تقرير: ليس لدى إيران سيناريوهات سهلة للرد على إسرائيل
فاقمت الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط التوترات بين إيران وإسرائيل، خاصة بعد الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في سوريا، فيما يسلّط تعهد المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي بالانتقام من إسرائيل، الضوء على التوازن الدقيق الذي تواجهه إيران في الردّ دون تصعيد الصراع بشكل أكبر، بحسب تقرير لوكالة “بلومبيرغ” الأمريكية.
وفي حين ردت إيران تاريخياً على الاستفزازات بخطوات محسوبة ومدروسة جيدا، إلا أن المعلومات الاستخباراتية الأخيرة تشير إلى أن هجوماً انتقامياً كبيراً قد يكون وشيكاً؛ الأمر الذي يُثير مخاوف من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى تصعيد الصراع في الشرق الأوسط بشكل كبير، ووضع إيران في مرمى النيران مباشرة.
وفي منشور على منصة “إكس”، قال وزير الخارجية البريطاني “ديفيد كاميرون” إنه أبلغ وزير الخارجية الإيراني في مكالمة هاتفية، أمس الخميس، بأنه يتعيّن على إيران ألا تجر الشرق الأوسط إلى صراع أوسع.
كما أعرب عن قلقه العميق إزاء احتمال أن يؤدي سوء التقدير إلى مزيد من العنف، بحسب تعبيره.
في الأثناء، تجد إيران نفسها في وضع محفوف بالمخاطر، حيث تواجه ضغوطًا للرد على هجوم دمشق مع تجنّب الإجراءات التي يمكن أن تصرف الانتباه عن الحرب الدائرة في غزة.
ويشكل احتمال نشوب حرب شاملة مع إسرائيل مخاطر كبيرة، حيث من المرجّح أن يجذب مثل هذا السيناريو الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين.
وعلى الرغم من أن القدرات العسكرية الإيرانية هائلة، إلا أنها تواجه أنظمة دفاعية إسرائيلية متطورة؛ ما يشكّل تحديات أمام أي ضربة محتملة.
أشكال الرد الإيراني
وتعتقد “بلومبيرغ” أن الهجوم الإيراني المحتمل، الذي أثار قلق أسواق النفط، يمكن أن يأتي بأشكال مختلفة، أولها:
الحرب الكاملة، فقد قال المرشد الإيراني إن هجوم دمشق يعادل هجوماً على الأراضي الإيرانية، وإن الرد الأقوى سيكون شن هجوم داخل إسرائيل.
ولكن من شأن ذلك أن يؤدي إلى إشعال حرب شاملة من المرجح أن تجذب أطرافًا دولية في مقدمتها الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين.
ومع ذلك، في حال اختار الإيرانيون هذه الخطوة، فسيتعين عليهم تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية المتطورة، وفقًا لفابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية.
ويصبح ذلك أكثر صعوبة إذا كان إطلاق الصواريخ من مسافة بعيدة إلا إذا تدخلت ميليشيا حزب الله اللبنانية في الحرب وواصلت الهجمات على إسرائيل من الأراضي اللبنانية.
ومع ذلك، فإن هذا السيناريو يهدد بمزيد من الصراع بين إسرائيل والحزب.
وثانيها استهداف السفارات الإسرائيلية في العالم، إذ لدى إيران خيارات مختلفة للانتقام من إسرائيل، بما في ذلك استهداف السفارات الإسرائيلية كرد فعل متبادل على تفجير دمشق.
ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تحمل مخاطر كبيرة بسبب أولويات إيران الدبلوماسية الأخرى في الشرق الأوسط.
وفي حين أن الهجوم من خلال العملاء أو الميليشيات الموالية، ربما يكون الخيار الأكثر عملية بالنسبة لإيران، إلا أن تاريخ نجاحها في مثل هذه المحاولات محدود جدا، حيث تم إحباط العديد من هذه الهجمات من قبل المخابرات الإسرائيلية
وثالث أشكال الرد وفق “بلومبيرغ” هو استهداف القواعد العسكرية، حيث يمكن لإيران أن ترد بمهاجمة قواعد عسكرية إسرائيلية أو أمريكية، فقد كانت الهجمات على القواعد العسكرية هي النهج المفضّل لإيران لا سيّما بعد اغتيال الجنرال قاسم سليماني على يد القوات الأمريكية.
وخلص تقرير وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية إلى أن رد إيران على هجوم دمشق سيكون بمثابة اختبار حقيقي لقدراتها على الردع واستعدادها لمواجهة إسرائيل بشكل مباشر.
ومع ذلك، فإن فعالية أي انتقام لا تزال غير مؤكدة؛ لأن دفاعات إسرائيل قوية بشكل استثنائي، والمحاولات السابقة التي قامت بها إيران لشنّ هجمات عبر الوكلاء، باءت بالفشل إلى حد كبير.