي يتزعمه المرشد الأعلى هبة الله أخونزاده، مما يشير إلى أن علاقة الزعيمين، اللذين يعتبران على نطاق واسع خصمين لدودين، مع القاعدة تعزز مصالحهما الخاصة وتساعدهما أيضًا لترسيخ القوة الشاملة للمجموعة.

التقرير يشير أيضا إلى أن عائدات طالبان الشهرية من مناجم الذهب تصل إلى 25 مليون دولار، على الرغم من أن هذه الأموال “لا تظهر في ميزانيتها الرسمية”. ونقلاً عن مصادر ميدانية، تقول إن الأموال “تذهب مباشرة إلى جيوب كبار مسؤولي طالبان وشبكاتهم الشخصية”. وتقول إنه منذ أن بدأت المناجم العمل في أوائل عام 2022، بلغ إجمالي حصة تنظيم القاعدة 194.4 مليون دولار.

تشير فورين بوليسي إلى أنه بعد استعادة السلطة في أغسطس 2021، قامت حركة طالبان بدمج عدد كبير من الجماعات الإرهابية والتي قاتلت إلى جانبها ضد الجمهورية الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة. ومع ذلك، نفت إدارة الرئيس جو بايدن باستمرار أن تنظيم القاعدة قد أعاد تشكيل نفسه في أفغانستان أو حتى أن تنظيم القاعدة وطالبان حافظا على علاقتهما الطويلة والوثيقة.

تابعونا على
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى