سياسة

تقارب بين بايدن ونتنياهو حول الهجوم المحتمل على إيران


 ذكر موقع “أكسيوس” الإخباري أن الرئيس الأميركي جو بايدن، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يقتربان من الاتفاق بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران. في حين تؤكد الأخيرة أنها تستعد للرد المضاد.

ونقل الموقع عن ثلاث مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، لم يكشف عن هوياتهم. أن واشنطن تتقبل فكرة شن هجوم إسرائيلي كبير على إيران، لكنها تخشى أن يؤدي ضرب أهداف معينة لتصعيد حرب إقليمية.

وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن الخطط الإسرائيلية الحالية للرد على إيران “لا تزال أكثر عدوانية قليلا مما يرغب فيه البيت الأبيض”.

وفي نفس السياق، قال مسؤول أميركي إن البيت الأبيض بات “أقل قلقا بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران بعد المكالمة التي جرت بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي” الأربعاء الماضي.

البيت الأبيض بات “أقل قلقا” بشأن طبيعة الرد الإسرائيلي على إيران بعد المكالمة التي جرت بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي

وأكد المسؤول الإسرائيلي بأن “الفجوات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. بشأن طبيعة الهجوم على إيران ونطاقه قد ضاقت عقب المكالمة”.

ورغم “التزام” الولايات المتحدة بـ”الدفاع عن أمن إسرائيل”. إلا أن إدارة الرئيس بايدن، ينتابها “قلق” من خطوات إسرائيلية لم تفصح عنها حكومة نتانياهو، وفق تقارير إعلامية أميركية.

وكانت إسرائيل قد أكدت أنها سترد “في الوقت المناسب” على إيران بعد هجومها الصاروخي في بداية أكتوبر/تشرين الأول الحالي وقالت إن الرد سيكون “فتاكا ودقيقا”.

وقال نتانياهو السبت الماضي أن من حق اسرائيل أن تدافع عن نفسها. وأضاف في بيان “سبق أن أطلقت طهران مرتين مئات الصواريخ على أراضينا ومدننا، صواريخ بالستية … لن يقبل أي بلد في العالم هجوما مماثلا من واجب إسرائيل وحقها أن تدافع عن نفسها وترد على هذه الهجمات، وهذا ما سنقوم به”.

وأعلنت إسرائيل أن إيران أطلقت في اتجاهها نحو 200 صاروخ باليستي تمّ اعترض الجزء الأكبر منها بواسطة منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية. وساهمت كذلك القوات الأميركية المنتشرة في المنطقة في اعتراض الصواريخ، بالإضافة الى الأردن.

وشدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء. أن رد بلاده على الهجوم الصاروخي الإيراني سيكون “قاتلا ومفاجئا”.

وكانت ثلاثة مصادر خليجية قد قالت لوكالة “رويترز” إن دولا خليجية تضغط على واشنطن لمنع إسرائيل من مهاجمة مواقع النفط الإيرانية.وذلك انطلاقا من القلق من أن تتعرض منشآتها النفطية لإطلاق نار من جماعات متحالفة مع طهران إذا تصاعد الصراع.

وذكرت المصادر المقربة من الدوائر الحكومية أنه في إطار محاولات لتجنب الانزلاق رغما عنها في الصراع رفضت دول خليجية من بينها السعودية والإمارات وقطر السماح لإسرائيل. بالتحليق ضمن مجالها الجوي في أي هجوم على إيران، ونقلت هذا إلى واشنطن.

من جهتها، تقول إيران بأنها لن تسكت على أي ضربات إسرائيلية تستهدفها، وقال وزير خارجيتها عباس عراقجي الجمعة إن طهران لن تتردد في اتخاذ “المزيد من التدابير الدفاعية القوية”. إذا ردت إسرائيل على الضربة الصاروخية التي نفذتها الاسبوع الماضي.

وكتب عراقجي رسائل منفصلة إلى بعض نظرائه في مختلف دول العالم والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي والمفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة. ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وفقا لمنشور لوزارة الخارجية الإيرانية على إكس.

وأضاف أن الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل يتفق مع حق بلاده في الدفاع عن النفس بموجب القانون الدولي وجاء. بعد فترة طويلة من ضبط النفس في إطار سعيها إلى وقف إطلاق النار في الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة.

وصرح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الجمعة إنه يجب على إسرائيل أن “تتوقف عن قتل الأبرياء”، وأضاف أن أفعالها في الشرق الأوسط تحظى بدعم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وقال بزشكيان لمراسل للتلفزيون الروسي الرسمي على هامش اجتماع دولي في تركمانستان. “أود أن أقول لإسرائيل: توقفوا عن قتل الأبرياء. توقفوا عن قصف المباني السكنية .والأشخاص الذين لا يملكون شيئا على أي حال”، متهما إسرائيل بانتهاك كل أنواع الاتفاقيات الدولية.

وأضاف “إنها تفعل ذلك لأنها تعلم أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يقفان وراءها”.

وعقد بزشكيان مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين محادثات مباشرة على هامش مؤتمر دولي في تركمانستان. وأشادا بـ”تقارب” مواقفهما بشأن القضايا الدولية. وسط توترات في الشرق الأوسط وبعد أكثر من عامين ونصف من بدء الحرب الروسية في أوكرانيا.

وتحدث الزعيمان لمدة ساعة تقريبا في أول اجتماع شخصي بينهما منذ انتخاب الرئيس الإيراني في تموز/يوليو خلفا لإبراهيم رئيسي .الذي قضى إثر تحطّم مروحية كان على متنها في إيران.

وقال بوتين لنظيره الإيراني “نعمل معا بنشاط على الساحة الدولية. وغالبا ما تكون تقييماتنا للأحداث في العالم متقاربة للغاية”.

وأضاف خلال كلمة مقتضبة بثّها التلفزيون الرسمي الروسي “العلاقات مع إيران تمثّل أولوية بالنسبة لنا وهي تتطوّر بنجاح”.

من جهته، رحّب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بالتقارب المتزايد مع موسكو. وقال إنّ “مواقفنا على الساحة الدولية متشابهة”.

وتعززت العلاقات بين روسيا وإيران بشكل كبير منذ أطلقت موسكو عمليتها العسكرية في أوكرانيا عام 2022، ويُعتقد على نطاق واسع بأن طهران تزوّد روسيا بالأسلحة. ويخضع البلدان لعقوبات غربية.

ويلتقي الزعيمان لأول مرة في إطار قمة إقليمية في الدولة الواقعة في آسيا الوسطى.  وذكر الكرملين في وقت سابق بأنهما سيبحثان العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط.

وسيعقد بزشكيان أيضا محادثات مع بوتين خلال زيارة مقررة إلى روسيا في وقت لاحق هذا الشهر لحضور قمة مجموعة بريكس. حيث ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن الرئيس الإيراني قبل الجمعة دعوة بوتين لزيارة موسكو.

وتم تنصيب بزشكيان رئيسا أواخر تموز/يوليو بعد انتخابه خلفا لإبراهيم رئيسي. الذي قضى إثر تحطّم مروحية كان على متنها في إيران.

تابعونا على

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى